بفوزها بجائزة «بولونيا راجازي» المرموقة لعام 2025 عن فئة الأدب الخيالي، من معرض بولونيا لكتاب الطفل عن كتابها «بيت الحكمة» الصادر عن مجموعة «كلمات» للنشر، تكون الناشرة والمؤلفة الإماراتية الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، أول كاتبة خليجية تفوز بالجائزة، وتحقق بذلك إنجازاً ثقافياً عالمياً يعكس عمق الثقافة والخبرة والحضور الدولي الذي تتمتع به شخصية نشأت في بيئة مشبّعة بالوعي والفكر، وفي منزل كريمٍ معروف بإبداعاته وإنجازاته وعلاقته الوطيدة بالثقافة كركن من أركان التقدم والتطور الإنساني المنشود.
وعكست كلمة الشيخة بدور القاسمي، خلال تسلمها الجائزة في الحفل، الذي أقيم في قاعة «فارنيزي» بقصر أكورسيو في مدينة بولونيا، بحضور عدد كبير من المؤلفين والمثقفين الإيطاليين والعرب، درجة اهتمامها بقطاعي النشر والتأليف اللذين تبرع الشيخة بدور في العمل فيهما بإيمان حقيقي بأهمية الكلمة في إحداث التغيير الإيجابي المنشود لدى الأفراد والمجتمعات، وأهمية أن يتبنى أصحاب الفكر والرأي استراتيجيات واضحة لبناء المجتمعات ثقافياً، باعتبارهم حمَلة شعلة الوعي في كلّ الأزمنة.
ومما قالته الشيخة بدور القاسمي بعد تسلمها الجائزة: «تعكس هذه الجائزة التحول الإيجابي في تعزيز شمولية قطاع نشر كتب الأطفال، ففي ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم، تؤكد قصة (بيت الحكمة) على الرسالة التي تلعبها الكتب في تحقيق الوحدة والتقدم، وتعزيز التفاهم بين الثقافات، إذ يحكي قصة تاريخية تلقي الضوء على دور المعرفة في بناء جسور التواصل، والحفاظ على الحوار الإنساني».
إذن الهدف من الكتابة ونشر الوعي، هو حرصها على مد جسور التواصل، والحفاظ على الحوار الإنساني «الذي تكاد تتقطع أوصاله بسبب الاستخدام السيئ وغير الواعي لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر انتشاراً من الكتاب، وأشد وأسرع تأثيراً من الرسائل والمضامين القيّمة التي تحملها الكتب والتي تُعبّر عن آراء مؤلفيها المُشتقّة من قضايا المجتمعات التي تحتاج من يضع العدسة حولها ليقرّبها للقراء بوسائل متعددة تتناسب وما يشهده العالم اليوم من طفرة تقنية متسارعة.
وفي إطار اهتمامها بقطاع النشر والتأليف أطلقت الشيخة بدور القاسمي مبادرة «ببلش هير للتميز»؛ بهدف مساعدة النساء على تجاوز التحديات المهنية التي تعترض طريقهن في قطاع النشر، وشمل التكريم الذي أقيم على هامش الدورة الـ 62 من معرض بولونيا لكتاب الطفل، ثلاث قيادات نسائية بارزة؛ تقديراً لإسهاماتهن المؤثرة في تطوير قطاع النشر ودفعه نحو آفاق جديدة من الابتكار والتنوع.
مباركُ لابنة الإمارات نجمة «بولونيا راجازي» هذا الإنجاز، وإلى مزيد من النجاحات بإذن الله.