سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكد مسؤولون وقادة عالميون في المجال الصحي، أن الإمارات توفر منظومة صحية بمعايير عالمية، تتميز بالكثير من السمات، من أبرزها وجود المؤسسات العلمية والابتكار والإبداع في مجالات توفير الرعاية الصحية.
وأكدوا في قمة فوربس الشرق الأوسط لقادة الرعاية الصحية التي انطلقت في نسختها الثالثة أمس، في جزيرة السعديات في أبوظبي، أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً رائداً في التحول من استخدام التكنولوجيا بالمجال الصحي، إلى ابتكار التكنولوجيا، مما جعلها ضمن قائمة الدول المنتجة والمصدرة للتكنولوجيا الطبية.
وأشاروا إلى أن كلاً من أبوظبي ودبي جاءتا ضمن أفضل 10 وجهات عالمية لجذب السياحة العلاجية، وفقاً لنتائج مؤسسات دولية معتمدة أعلنت عن نتائجها في وقت سابق، منوهين بما تتمتع به دولة الإمارات من قيادة لديها رؤية شاملة وطموحات كبيرة في مختلف القطاعات وعلى رأسها القطاع الصحي.
وذكر المتحدثون في جلسات اليوم الأول للقمة، أن هناك 4 مجالات من المهم أن توفرها دول منطقة الشرق الأوسط، هي: تحديد الأولويات في مجال الأمراض وخاصة السرطان ونقص المناعة، والالتزام طويل الأمد بالاستثمار الصحي، وتدريب العاملين وفق المستويات العالمية، بالإضافة إلى توفير الأطر التشريعية لحوكمة ما يتعلق بالمرضى والرعاية والاستثمار.
ولفتوا إلى أن القطاع الصحي الإماراتي لديه رؤية واضحة للمستقبل، في كل الجوانب، ومنها ما يتعلق بالمصنعين والمستثمرين والمرضى، كما أنه يتسم بتضافر الجهود والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى وجود جهود كبيرة تبذل على مختلف الأصعدة.
وشددوا على أن الإمارات مؤهلة لأن تكون مركزاً متكاملاً للمنظومة الصحية إقليمياً وبالتالي تقديم الدعم والمساندة لغيرها مما يساعد على تطوير الرعاية المقدمة للمرضى على المستوى الإقليمي.
وأشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يساعد في علاج السرطان، حيث يمكن تحليل 250 مليون خلية بسرعة هائلة عن طريق الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبالتالي توفير العلاج المناسب على وجه السرعة للمريض.
وتطرقوا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تسريع إنتاج الأدوية واختيار الدواء المناسب، لتطبيق مبدأ «إيجاد الدواء المناسب للمريض المناسب».
وكانت انطلقت صباح أمس الخميس، أعمال الدورة الثالثة لقمة فوربس الشرق الأوسط لقادة الرعاية الصحية، بجزيرة السعديات بحضور ومشاركة أكثر من 3000 من الضيوف والخبراء والمتحدثين والقادة، وذلك بالشراكة مع بيورهيلث تحت شعار «تجاوز الحدود: تعزيز الصحة من أجل حياة أطول»، لاستكشاف الحلول المبتكرة والاستراتيجيات الفعالة في القطاع على المستوى الإقليمي والعالمي.
حضر افتتاح القمة، معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، والدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومباركة مبارك إبراهيم المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والدكتورة نورة خميس الغيثي وكيل دائرة الصحة – أبوظبي.
وتضمن البرنامج الشامل للقمة حلقات نقاشية وجلسات تفاعلية وقصصاً ملهمة، حيث ناقش الخبراء وقادة الفكر والمتخصصون في الرعاية الصحية سياسات الصحة العامة المستقبلية، وإعادة تعريف مفهوم إطالة العمر، وإمكانات الخلايا الجذعية والطب التجديدي، وتعزيز إمكانات رعاية الأسرة والطفل.
كما تناولت المناقشات سبل تعزيز الرعاية الشخصية والوقاية من الأمراض، واستكشاف آفاق جديدة في مجالات الطب الدقيق واكتشاف الأدوية، وتعزيز الاستثمارات لتحقيق نظام رعاية صحية مستدام، إلى جانب تعزيز التناغم العقلي والجسدي والتغذوي.
وناقش المشاركون أهمية تضافر الجهود للتغيير وتعزز التعاون، وتطور أنظمة الرعاية الصحية لمواجهة تحديات الغد.
وأكدوا أهمية الاستفادة من التطورات في مجالات الذكاء الصناعي والتكنولوجيا والابتكارات والتغييرات السريعة في مجال الرعاية الصحية.
فيما تشمل فعاليات القمة منصات عديدة، بالإضافة إلى سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي تقدم تجارب عملية تغطي مواضيع متنوعة في مجال العافية، مثل التنفس التأملي، واستخدام البخور لتعزيز الصحة، والقوة العلاجية للصوت، بالإضافة إلى استضافة القادة الناشئين في قطاع الرعاية الصحية.