الإثنين 16 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

خولة العوضي.. في مهمة إنسانية

خولة العوضي
22 ابريل 2022 02:21

خولة علي (دبي) 

تلبي خولة العوضي (مسعفة إماراتية في مؤسسة دبي للإسعاف) نداء الاستغاثة، حيث يأخذها الواجب الوطني والإنساني للوقوف على الحالات التي بحاجة إلى إسعافها، مدركة أن مسؤوليتها كبيرة في صون حياة الآخرين، ومحاولة إسعافهم وتقديم الرعاية الأولية لهم، حتى لا تتفاقم حالتهم. رحلة يومية لا تخلو من الصعوبات والضغوط ولكن إرادتها وتحديها، لخدمة مختلف شرائح المجتمع أقوى من أن تقف عند أي عقبة قد تمنعها من مواصلة عطائها. 

  • خولة العوضي دائماً في موقع الحدث (تصوير: احسان ناجي)
    خولة العوضي دائماً في موقع الحدث (تصوير: احسان ناجي)

تقول خولة العوضي: لم يكن التحاقي بالعمل كمسعفة إلا رغبة في مساعدة الآخرين، والعمل على تضميد أوجاعهم وآلامهم، فلا يمكن وصف لحظة رؤية عودة الروح والحياة إلى تلك الأجساد التي كانت على مشارف الهلاك، بعد أن استطعنا إسعافها وتقديم الخدمات العلاجية، التي كانت سبباً في بقائها متشبثة بالحياة. 
وأضافت: حالات كثيرة منها البسيطة والصعبة، ومنها ما سببت لنا الكثير من الحزن، ومنها ما جعلتنا أكثر فرحاً وسعادة، تفاصيل يومية لا تنتهي من حياة المسعف، فما إن تنطلق صفارة الإعلان عن وجود بلاغ لحادث ما أو حالة مرضية، فيبدأ معها خفقان القلب لما ينتظرنا من مهمة إنسانية بأمس الحاجة لنا، نتسابق في الكشف عن الحالة والتعرف على درجة إصابتها، وسرعة البت في تقديم نوعية العلاج المناسب لها، لنقلها بكل سرعة إلى المركز الصحي. 

مفاجآت 
عن المصاعب التي قد تواجهها في عملها كمسعفة، أوضحت: عملنا اليومي فيه، الكثير من المفاجآت والتحديات التي لا تنتهي إلا بشعور الامتنان بالعمل والإنجاز الذي حققناه، فتكاتف فريق العمل ودعمهم لبعضهم البعض يجعلنا أكثر قوة وصموداً عند أي حالة صعبة قد تصادفنا، فتعلمت من كل حالة أسعفتها الكثير من الخبرات التي طورت من خلالها مهارتي في التعامل مع الحالات، وسرعة إنجاز العمل، وحتى في أصعب المواقف التي لربما تكون فيه عائق اللغة، فأحياناً نصادف حالات لا تعرف سوى لغتهم الأم، فلا نقف مكتوفي اليدين ونحاول بشتى الطرق فهم الحالة من خلال التواصل مع أحد من فريق الإسعاف الذي يمكن أن يجيد لغتهم، أو حتى الاستعانة ببرامج للترجمة، وذلك لكسر حاجز اللغة، وتدارك الحالة بسرعة ممكنة.

وتتابع: ندرك ملياً أن عمل المسعف هو عمل بطولي بالدرجة الأولى، ويتطلب منه، سرعة الاستجابة لإنقاذ الحالة والحد من تفاقمها، الأمر الذي يجعلها تحت ضغوطات نفسية كبيرة جراء ما يراه في موقع الحادث من مشاهد مؤلمة، والتعامل مع الموقف بحذر تام، حتى لا يؤثر ذلك، ليس فقط على الحالة، إنما على الفريق المناوب معه، ربما هذا من أصعب الأمور التي قد يعتري المسعف، خصوصاً المستجد في العمل، ولكن الممارسة اليومية في إسعاف مختلف الحالات يجعله يتجاوز الكثير من التحديات النفسية.

دعم العائلة 
وتؤكد العوضي: دائماً وأبداً العائلة هي الداعمة لي، لولا إيمانهم بأهمية دوري كمسعفة في المجتمع، وكفرد يتوقف عليه إنقاذ أرواح الآخرين، لما استطعت أن أتواجد في ساحات الإنقاذ، فالعائلة دائما ما تحثني وتشجعني على الاستمرار في العطاء وبذل مزيد من الجهود في سبيل الإسهام في رفعة هذا الوطن من خلال مساعدات كافة فئات وشرائح المجتمع، بكل حب ورحابة صدر، فالعمل الإنساني الذي أقوم به يجعلني أكثر تعلقاً ورغبة في مواصلة عملي والاستمرار فيه على الرغم من صعوبة العمل ومشقته.

وأشارت إلى أنه أحياناً يصادف تواجدها في الأعياد والمناسبات فتقضيها على الطرقات وفي ساحات الشوارع بين إسعاف وتضميد الجروح، وهذا العمل لا يزيدها إلا شغفاً وحباً لأنها ترى تبعات ما حققته وما أنجزته خلال ساعات قد تكون طويلة وشاقة، فخاتمتها مشرقة ومبهجة. 

أوقات الذروة 
قالت العوضي: إن بلاغات الحوادث في رمضان تزداد في أوقات الذروة المتمثلة في ساعة قبل الإفطار، نظرا لزيادة السرعة ورغبة السائقين، في الوصول إلى وجهتهم في أسرع وقت ممكن، وازدحام الشوارع في هذا الوقت، والانشغال بالهاتف المتحرك، وضعف الانتباه والإرهاق الذي يعانيه السائق بعد خروجه من العمل، كل هذه الأمور تؤدي بلا شك إلى نشوء حوادث، ما لم يكن الفرد أكثر حذراً وانتباها للطريق، وكما أن عدم التزام الفرد بالحزام تكون عواقبه وخيمة، حتى لو كان الحادث بسيطاً. فلابد أن يلتزم السائق جيداً بالقوانين المرورية حتى يحمي نفسه والآخرين من مغبة الحوادث التي في أحيان كثيرة ترتكب من مواقف بسيطة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©