إسطنبول (وكالات)
أعلنت أنقرة، أمس، أن موسكو وكييف حققتا تقدماً في المفاوضات الهادفة إلى وضع حدّ للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وباتتا قريبتين من إبرام تفاهم. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو: «بالطبع، هذا ليس أمراً يسهل تحقيقه بينما الهجوم يتواصل والمدنيون يُقتلون، لكننا نريد أن نقول إن الزخم لا يزال موجوداً». وتابع في تصريحات من محافظة أنطاليا في جنوب تركيا: «نرى أن الطرفين قريبان من إبرام اتفاق». وزار تشاوش أوغلو روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي، في ظل محاولة أنقرة التي تربطها علاقات قوية بالبلدين، أداء دور وسيط بينهما. كما استضافت تركيا، الأسبوع الماضي، لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا.
وأشار تشاوش أوغلو إلى أن تركيا تتواصل مع المفاوضين الروس والأوكرانيين. وشدد على أن تركيا تؤدي «دور وسيط نزيه ومسهّل».
ولفت تشاووش أوغلو، أمس، إلى أن بلاده تعمل مع روسيا وأوكرانيا على إرساء وقف إطلاق نار إنساني، يتبعه وقف إطلاق نار دائم.
وأضاف: «عندما تصاعد التوتر بين البلدين الجارين بذلنا جهوداً كبيرة لتجنب اندلاع صراع ساخن». وتابع: «الآن هناك حريق ما لم يتم إخماده فإنه سيؤثر على الجميع، نحن نبذل جهوداً كبيرة لإخماد الحريق، ونعمل من أجل وقف إطلاق نار إنساني يتبعه دائم من خلال إجراء محادثات مع الجانبين».
وأوضح أن الطرفين الروسي والأوكراني اقتربا من الاتفاق على المسائل الأساسية، مبيناً أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق كامل مع استمرار الهجوم وموت المدنيين.
وأردف قائلاً: «المفاوضات بين الجانبين ما زالت مستمرة، ونحن على تواصل مع الطرفين وندرك تفاصيل المفاوضات، لكن لا يمكننا البوح بكامل ما يجري بين وفدي البلدين».
من جهته، أفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في حوار مع صحيفة «حرييت»، أن روسيا وأوكرانيا تتفاوضان على ست نقاط هي: حياد كييف، نزع السلاح والضمانات الأمنية، «اجتثاث النازية» من أوكرانيا كما تطالب روسيا، إزالة العوائق أمام استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، وضع «الجمهوريتين» الانفصاليتين في منطقة دونباس، ووضع شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.
وفي هذه الأثناء، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، أنه «مستعد لمفاوضات» مع فلاديمير بوتين، مؤكداً أنه «من دون مفاوضات، لن نوقف الهجوم» الذي تشنه روسيا في أوكرانيا. وقال في مقابلة بثتها شبكة «سي إن إن» الأميركية، أمس: «أنا مستعد لمفاوضات مع فلاديمير بوتين.. لقد كنت مستعداً خلال العامين الماضيين، وأعتقد أنه من دون مفاوضات لن يتوقف الهجوم». ودافع عن عقد عدة جولات من المفاوضات بين كييف وموسكو منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، قائلاً: إن لها «قيمة كبيرة».
وأضاف: «إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1 في المئة فقط لوقف الهجوم، فعلينا اغتنامها».
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه في مواجهة دخول الجيش الروسي إلى أوكرانيا، يجب استخدام كل أشكال، وكل فرص إمكانية التفاوض، وإمكانية التحدث إلى بوتين.
وحذر قائلاً: «إذا فشلت هذه المحاولات، فهذا يعني أن الصراع في أوكرانيا هو حرب عالمية ثالثة».
ودعا زيلينسكي أمس إلى إجراء مفاوضات، في مقطع فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال: «حان وقت الاجتماع.. حان وقت الحديث.. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا».
وأجرت روسيا وأوكرانيا حتى الآن أربع جولات من المحادثات منذ بدء الهجوم.
وقال إيهور جوفكفا، مستشار الرئيس الأوكراني: إن الحكومة الأوكرانية بدأت ترى تقدماً في مفاوضاتها مع موسكو بشأن إنهاء الهجوم الروسي.
البيت الأبيض: جولة بايدن الأوروبية لا تشمل كييف
نفت الحكومة الأميركية صحة تكهنات تحدثت عن إمكانية سفر الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أوكرانيا، خلال رحلته إلى أوروبا في الأيام المقبلة.
وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، على «تويتر»، أمس، أن «الجولة تهدف إلى مواصلة حشد العالم من أجل دعم الشعب الأوكراني».
وأضافت ساكي: «لم يجر التخطيط للسفر إلى أوكرانيا»، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل أخرى عن الجولة. وفي تصريحات لمحطة «سي إن إن» الأميركية، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس- جرينفلد، أمس: إنها لا تعرف بوجود مناقشات حول قيام بايدن برحلة قصيرة إلى أوكرانيا، ولفتت إلى أن الحكومة الأميركية تحذر مواطنيها من السفر إلى أوكرانيا. وحسب التصريحات الصادرة من البيت الأبيض، فإن بايدن سيتوجه يوم الأربعاء المقبل إلى أوروبا، حيث سيشارك في قمة لزعماء دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل يوم الخميس.
الصين: نعمل على خفض التصعيد
كشف السفير الصيني لدى واشنطن تشين قانج، أن بلاده ستفعل كل شيء لخفض تصعيد الأزمة في أوكرانيا، وأضاف: إن علاقتها مع روسيا «ليست جزءاً من المشكلة». وجاءت تصريحات السفير الصيني في أعقاب تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن للرئيس الصيني شي جين بينج من «التداعيات والعواقب» إذا دعمت الصين الهجوم الروسي على أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء. وأكد شي لبايدن أن بلاده لا تريد حرباً. وأضاف تشين في تصريحات بثتها شبكة «سي بي إس»، أمس: «هناك معلومات مضللة حول تقديم الصين مساعدات عسكرية لروسيا»، وقال: إن الصين لا ترسل «أسلحة وذخائر إلى أي طرف.. سنفعل كل شيء لتهدئة الأزمة». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الصين ستدين العملية العسكرية الروسية، قال تشين: «الإدانة لا تحل المشكلة.. سأكون مندهشاً إذا تراجعت روسيا بالإدانة». وأوضح أن الصين ستواصل بدلاً من ذلك الحث على إجراء محادثات سلام. ولم تدن الصين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما لم تفرض عقوبات على موسكو.