عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
زوجان عشقا السفر والترحال، تنقلا بين الكثير من البلدان قبل أن يقعا أسيرين في حب أرض الجليد والنار والمكان ذي التناقضات والظواهر الطبيعية الغريبة، وخطت أقدامهما فوق البراكين الثائرة وتعثّرا في الجليد الصيفي حتى استقرا بها وقررا تعريف العالم بآيسلندا.
توجهت الأردنية مرام فراس وزوجها إلى شمال المحيط الأطلسي، حيث تقبع آيسلندا فوق جزيرة مستقلة لم تبخل عليها الطبيعة بخيراتها، فجعلتها قبلة السائحين من مختلف أنحاء العالم رغم صغر مساحتها.
تقول مرام لـ«الاتحاد»: إنها هاجرت إلى آيسلندا بعد أن وجدت بها الكثير من العجائب، فهناك شاهدت الشفق القطبي لأول مرة واستمتعت بالألوان السماوية وشاهدت الحيتان وهي تتراقص على سواحلها.
بعد فترة من الاستقرار بدأت مرام إنتاج محتوى سياحي على الإنترنت بهدف تعريف الجماهير العربية بآيسلندا وشعبها وتاريخ حضارتها الإنسانية، وفي كل أسبوع تتنقل إلى مكان جديد لتعرضه بطريقة جذابة لمتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر كاميراتها الخاصة، نقلت للعالم العربي معلومات عن 130 بركاناً متنوعاً تعج بها آيسلندا، وكيف تحولت تلك البراكين إلى مناطق سياحية جاذبة عبر شق ممرات تتخطى مسافتها 6 كيلومترات، يمكن من خلالها مشاهدة البركان الثائر والاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها.
ورغم هذه البراكين وينابيع المياه الساخنة، فإنها تعتبر من أكثر الدول التي تنخفض بها درجة الحرارة في الصيف، فتسجل أعلى معدل 18 درجة مئوية، وبينما يعاني العالم من حرارة الصيف تكون شوارع آيسلندا مغطاة بالجليد، بسبب موقعها الجغرافي القريب من القطب الشمالي، فيوفر لها الكثير من التضاريس الجبلية المحببة إلى نفوس الأوروبيين والزائرين من كل مكان في العالم.
أما عن الثقافة والتراث الآيسلندي، فتهتم مرام كثيراً بتوضيح خباياها، حيث تختلط وتتأثر كثيراً بالنرويج والدنمارك وتركز الصناعات التراثية على إعادة إحياء تراث شعب الفايكنج التاريخي، ويظهر ذلك جلياً في متاجر الهدايا والتذكارات، كما يتجسد في المجوهرات والتي يستلهم الصناع تصميماتها من الفايكنج.
وتحمل الهدايا التذكارية اليدوية صوراً للبراكين المختلفة، ويستخدم الحرفيون حجارة من البركان لإضافة اللمسة الطبيعية لأكسسواراتهم التراثية.
وتأكيداً على اهتمام الآيسلنديين بالطبيعة ينتشر استخدام أصواف الخراف في صناعة الملابس، وتصميمات الأغطية المنزلية التي تحتوي على رسوم الخراف وطائر البافن الذي تشتهر به أرض الجليد والنار.
