عدد اليوم
خولة علي (دبي)
يواصل المغامر محمد البلوشي رحلته في البحث واستكشاف الطبيعة الجبلية بسلاسلها الممتدة على طول الساحل الشرقي، وصولاً إلى سلطنة عمان في رحلة تشويقية لا تخلو من التحدي والبحث عن مسارات ومواقع وعرة لا يمكن الوصول إليها إلا بمزيد من الجهد والقوة والثبات، متغلباً على خطورة الطريق ومشقة التسلق. وهذا ما يزيده رغبة في الاستمرار ليوثق الكثير من المشاهد والصور التي تكشف عن أسرار الطبيعة.
ونتيجة فضوله وقوة إرادته، يسعى إلى استكشاف الطبيعة الجبلية بتضاريسها الوعرة ووديانها البديعة، والتي تشق طريقها من أعالي القمم بين الصخور الصلدة، راسمة لوحة فنية نابضة بالحياة.
مهارات
لطالما كانت البيئة الجبلية محط اهتمام محمد البلوشي منذ الصغر، نتيجة نشأته وسط أسرة اعتادت الرحلات والتخييم وحب الطبيعة والشغف بها. ومع مرور الوقت توسعت دائرته بالتعرف على أصدقاء من محبي المغامرات، حتى استطاع أن يطور مهاراته أكثر بزيادة عدد رحلاته وتعلّم فنون تسلق الجبال، وسواها من المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل مغامر ليشق طريقه بثبات.
محطات فريدة
ورغبة في اكتشاف ما تخبئه المرتفعات الشاهقة من حياة فطرية، يسعى للوصول إلى القمم الجبلية للبحث عن مسارات متنوعة، قد تقوده إلى محطات فريدة ومواقع لم تطأها الأقدام من قبل. ويلفت إلى أن التواجد وسط بيئة جبلية يصحبه الكثير من المخاطر، لذا لا بد أن يكون المغامر على قدر من المعرفة بمهارات الإسعافات الأولية، وأن يكون ملماً بأنظمة ومعايير السلامة والأمان، وأكثر فطنة وحكمة في التعامل مع مختلف المواقف والأحداث التي قد تعترض طريقه.
كهف الهوتة
من المواقع الجبلية التي زارها البلوشي جبال سلطنة عمان، وأهمها قمة جبل الشمس أو كهف الجن ووادي الثعابين، إضافة إلى كهف الهوتة حيث امتدت مغامرته لـ 7 ساعات. وأثناء تواجده في الكهف حدثت تغيرات مفاجئة في الطقس، ليصبح التواجد داخله صعباً ومخيفاً في الوقت نفسه، موضحاً أنه تعلم الكثير من هذه التجربة، بعدما تغلب على مخاوفه وأصبح أكثر قوة في مواجهة المواقف الصعبة.
ويذكر أن الكهف يضم بحيرة تمتد لمسافة 5 كيلومترات، بعمق يصل إلى أكثر من 20 متراً، فيها نوع نادر من الأسماك العمياء الصغيرة ذات لون وردي شفاف يسمح برؤية هيكلها العظمي. وتجري دراسات لاكتشاف مدى إمكانية تطوير الكهف في الجزء الذي تشغله البحيرة الطبيعية.
فوائد
يرى محمد البلوشي، أن البيئة الجبلية تبعده عن نمط الحياة التقليدية، فضلاً عن استنشاق الهواء النظيف والاسترخاء والابتعاد عن ضوضاء المدينة واستكشاف أماكن جديدة، كما تسهم في تقوية مهاراته في التسلق والهبوط، داعياً الشباب إلى ممارسة هذه الهواية والاستمتاع بها.
فقدان الطريق
خلال قيامه بإحدى المغامرات، تعرض محمد البلوشي إلى فقدان الطريق وسط الجبال لمدة 6 ساعات، نتيجة عدم امتلاكه جهاز إحداثيات، حتى تمكن أخيراً من العودة إلى طريقه الصحيح. وفي رحلة أخرى بصحبة مجموعة من المغامرين، تعرضت إحدى المتسلقات إلى تعب شديد وخارت قواها أثناء تسلق جبل الشمس في سلطنة عمان، فتم إنقاذها وسحبها إلى الأعلى بواسطة الحبال، وتمكن الفريق من الوصول إلى وجهته بنجاح.
