عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
يعتبر الفنان المغربي البريطاني حسن حجاج، أحد الرموز الإبداعية التي عملت منذ سنوات على إيصال الثقافة المغربية في شقها الشعبي إلى مختلف بقاع العالم، فنان تفرد بمنجزه التأملي والجمالي مستعملاً التصوير الفوتوغرافي في إبداعاته، وأعماله استأثرت باهتمام زوار معارضه التي يقيمها على مدار السنة في عواصم ومدن العالم، كما فاز بعدد من الجوائز من بينها جائزة الشرق الأوسط وإفريقيا للفن ورشح للفوز لأكثر من مرة بجائزة متحف فيكتوريا وألبرت الذائعة الصيت.
مشاهد من الطفولة
أعمال هذا الفنان والمصور الفوتوغرافي حسن حجاج التي قدمها في معرضه الأحدث بمدينة الدار البيضاء، تأخذ المتلقّي في رحلة مدهشة وممتعة وساحرة بفيض ألوانها المشرقة من خلال الصور والألوان والرموز التي يستعيد فيها الفنان مشاهد من طفولته، والتي تحيل على جماليات متنوعة تكتنز الكثير من الأيقونات والرموز التراثية التي نشاهدها في المدن والأسواق المغربية والمليئة بعمق دلالي ورؤى جمالية مفعمة بالفرح والحياة، وبأبعاد جمالية وعلاماتية تقدم للمشاهد ما تلتقطه عين الزائر في المدن المغربية العريقة، بما في ذلك النوافذ المزينة وأبواب البيوت وشعارات العلامات التجارية العالمية، كما تقدم أعمال حجاج تحول اللباس المغربي التقليدي إلى لباس يجمع بين ما هو تراثي أصيل وما هو غربي دخيل على الثقافة المغربية.
تساؤل ودهشة
يُظهر الفنان حسن حجاج، في أحدث أعماله، قوة مذهلة لاستحضار المشاهد المألوفة في الحياة اليومية التي تعيشها الفتاة والمرأة العاملة في مصانع ومقاهي مدينة مراكش فنراه يقتنص نظرات الوجوه المليئة بالحياة والتساؤل والدهشة ومن خلال صوره وعينه اللاقطة لتلك المشاهد، نرى فتيات وسيدات يمتطين الدراجات الهوائية والنارية ويعبرن بفرح وحبور شوارع وأزقة مراكش وساحتها العريقة «جامع الفنا» بتاريخها العريق وضجيجها، كما يستحضر في أعماله الزي المراكشي المتمثل في «الدراعية» والقبعة المراكشية المعروفة بألوانها الفاقعة والزاهية.
تبدو الصور الفوتوغرافية بإبداعيتها وشاعريتها، في معرض حسن حجاج، كأنها لوحات زيتية أبدعها فنان عالمي متمرس، فهي تحمل رسائل تخاطب الناس وتقول إن العالم في تحوّل مستمر ولا شيء يبقى على حاله، فأحيانا نرى الفنان ينتقي أبطال صوره من أزقة مراكش وأسواقها الشعبية فيعيد تركيب تلك المشاهد لتعطينا رسالة محملة بالكثير من الرموز والعلامات وكأن الفنان يقول للمتلقي، هكذا يرانا السائح القادم من بلدان أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأميركية.
