دبي (الاتحاد)
بين دروب جبال شاهقة، وعلى بساط كثبان رملية مذهبة، وتحت دفء شمس الأصيل، وضياء نجوم ساطعة، تبدو صحراء الإمارات واحة هادئة، تجذب إليها عشاق الطبيعة، لتشكل عنصراً سياحياً بارزاً لمحبي المغامرات، واستكشاف الطبيعة من زوايا مختلفة والبحث عن الواحات المختبئة في أعماق الصحاري والاستمتاع بثروات طبيعية استثنائية.
ووفقاً لدليل «سفاري المغامرات، الصادر عن «المغامرات العربية»، التابعة لمجموعة الإمارات، تشكل رحلات السفاري في دولة الإمارات فرصة استثنائية خاصة خلال موسم الشتاء، لاستكشاف كنوز الإمارات عبر مسارات متنوعة بين دروب الصحراء الشاسعة، تتخللها محطات توقف إضافية للمقيمين والسياح للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الصحراوية وأشهر المعالم السياحية بالدولة في يوم واحد.
وجهات فريدة
ويغطي خط سير رحلة المغامرات العربية، المصمم لتسليط الضوء على «الكنوز المخفية» في دولة الإمارات، ستة مواقع رئيسة للتجربة في راحة سيارة جيب، تشمل عجائب حديقة البحيص الجيولوجية، وصخرة الجمل، و«وادي الكهوف» في جبل الفاية، ومركز مليحة للآثار، وبرك شوكة، ووادي الحلو. ويقول دليل رحلات السفاري في «المغامرات العربية» رافي داكان: «دفعتنا الأجواء الشتوية الرائعة بدولة الإمارات إلى إعادة إطلاق سفاري المغامرات بمركبات الجيب للمرة الأولى بعد الجائحة استجابةً للطلب الكبير، وبهدف عرض جوانب جديدة للدولة، لفهم تاريخها والاستمتاع بأفضل ما في صحرائها الشهيرة، حيث حددنا وجهات فريدة مثل حديقة البحيص الجيولوجية التي تمثل نقطة انطلاق مثالية، حيث نأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن إلى جذور شبه الجزيرة العربية، فيما يُعدّ جبل الفاية من المعالم البارزة الجديدة.
البحيص الجيولوجية
تتضمن الحديقة معالم جيولوجية وأحافير من ملايين السنين، وتتميّز بتصاميم فريدة في مساراتها يمكن من خلالها التعرف على كيفية تكوّن أبرز المعالم الجيولوجية في المنطقة، مثل سلسلة جبال الحَجَر، والجبال المنفردة الأخرى، والسهول الحصوية، وكثبان الرمال، كما تتضمن الحديقة موقعين أثريين يسهمان في تعزيز معرفة تاريخ استيطان البشر لهذه المنطقة، الذي يعود إلى أكثر من 125 ألف سنة، وموقعاً غنيّاً أيضاً بالبقايا المتحجّرة للعديد من الكائنات البحريّة القديمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة في الإمارات حتى فترة قريبة بالمعايير الجيولوجية.
صخرة الجمل
واحدة من أجمل صخور موقع مليحة الأثري وأكثرها تميزاً، حيث نحتتها عوامل التعرية والرياح على شكل جمل، وتمنح عشّاق المغامرات فرصة لخوض غمار رحلة استكشافية خلّابة، وتروي الصخرة قصة مليحة على مر الأزمان لاحتوائها على أحافير ودلالات على أن المكان كان يوماً ما مغموراً بالمياه المالحة قبل أن يتحول إلى صحراء شاسعة، ومن قمة الصخرة، يمكن مشاهدة الرمال على مدى البصر، والدروب التي سار عليها الإنسان القديم، كما تعكس أشعة الشمس بريقاً ذهبياً يحفز محبي التصوير على اقتناص أجمل اللقطات.
وادي الكهوف
يقع جبل الفاية في موقع مليحة الأثري، ويظهر على شكل ظهر تنين ويمتد على طول صحراء الفاية، وفي النقطة الشمالية الشرقية، يأخذ مرشدو المغامرات العربية الزوار إلى «وادي الكهوف»، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجبلية الرائعة من الحجر الجيري، أو السير على درب مشاة عبر كهوف العصر الحجري الحديث، التي تقدم لمحة عن عصور ما قبل التاريخ.
«وادي الحلو»
يشتهر وادي الحلو بوفرة المياه الجوفية، التي جذبت الاستيطان البشري قديماً إلى المنطقة، وهو موطن لموقع أثري مهم في إمارة الشارقة، وتوجه المغامرات العربية الزوار لاستكشاف برج المراقبة الإسلامي المرمم والأدلة على منازل القرن التاسع عشر، ثم إلى مسارات المشي الشهيرة، ونزهة اختيارية إلى قمة تل توفر مناظر بانورامية لجبال الحجر من حصن قديم، كما تمكن مشاهدة أنواع من الطيور والزواحف والحيوانات المهددة بالانقراض المستوطنة في هذه المنطقة المحمية.
مليحة للآثار
يقع مركز مليحة للآثار بالقرب من ضريح «أم النار»، وهو مدفن دائري ضخم يعود تاريخه إلى العصر البرونزي، ويلقي مركز مليحة الضوء على التاريخ القديم للمنطقة، فيقدم لمحة مباشرة عن الماضي بما يعرضه من مقتنيات وعروض تفاعلية وجولات سياحية إلى المناطق الأثرية المحيطة به.
«وادي شوكة»
يحظى وادي شوكة بشعبية بين عشاق القيادة على الطرق الوعرة والمشي لمسافات طويلة، حيث يضم مساراً بطول 10 كيلومترات، ويقع في جبال الحجر بإمارة رأس الخيمة، ويُعدّ الوادي جوهرة مخفية حقيقية في دولة الإمارات، حيث يمكن لفريق المغامرات العربية مغادرة سيارات الدفع الرباعي، والسير في درب خلاب إلى برك شوكة، وهنا يطلع الزوار على الحياة البرية المحلية في الطريق إلى واحة منعزلة وهادئة عند سفوح الجبال الوعرة.