أحمد مراد (بيروت، القاهرة)
دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى عقد الجلسة الـ11 المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، غداً الخميس.
وقال بيان صادر عن مكتب بري الإعلامي، إنه دعا إلى عقد الجلسة في تمام الساعة 11 قبل ظهر الغد لانتخاب رئيس للجمهورية.
وستكون هذه الجلسة الأولى في العام الجديد بعد عطلة الأعياد.
وفشل البرلمان اللبناني في 15 ديسمبر الماضي للمرة العاشرة منذ سبتمبر في انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر الماضي.
وتتهم كتل برلمانية نواب ميليشيات «حزب الله» الإرهابية وحلفاءها بتعطيل انتخاب الرئيس عبر التصويت بأوراق بيضاء في الدورة الأولى، ثم الانسحاب كي لا يكتمل نصاب الدورة الثانية.
وأوضح المحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة أن الجلسات النيابية السابقة لم يكتمل فيها النصاب القانوني بانتخاب رئيس الجديد، وبالتالي بات واضحاً أن هناك طرفاً معيناً هو ميليشيات «حزب الله» الإرهابية ينسحب من الجلسات، ويعطل عملية انتخاب الرئيس، ويمارس ابتزازاً للقوى السياسية الأخرى حتى يُنتخب الشخص الذي يريده.
وشارك في الجلسة النيابية التاسعة المخصصة لانتخاب الرئيس 105 نواب، وهو أقل عدد حضور منذ انطلاق الجلسات في 29 سبتمبر الماضي، فلم يكتمل النصاب القانوني لانعقاد جولة ثانية للاقتراع بعد مغادرة عدد من النواب قاعة المجلس، أما الجلسة العاشرة فقد شارك في الجولة الأولى 109 نواب، فيما فقدت الجولة الثانية نصابها لوجود 71 نائباً فقط بعد مغادرة عدد من النواب قاعة المجلس، وسيستمر هذا المشهد طالما «حزب الله» قرر تعطيل عملية انتخاب الرئيس.
وطالب بشارة بضغط عربي ودولي على «حزب الله» من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي، لا سيما بعدما أصبح لبنان معطلاً في كل مؤسساته بما في ذلك رئاسة الجمهورية، والحكومة، ومجلس النواب، ما يؤدي إلى تعميق الانهيار السياسي والاقتصادي.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي أحمد عياش أن لبنان يخوض مرحلة صعبة جداً من أجل انتخاب رئيس جديد، ويبدو أن مصير الجلسة النيابية الـ11 سيكون مصيرها الفشل مثل سابقاتها، حيث لم تستجد أي ظروف سياسية تسمح بنجاحها، في ظل عدم القدرة على تأمين الأصوات اللازمة لتحقيق النصاب القانوني للجلسة.
ووفقاً للمادة 49 من الدستور، يُجرى انتخاب رئيس الجمهورية من قبل مجلس النواب البالغ عدد أعضائه 128 عضواً، ويتم الانتخاب عبر الاقتراع السري بأغلبية الثلثين من أعضاء المجلس في الدورة الأولى، فيما يكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التالية.
وذكر المحلل السياسي اللبناني، أن كل المعطيات والدلائل تشير إلى أن لبنان يدور في حلقة مفرغة أدت إلى نتائج سلبية، فليس هناك قدرة على تأمين حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب، حتى يتم انتخاب رئيس بأي عدد يبدأ من «النصف +1»، فضلاً عن أنه حتى هذه اللحظة لم يبرز الاسم الذي يمكن أن تتوافق عليه الكتل السياسية المختلفة.
وأكد عياش، أن هناك مشكلة قائمة لها علاقة بإيجاد رئيس جمهورية يوافق عليه «حزب الله» تحديداً، ويوافق عليه الآخرون، وهنا تكمن المشكلة، والسؤال الملح: «هل من الممكن أن يظهر اسم يوافق عليه (حزب الله) والقوى السياسية الأخرى»؟، قائلاً: بالتأكيد الجواب: «لا»، وبالأخص خلال هذه المرحلة.
وقال إن «(حزب الله) يريد رئيساً على مقاس مشروعه الذي يتضمن استمرار حمل السلاح، واستمرار عمله المسلح، مثلما كان الحال مع الرئيس السابق ميشال عون، الذي ظل طوال فترته الرئاسية يغطي سلاح (حزب الله)، وهو أمر ترفضه القوى السياسية الأخرى التي تدعو إلى وجوب عودة السيادة للدولة اللبنانية».
وأضاف: «نحن أمام مرحلة صعبة ربما تطول، ولا نعلم متى تنتهي، وليس هناك في الأفق القريب ما يشير إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية».