خولة علي (أبوظبي)
راشد الخزرجي، إعلامي إماراتي وصانع محتوى متميز في مجال السياحة، يجمع بين شغفه بالسفر وحبه لتعريف الناس بمختلف الثقافات حول العالم.
منذ بداية أسفاره عام 2015، زار 75 دولة حول العالم، مقدماً تجاربه المتنوعة من خلال برنامجه «رحلتي» على محطة تلفزيون الشارقة.
من خلال هذه الرحلات، يسعى الخزرجي إلى تعزيز التواصل الثقافي وتشجيع المتابعين على اكتشاف جمال العالم وتنوعه، وكيف يمكن أن يحظوا برحلات فيها من المغامرات والمعرفة المتجددة.
نقطة تحول
في أول رحلة قام بها راشد بمفرده لم يكن يعلم أنها ستكون نقطة التحول في حياته، حيث تحولت إلى هواية وشغف.
وبالرغم من أن البداية لم تكن وفق تطلعات الخزرجي، إلا أنه تعلم منها الكثير، حيث يقول: كانت وجهتي إلى جنوب روسيا في عام 2015، ولكن لسوء حظي، تعرضت لمواقف صعبة وتهت بين الجبال الشاهقة.
وتلك التجارب السلبية كانت الشرارة التي أشعلت فضولي ورغبتي في مواجهة هذا العالم الواسع بكل ما يحمل من غموض، ووجدت نفسي مدفوعاً لاكتشاف المناطق غير المألوفة سياحياً، حيث شعرت بأن تلك اللحظات الصعبة ساهمت في بناء شخصيتي وشحذ إرادتي.
ويضيف: من أبرز الدروس التي خرجت بها من تلك الرحلة، قرار تعلم لغات جديدة، فقد دفعتني تلك التجربة للغوص في عالم اللغة، التي أصبحت فيما بعد جزءاً من هويتي وسلاحي في مواجهة الكثير من المواقف.
عمق التجربة
حتى الآن، زار الخزرجي 75 دولة حول العالم، ويختلف مع البعض في مسألة التركيز على عدد الدول التي يزورها الشخص.
ويرى أن العدد لا يعكس بالضرورة عمق التجربة، فهناك دول، نظراً لاتساع مساحتها وتنوع ثقافاتها، تحتاج إلى أشهر طويلة لاستكشافها بشكل كامل، مشيراً إلى أن الهند مثلاً فيها 179 لغة مختلفة، ولكل مجموعة عادات وتقاليد تميزها.
وبالنسبة له، فإن القيمة الحقيقية للسفر تكمن في فهم هذا التنوع الثقافي العميق والتواصل مع جوهر الشعوب.
قطار الحديد
ويذكر أن من أصعب المغامرات التي خاضها تجربة ركوب قطار الحديد الخام في موريتانيا، والذي يُعد الأطول والأثقل في العالم، حيث يبلغ طوله 2.5 كيلومتر ويزن 25.000 طن، من مدينة شوم الواقعة في قلب الصحراء الكبرى.
وعلى متن هذا القطار المخصص لشحن الحديد، أمضى 15 ساعة جالساً على أكوام ضخمة، حيث كانت التجربة قاسية جداً، وسعى من خلالها إلى فهم معاناة أهل الصحراء الذين يعرضون حياتهم للخطر في سبيل الوصول إلى وجهاتهم.
تشابه واختلاف
يقول الخزرجي: هناك العديد من العادات والتقاليد والمبادئ المشتركة بين ثقافتنا العربية والثقافات العالمية، وذلك يعود إلى التأثير العميق للحضارة الإسلامية في مناطق شتى عبر التاريخ. وفي آسيا الوسطى تتقاطع بعض التقاليد معنا مثل الكرم، والشجاعة، واحترام الأكبر، وأهمية الأسرة في المجتمع.
ويضيف: «من الأمور الطريفة التي لاحظتها عند مقارنة أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات، هي التعبير بالفنون، حيث نرى كيف تستخدم الشعوب رقصاتها من الطبيعة التي تحوط بها».
اقتصادية وراحة
يؤكد راشد الخزرجي على أهمية التخطيط المسبق للراغبين في خوض مثل هذه التجارب، حيث يمكن تجنب الكثير من المشكلات أثناء السفر، كاختيار الرفيق المناسب.
ويشدد على أهمية الحصول على معلومات كافية عن المنطقة المراد زيارتها، وكذلك معرفة القوانين المحلية والأشياء المحظور إدخالها إلى الدولة.
ويرى الخزرجي أن وجود شخص يستقبل المسافر عند الوصول قد يكون ضرورياً لتسهيل التكيف مع البيئة الجديدة، كما أن التخطيط المبكر يساعد أيضاً في جعل الرحلة أقل تكلفة.
ويضيف: «كل تجربة في السفر تترك بصمتها على شخصيتك، وبالنسبة لي، كانت الرحلات مدرسة في التسامح، إذ علمتني أن أتعامل مع جميع الشعوب بقلب مفتوح، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية».
«رحلتي»
في العام الماضي، خاض راشد الخزرجي أولى تجاربه الإعلامية، حين اختير لتقديم برنامج تلفزيوني خلال شهر رمضان المبارك بعنوان «رحلتي».
يركز البرنامج على استعراض العادات والتقاليد والثقافات المتنوعة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المعالم السياحية والتاريخية حول العالم.
وهو يعمل حالياً على إنتاج الموسم الثاني من البرنامج، ويشمل تغطية 15 دولة في مختلف القارات، ضمن سعيه لتعزيز التفاهم بين الشعوب من خلال استكشاف ثقافاتها.