المنامة (وام، بنا)
يشارك معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، في النسخة الـ17 من قمة الأمن الإقليمي «حوار المنامة» الذي تستضيفه مملكة البحرين، والذي انطلقت أعماله، أمس الأول ويستمر ثلاثة أيام، وتنظمه وزارة الخارجية البحرينية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
ويعقد المنتدى بمشاركة أكثر من 40 وفداً، يضم 300 مسؤول بين وزراء خارجية ووزراء دفاع وقيادات أجهزة أمنية ومفكرين وباحثين، من مختلف دول العالم حضورياً، وذلك لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية الملحة والتطورات الجيوسياسية المتعلقة بالمنطقة وآسيا، كما يجرى على هامش المنتدى الكثير من اللقاءات الحوارية الثنائية بين الوفود المشاركة. ويعتبر المنتدى من أهم القمم الدبلوماسية والأمنية العالمية، والذي استمر على مدى السبعة عشر عاماً الماضية، إذ يساهم بشكل كبير في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفهم التطورات المحيطة بها.
من جانبه، أكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين، نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، أن الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة يتطلب مواصلة دعم الجهود والتنسيق المتكامل على الصعد كافة، بما يسهم في تعزيز المصالح المشتركة وفق مساعي التطوير والنماء.
وقال: إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية صمام أمان للمنطقة، والأمن أساس التنمية، ولأجله سيتم الاستمرار في ترسيخ الجهود لمواصلة العمل المشترك في المنطقة، بما يحقق الأهداف المنشودة، وفق رؤى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشدد الأمير سلمان بن حمد على أهمية وضع مصلحة وأمن واستقرار المنطقة كأولوية بما يرفد مسارات التنمية والازدهار، ويسهم في دعم الجهود الدولية لتعزيز مساعي السلام العالمي، التي ستنعكس آثارها على دول وشعوب المنطقة، مشيراً إلى الأهمية التي حققها منتدى «حوار المنامة» لترسيخ ذلك، من خلال ما يشهده من طرح أفكار ورؤى تسهم في رسم الصورة المتكاملة للعمل الدولي المشترك في مواجهة مختلف التحديات.
وجاء ذلك لدى لقائه، الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومعالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة في دولة الإمارات، ومعالي الشيخ صباح شملان الصباح رئيس جهاز الأمن الوطني بالإنابة بدولة الكويت الشقيقة، في إطار أعمال منتدى حوار المنامة 2021. وأكد الأمير سلمان بن حمد، أن مشاركة الأشقاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أعمال المنتدى السنوي للأمن الإقليمي «حوار المنامة»، وتعزيز مساعي التنمية والأمن والاستقرار، يعكس عمق العلاقات التي تربط دول مجلس التعاون، وما يجمعهم من روابط الأخوة الممتدة عبر التاريخ، والتي عززتها المواقف المشتركة في مختلف التحديات.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، خلال الجلسة الحوارية الثالثة ضمن فاعليات منتدى حوار المنامة، والتي عقدت تحت عنون: «الدبلوماسية والردع»: إن الدبلوماسية تلعب دوراً رئيساً في الردع الفعال، وهي ضرورية لضمان أن نهجنا سواء كان «القوة الصلبة» أو «القوة الناعمة»، يلبي «الجوانب الأربعة» للردع الفعال وهي؛ المصداقية، والقياس، والتنسيق، والاتساق. وأضاف: «إن الردع لم يعد ينطبق فقط على سلوك الدول القومية؛ لأن العالم الآن يواجه عدة تحديات من مجموعة من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، بما في ذلك التنظيمات الإرهابية والميليشيات والجماعات التي تعمل بالوكالة، مشيراً إلى أن ما قد يكون فعالًا كرادع ضد دولة قومية قد لا يكون فعالاً في حالة الجهات الفاعلة غير الحكومية».
وأكد أنه ينبغي أن يكون للضغط من الداخل تأثير على سلوك الخصم، بحيث يرى شعبه وأنصاره عواقب هذا السلوك الإشكالي، سواء من حيث النتائج السلبية المباشرة مثل العقوبات وقيود السفر وما شابهها، أو من حيث الفرص الإيجابية الضائعة، بحيث يجد الخصم نفسه مستبعداً من شبكات السلام والازدهار.
وأضاف: إن الدبلوماسية أداة حيوية للردع الفعال والسلبي، والدبلوماسية الخاصة هي التي تنسق بين الدول ذات التفكير المتماثل لتطوير وتنفيذ أطر ردع فعالة، لافتاً إلى أن الدبلوماسية الرقمية هي التي تصل مباشرة إلى داعمي الطرف الآخر وأفراده، وتقيم استجابتهم لجهودنا.