قرر الفنان الصيني فو جون شنغ أن يجعل من النفايات البلاستيكية مادة فنية خام وأداة للتوعية.
على شاطئ معزول في جزر "مياوداو" الصينية، يسير الفنان بين أكوام نفايات بلاستيكية جرفتها الأمواج على الشاطئ، بحثا عمّا يلهمه في أعماله الفنية.
ويوضح، في مقابلة صحافية خلال التجول في ورشته حيث تتراكم الأعمال المصنوعة من البلاستيك على الشواطئ "شهد جيلنا تطورا مبهرا، لكننا أهملنا الطبيعة في كثير من الأحيان، أو حتى نسيناها تماما".
ومن بين أبرز أعماله، تركيب فني يتكون من حوالى 900 قطعة من الصنادل البالية المكدسة أمام لوحات لمناظر بحرية.
ويشدد على أن "(هذه النفايات المقذوفة من البحر) تحمل أثر حياتنا اليومية، حياة كل واحد منا".
وكان أقدم شيء جمعه عبارة عن علبة من المعكرونة سريعة التحضير تعود إلى عام 1993، والتي ظلت سليمة تقريبا.
ويحذر الفنان من أن "هذه الأشياء لا تختفي، بل تنقسم إلى جزيئات دقيقة يمكن أن تبتلعها الحيوانات البحرية، ثم ينتهي بها الأمر على أطباقنا"، مضيفا "هذه العملية غير مرئية للعين المجردة".
"تحديات جماعية"
تقع جزر مياوداو قبالة شبه الجزيرة الكورية، حيث يبذل ممثلون عن أكثر من 170 دولة هذا الأسبوع جهودا من أجل إبرام معاهدة بشأن الحد من التلوث البلاستيكي.
يجد فو جون شنغ بانتظام ولاعات وزجاجات.
ويقول "حماية النظم البيئية البحرية تتطلب تعاونا دوليا، لأنها ليست قضية محلية، بل مشكلة عالمية".
وفي جامعة تشينغداو، أصبح فو جون شينغ مهتما بالعواقب البيئية المترتبة على التوسع الحضري السريع في الصين والذي بدأ في أواخر الثمانينيات.
يرى فو جون شينغ أن القضاء على البلاستيك بشكل كامل أمر غير واقعي، لكنه يدعو إلى استخدام "أكثر رقابة وأكثر منطقية".
يشدد الفنان على أن "الناس يتعاملون في كثير من الأحيان مع هذه المشاكل على نطاق فردي، لكن القضايا البيئية تمثل تحديات جماعية للبشرية جمعاء".
منتجات يومية
على مر السنين، جمع فو جون شنغ عددا لا يحصى من العناصر: ألعاب وبالونات وفرش أسنان وزجاجات... كلها من منتجات الحياة يومية.
ويرمي من خلال هذه الخطوة إلى إظهار مدى ارتباط التلوث البحري بشكل مباشر بعاداتنا الاستهلاكية.
يقول فو جون شنغ "من المفترض أن تجعلنا هذه المنتجات أكثر نظافة وجمالاً"، و"مع ذلك، غالبا ما ينتهي بها الأمر في المحيط، حيث تلوّث المياه وتدمّر النظم البيئية البحرية وتشوّه بيئتنا في النهاية".