أبوظبي (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الاتصالات الاستراتيجية هي عنصر رئيس في عمليات السلام، حيث يمكن من خلالها أن تتواصل البعثات بشكل أفضل مع المجتمعات المضيفة ومواجهة تأثير المعلومات المضللة وتنفيذ مهام ولايات البعثة.
وقالت معالي لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: «لا يمكن إنكار أن الاتصالات الاستراتيجية هي عنصر أساسي في عمليات حفظ السلام عند استخدامها بمهارة، فهي أداة قوية تساعد على ربط عمليات السلام بجميع أصحاب المصلحة، وتضخيم الرسائل البناءة ومعالجة المعلومات المضللة والمساهمة في سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة».
وأشارت إلى أن الاتصالات الاستراتيجية الفعالة يمكن أن تعزز تبادل المعلومات، مما يؤدي إلى تحسين تنفيذ مهام بعثات الأمم المتحدة، وتتيح الفرصة للمجتمعات المحلية للمشاركة مباشرة مع بعثات حفظ السلام، وبالتالي تعزيز الملكية المحلية لجهود السلام، وبالتالي استدامتها.
وقالت: «بصفتنا أعضاء في مجلس الأمن، نتحمل مسؤولية ضمان أن تحدد ولايات جميع البعثات الأممية أهدافًا واضحة وتزويد البعثات بالأصول اللازمة لتطوير اتصالات استراتيجية فعالة».
وفي هذا الصدد، أكدت معالي السفيرة لانا نسيبة أن الإمارات تود إبراز ضرورة أن يتعامل مجلس الأمن مع الاتصالات الاستراتيجية ليس كعنصر محوري لتخطيط عمليات حفظ السلام فقط، بل لعمل المجلس نفسه، حيث يمكن أن تؤدي الجهود المبذولة لتكييف رسائل المجلس مع السياقات المحلية والتأكد من فهمها بوضوح وتحسين قدرة المجلس على إحداث تغيير إيجابي في القضايا المدرجة على جدول أعماله.
وقالت: «يجب على مجلس الأمن والأمم المتحدة معالجة الآثار الضارة لحملات التضليل والمعلومات المضللة ضد عمليات السلام»، مشيرةً إلى أن «استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لا يحدث في فراغ وليس فقط نتيجة أعمال الجماعات الإرهابية، بل يكون نتيجة مباشرة لبيئة معادية تنشر معلومات مضللة حول بعثات حفظ السلام».
وأردفت: «الاتصال الثنائي الثنائي بين بعثات حفظ السلام والمجتمعات المحلية ضروري لضمان أن البعثات، وتحقيقا لهذه الغاية يجب على مجلس الأمن أن يكفل مشاركة أفراد حفظ السلام بانتظام مع الحكومات المضيفة والشركاء المحليين والمجتمع المدني ككل من أجل فهم أفضل لنهج حفظ السلام وتكييفها مع السياسات المحلية».
ودعت معالي لانا نسيبة إلى دمج بعثات حفظ السلام للاتصالات الاستراتيجية في عملها بشأن المهام المنوطة بها مثل حماية المدنيين واستراتيجيات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج ودعم المرأة والسلام والأمن والاستجابة للعنف الجنسي والجنساني.
وفي ختام كلمتها أمام مجلس الأمن، أكدت معالي السفيرة أن الاتصالات الاستراتيجية يمكن أن تساعد في تهيئة الظروف لتنفيذ ولايات حفظ السلام بطريقة أكثر كفاءة والمساهمة في انتقال ناجح عن طريق تقليل تأثير انسحاب البعثة.