عدد اليوم
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
يلفت مسجد «نيوجيه» العريق في العاصمة الصينية بكين الأنظار بنمطه المعماري الصيني التقليدي ونقوشه الإسلامية المميزة. يأتيه المسلمون من أرجاء الصين، لاسيما في شهر رمضان، كما يزوره القادمون من خارج البلاد كونه من المباني التاريخية.. وتاريخ بناء المسجد غير محدد بشكل دقيق وقاطع، لكن بحسب وثائق تاريخية من المرجح أنه بُني عام 996م، أي قبل أكثر من ألف عام. وذكرت المدونات التاريخية أن شيخاً عربياً يسمى ناصر الدين وضع الأساس الأول للمسجد في منطقة «نيوجيه»، وفي عام 1474 تمت توسعة المسجد على يد إمبراطور الصين، وأُطلق عليه دار الصلاة، قبل أن يرمَّم مرة أخرى عام 1696.
عمارة إسلامية
التصميم الخارجي للمسجد تم تنفيذه على الطريقة الصينية التقليدية، حيث الأسقف المائلة المغطاة بسيقان أشجار الخيزران باللون البني، ومزينة بمزيج من النقوش الصينية والإسلامية الكلاسيكية. ويستمر دمج الزخارف والخطوط الإسلامية بالعمارة التقليدية الصينية في التزيين الداخلي للمسجد، وفي قاعة الصلاة التي تتسع لـ1000 مصلٍ، على مساحة 600 متر. ويعلو النوافذ لفظ الجلالة وزخارف ذهبية.
ويتألف المسجد من 3 مبانٍ متصلة ببعضها ومغطاة بسقف على طراز القصور الصينية القديمة، وتلك المباني مقسمة لفصول تعليم القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي.
عادات رمضانية
في شهر رمضان يزخر المسجد بحركة تنبض بالحياة، وتجمع موائد الإفطار يومياً مسلمي بكين من مختلف الأعراق، ليصبح واحة إيمانية فريدة. ويعتبر المسلمون هناك شهر الصوم فرصة للتلاقي والتعارف.
في وقت الإفطار يجتمع الصائمون للإفطار معا، ومع انطلاق الآذان، يبدأ الجميع بتناول التمر والفواكه والمشروبات المنعشة، استعداداً لصلاة المغرب. وبعد الصلاة، يجلسون على الموائد المخصصة في الساحة لتناول الإفطار الجماعي، كما يرسل المسجد وجبات إفطار لعدد من المسلمين في بيوتهم.
ويشهد شهر رمضان حلقات تدارس القرآن الكريم، ودروساً للغة العربية، ومحاضرات وندوات دينية.
