خولة علي (دبي)
تشكل الواجهة البحرية الواسعة في دولة الإمارات، والتي تزخر بتنوع الكائنات البحرية فيها، وجهة مهمة للغطاسين ومصوري الأعماق، الباحثين عن كائنات حية نادرة وغير مألوفة، بغية توثيقها عبر عدستهم، والتعرف على فصائل هذه الكائنات الحية الدقيقة، ومدى تأثير البيئة عليها في ظل التغير المناخي الذي يواجهه العالم.
مهمة لم تكن سهلة على الفنان الفوتوغرافي والغطاس خالد المنصوري، الذي دأب على إعطاء صورة دقيقة عن جمال الأعماق وما فيها من كائنات حية نادرة اكتشفتها عدسته وشغفه في مواصلة البحث لساعات طويلة، لتلمس ذلك الإبداع، الذي ظل لسنوات طويلة مخفي وبعيد عن الأنظار في طيات الأعماق.
المنصوري مختص بتصوير الحياة البحرية، وحاصل على شهادة مصور متقدم من منظمات عالمية للتصوير، وشهادة متطوع من وزارة التغير المناخي والبيئة، ونال جوائز عدة في مسابقات محلية شارك فيها بصور عن رحلات تصوير وغطس خلال 8 سنوات منحته دراية أكبر في البحث والتعلم والمعرفة.
شغف البحث
حب المنصوري للطبيعة، وما فيها من كائنات وتبادل صورها عبر المنتديات في عمر الخامسة عشرة، باستخدام كاميرا هاتفه النقال كانت بمثابة بداية تعلقه بالتصوير، وامتلاكه لحوض يضم مجموعة من الكائنات البحرية والتقاطه بعض الصور لها زاد من شغفه ورغبته في استكشاف الأعماق والتعرف عن كثب عما فيه من كائنات حية دقيقة نادرة موجودة في البيئة البحرية المحلية. ويقول المنصوري: البحر فيه من العوالم والكائنات الحية التي لم تستكشف بعد، فلا يمكن تجاهل الإبداع في البحار بما فيها من كائنات لا يمكن حصرها، وتواجدنا في الأعماق ما نحاول تصويره جزء بسيط جداً بما تضمه هذه الطبيعة من أسرار، وتناسق ألوان، لدرجة نجد بعض مصممي الأزياء يستوحون من تناسق ألوان هذه الكائنات في تصاميمهم.
مضيفاً: بدأت مرحلة اكتساب الخبرة والتعلم بتواصلي واحتكاكي المباشر في الرحالات، وغيرها مع مجموعة من الشباب المحترفين ومشاهدة نتائج أعمالهم وصورهم، وبدأت أتعلم منهم الكثير وفهم جميع إعدادات الكاميرا ولوازم تصوير الأعماق، ومن أهم معداتها الإضاءة ومدى فعاليتها وكذلك العدسات المجهرية، والبطاريات وقوتها، فأحياناً تنفذ البطارية فلا يسعني التصوير حينها.
إصدار كتاب
ومن خلال سنوات الخبرة في الغطس والتصوير شاهد كائنات بحرية نادرة وقام بتوثيقها في الكتاب الذي سيتم إصداره قريباً، والذي يضم صورا ومعلومات عن وجود كائنات بحرية من النادر وجودها في البيئة البحرية المحلية، والتعرف على أصنافها وأشكال وألوانها والبيئة التي تتواجد فيها.
مسابقات التصوير
زار خالد المنصوري معظم المناطق البحرية في دولة الإمارات، وكذلك الدول التي تشتهر بالأعماق الساحرة ومنها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، إندونيسيا، الفلبين، وتايلاند، وعادة ما يتم البحث عن الكائنات البحرية المتخفية والمتنكرة بين الشعب المرجانية وبين الصخور والرمال مما يشكل صعوبة في البحث عنها، وأيضاً وجودها في الأماكن ضيقه جداً مما يصعب تصويرها.
وشارك في عدة مسابقات محليه للتصوير تحت الماء، وحقق المركز الأول مرتين، وبالمركز الثاني مرة واحدة عن فئة الكائنات المجهرية، ويواصل رحلته في توثيق الأعماق في البيئة البحرية المحلية رغبة في استكشاف المزيد من الكائنات النادرة ومشاركتها مع الناس للتعرف على كنوز الأعماق الحية.