هناء الحمادي (أبوظبي)
يمثل مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة بأبوظبي جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر وتبادل الثقافات والعادات، ويزخر بمختلف الفنون والألعاب وقصص وحكايات عن الصناعات والأزياء والحرف التقليدية والأمثال الشعبية التي حفظتها الذاكرة الشعبية وتناقلتها الأجيال. ويقدم فعاليات جماهيرية تعزز رسالته وأهدافه وتلبي تطلعات الزوار للتعرف على حضارات العالم في مشهد متناغم، يعكس التقدير الدائم للتراث الإنساني.
عباءات
يسهم جناح «الإنسان الإماراتي» في تعزيز رسالة المهرجان، والذي يزوره لابد أن يتوقف لمشاهدة الكثير من الأسر المنتجة التي تقدم منتجاتها من خلال عرض الحرف التي تنسج بأنامل إماراتية تفوح منها قصص التحدي والإصرار والنجاح.
لولوة البريكي تصمم عباءات ملونة بقصات مختلفة تلبي طلبات الزبائن من عشاق الأناقة، قالت: المشاركة في مهرجان الشيخ زايد فرصة لنا لإظهار الحرف والمهن أمام الزوار ومشاهدة تنوع المشاركات والتعرف على قدرات المرأة الإماراتية التي تفننت في عملها. وأضافت: رحلتي في عالم التصميم بدأت منذ فترة طويلة، وحبي للتصميم دفع بي لتقديم تصاميم متنوعة تلبي الأذواق وتناسب المواسم بمقاسات مختلفة. وذكرت أن المهرجان فرصة للتعرف على الحرف والصناعات التراثية.
استوديو تراثي
التراث هو المجال الذي أبدعت فيه الريم المنهالي، ومن يقبل على زيارة الدكان سيتوقف لاكتشاف مهارتها في عالم تصوير الأطفال بالزي التراثي. قالت: مشاركتي هي الأولى في مهرجان الشيخ زايد، وهي تجربة ثرية وفرصة ليتعرف الجمهور على مشروعي في مجال التصوير التراثي. وذكرت أن المهرجانات التراثية محطة مهمة لدى أي هاوٍ للتصوير، كونها تتيح له عالماً واسعاً من الاختيارات بين المشاهد الفنية الجميلة ليلتقط منها ما يشاء ويزيد من حصيلته التصويرية ويشعر بأنه يؤدي دوراً مهماً في حفظ تراث الآباء والأجداد عبر تسجيل نماذج جميلة من التراث بعدسات الكاميرات. وأضافت: عملت على إعداد استوديو تصوير يضم الكثير من المقتنيات والأكسسوارات والملابس التراثية مثل الطاسة المرتعشة، والثوب الإماراتي الذي يتزين بالتلي والنقوش وخيوط الزري. وأوضحت أن التصوير التراثي يكسبها الخبرة في التصوير حيث تستقبل الأطفال الذين يتنافسون على التقاط الصور للذكرى ولنشرها عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
روائح عطرية
وتستقبل ولية اليعقوبي زوار المهرجان بالدخون والعطور العربية والفرنسية. وقالت: يشهد سوق الوثبة إقبالاً كبيراً على هذه الأنواع المصنوعة يدوياً وبأساليب عدة، إلى جانب الأدوات التي يعرض فيها، بينما تتحدد قيمة البيع حسب الكمية والمكونات ونوعية المواد المستخدمة فيها ومدى الجودة. وذكرت أن كل سيدة تمتلك أسرار صناعة البخور بحثاً عن التميز والتفرد، فهناك بخور يحضر من مسحوق العود والمسك والعنبر، ويضاف إليه دهن العود وعطور مميزة. وهناك أنواع على شكل أقراص جافة وسائلة، وأنواع تعتمد جودتها على كمية العطور المستخدمة وتحضر الكثير من الأصناف وفق الطرق التقليدية. وذكرت أن البخور أو الدخون نوعان، سائل يصنع بإضافة مجموعة مختارة من العطور غالية الثمن لخشب العود لمدة معينة ويُعد الأفضل، وجاف يخلط بعطور متنوعة ويطحن ليتحول إلى عجينة يسهل التحكم بها وتشكيلها.
أزياء تراثية
وعن طريق صناعة الملابس، تسعى آمنة الرميثي إلى إحياء التراث، قائلة: أوصانا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالمحافظة على تراث آبائنا وأجدادنا، كما حرصت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، على التمسك بتفاصيل هذا الموروث. وذكرت أنه في الماضي كانت الملابس التراثية الأفضل لأهل الإمارات، لذا تعمل على تعريف الفتيات بالأزياء العريقة وتعزيز التراث الإماراتي، وهو بجهود شيوخنا وقيادتنا الرشيدة لن ينضب، وسيبقى يذكّرنا برحلة بناء وتطور الدولة نحو العالمية. وهي تعتمد على أجود الأقمشة في صناعة الكندورة، وتستورد أقمشتها من الهند وبريطانيا وألمانيا، ولديها عباءة «أم الخدود» من الساري، والبشت بخيوط «الزري»، وعباءة «أم الغيطان» من البريسم. وتشتهر بالبراقع المصنوعة من «الشيل»، و«المنقد» وأقمشة المخاوير، التي تتنوع أسماؤها مثل بوطيرة والرفرف والمزري ودمعة فريد وأبو قلم ونقوش المخاوير التي تسخدم فيها خيوط التلى الأصلية وتصنع منها «السراويل».
وذكرت أنها اكتسبت خبرة واسعة في التطريز اليدوي الذي يعكس الحس الجمالي وذوق المرأة الإماراتية.
خيوط ذهبية
تمتاز الأزياء التراثية بنقوش ورسومات تحمل مسميات كثيرة مطرزة بخيوط ذهبية وفضية استخدمت عبر التاريخ، مثل «بوتيله»، وهو ثوب قطني للاستخدام اليومي، ألوانه مختلفة، وفيه دوائر، ويتميز بالتطريز الخفيف. أما «المزراية»، فهو ثوب يستخدم للمناسبات المختلفة، مصنوع من الحرير الهندي، ويسمى «الكازو» أو «الكاجو»، والقماش الأصلي يأتي بألوان متنوعة.
أسماء الملابس
من أسماء الملابس، «بوطيرة»، التي ترتديها المرأة في المناسبات، لكونها مصنوعة من الحرير، وتطرز بنقوش ملونة على شكل وردة باستخدام خيوط حريرية تسمى «البريسم». وتشتري المرأة القطعة الخام ثم يتم تطريزها من ناحية الصدر والأكمام بألوان متناسقة لتظهر جمالها، وذلك باستخدام التلي أو الخوار. وهناك أيضاً «بوقليم»، وهو ثوب بخطوط طولية رفيعة، تطرز بالخوار أو التلي.
عروض
بالتزامن مع احتفالات الدولة بعام الخمسين تقام العديد من الأنشطة في جناح «الإنسان الإماراتي»، ويتضمن فعاليات ثقافية أعدت للمناسبة الوطنية. وتشمل أكثر من 650 عرضاً وفعالية جماهيرية، وسط إجراءات احترازية وقائية وصحية دقيقة بالتعاون مع الجهات المسؤولة.