عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
عرض فني مبهر تقدمه فرقة البوسنة للفنون «كولوفيل»، على مسارح مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي، مؤدية أنواعاً مختلفة من الاستعراضات الفلكلورية البوسنية، على أنغام الأغاني المعروفة في بلاد البلقان، منها: «الكانكا» و«الريرا»، وسط تفاعل الزوار على تنوعهم، وتجاوبهم مع الألحان التقليدية والأغاني الشعبية البوسنية التي كانت تؤديها الفرقة بأسلوب جماعي وحركات أدائية موحدة.
وتتميز فرقة البوسنة للفنون، بمزج الاستعراضات الشعبية، مع موسيقى البوب والروك، والأغاني البوسنية الشهيرة، وهم يرتدون أزياء تقليدية تعبر عن المورث الشعبي في البوسنة، الموشاة بالزخارف والتطريزات الريفية، التي تجذب أنظار الزوار الذين تجمعوا حول المسرح، لمعايشة تلك الإيقاعات القوية والسريعة، التي تكشف عن جمال تصميم هذه الرقصات وغيرها مما تحتويه فقراتهم اليومية.
رقصات إبداعية
تؤدي الفرقة مجموعة من الرقصات الإبداعية التي تتميز بالبساطة والأداء الجماعي عالي الاحترافية، وحول مشاركة الفرقة في مهرجان الشيخ زايد، قال ميركو بورجانوفس، رئيس الفرقة: نقدم عبر استعراضاتنا جزءاً من ملامح الثقافة والفنون البوسنية، وتاريخها العريق، وفلكلورها البديع، وذلك من خلال تأدية رقصات تقليدية شهيرة على مستوى الموسيقى والحركات والتوليفة الفنية الشعبية بشكل عام، من بينها: «رقصة الفلاحين» واستعراض «فلاسيك».
وتابع: منذ مشاركة الفرقة في مهرجان الشيخ زايد، لاحظنا وجود جمهور مختلف على الرغم من أن الثقافة البوسنية لها طابعها الخاص، لكن أداء الفرقة تميز بالقدرة على جذب الجمهور من خلال التنوع والحركات الاستعراضية على مسارح المهرجان المختلفة، مشيداً بالمهرجان الذي قدم لوحات فنية في كل أجنحته ومسارحه من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أسهم في تلاقي الشعوب فيما تقدمه من فنون أصيلة لها جذور راسخة في الحياة، مثمناً دور المهرجان في إثراء هذه الفنون والمحافظة عليها.
ثقافات الشعوب
وأوضح بورجانوفس، أن الفرقة تستخدم الموسيقى الأكثر شهرة، والألحان المعروفة والرقصات الشعبية الشهيرة في كل مناطق البوسنة، والتي تعبر عن الثقافة الشعبية مع الأداء الموسيقي الذي يتماشى مع ما تقدمه من استعراضات، مشيراً إلى أن مهرجان الشيخ زايد أتاح للفرقة أن تقدم فنونها الاستعراضية في أجواء شتوية فنية متميزة، وأن جميع أعضائها يشعرون وكأنهم يؤدون الأغاني والاستعراضات في بلادهم، وهو ما يؤكد أن هذا المهرجان العالمي يحتضن كل ثقافات الشعوب الفنية.
دمج الموسيقى
تتميز البوسنة بأغانٍ وموسيقى تقليدية مثل «الكانكا» و«الريرا» والممزوجة مع الاستعراضات الشعبية مثل «كولو» و«سفيدالنكا»، إلى جانب دمجها مع موسيقى البوب والروك، وتعتبر «سافيدلينكاس» الموسيقى الأكثر تميزاً في البوسنة، وهي نوع من الأغاني الشعبية العاطفية، ويتم أداؤها مع آلة «الساز»، والتي تم استبدالها لاحقاً بالأكورديون.
أشهر الآلات
تُعد «ساز» من أشهر الآلات الموسيقية التي تستخدمها الفرق الفنية والفلكلورية في البوسنة، وهي آلة وترية تتشارك فيها مختلف الثقافات في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومنطقة آسيا الوسطى، وتتميز بأنها ذات عود طويل العنق يستخدم في الموسيقى الكلاسيكية العثمانية والموسيقى التركية الشعبية، وأجزاء من سوريا والعراق ودول البلقان.
روح أصيلة
تمتد الثقافة الشعبية الفنية في البوسنة على امتداد التاريخ، فهي من الدول التي تتعامل مع الموسيقى التقليدية بروح أصيلة، حيث تمزج هذه الموسيقى الرقصات الشعبية بالاستعراضات الفلكلورية، ومن أشهرها رقصة «كولو» التقليدية.
