الأربعاء 27 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

في اليوم الدولي للغات الإشارة.. العالم يحتفي بـ «حديث الأيادي»

مها المحيربي مع عبدالسلام زعرب خلال مبادرة إنسانية (الصور من المصدر)
23 سبتمبر 2021 01:06

هناء الحمادي (أبوظبي)

بدرية الجابر من النماذج المضيئة لضعاف السمع، تحدّت إعاقتها وساعدت زملاءها من الصم، وتم تكريمها ضمن «أوائل الإمارات»، وحازت لقب «المعلمة الأولى». قررت ألا تستسلم للشعور السلبي، وحرصت على تطوير نفسها بتعلم لغة الإشارة، والالتحاق بدورات مكنتها تدريجياً من بناء قاعدة ثرية للتواصل الإيجابي مع محيطها.
روت بدرية كيف واجهت وضعها بمساعدة من مركز دبي للرعاية والتأهيل، حتى أصبحت معلمة في صفوفه، قائلة: أسعى إلى تقديم الدعم للأطفال من ذوي الإعاقة ممن يواجهون للتو رحلة حياتهم، وآمل أن أكون سبباً في إسعادهم وتغلُّبهم على المصاعب التي قد يواجهونها أثناء دراستهم.

ورش تعليمية 
أما عبدالسلام زعرب من فئة الصم وخريج مدرسة الأمل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، فقد تميز بتقديم فيديوهات توعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام بابتكار قناع شفاف خلال جائحة كورونا خاص بالصم، ونفذ مشروعه عبر كتابة أسماء الأفراد بلغة الإشارة على القمصان بتصاميم عصرية. يعبّر زعرب عن فخره بالاعتماد على نفسه ونجاح مشاريعه التي سعى إلى تحقيقها منذ سنوات، ما جعله ينتقل لمرحلة إعداد وتقديم ورش لتعليم لغة الإشارة العربية والأميركية.

 درب إنساني
ووهبت مها المحيربي، وقتها لخدمة فئة الصم والبكم، مع فريق «نتحدث بأيدينا»، ويشمل 11 من الأصحاء وواحدة فقط من الصم، حيث اختارت لنفسها درباً إنسانياً، عبر مد يد العون لأشخاص لا يملكون القدرة على التعبير. وذكرت أن عالم لغة الإشارة جذبها من خلال مشاهدتها لمسلسل معظم أبطاله من الصم، وخلال فترة قصيرة أجادت هذه اللغة بطلاقة، وتبلورت في ذهنها مبادرة «نتحدث بأيدينا» التي تستهدف الصم وتنشر الوعي بين أفراد المجتمع.

معجم إماراتي
أورد عبدالله إسماعيل الكمالي، المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا، أن الصم يتمتعون بأفضل سبل الرعاية والعناية، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، في تحقيق حياة كريمة لأفراد المجتمع. وذكر أن المؤسسة تعمل على نشر لغة الإشارة الإماراتية لتسهيل التواصل، عبر عدد من المبادرات، بينها إطلاق «معجم لغة الإشارة الإماراتي للصم» الذي يجمع مصطلحات لغة الإشارة المحلية. وأشار الكمالي إلى تنفيذ دورات تدريبية عن لغة الإشارة لأفراد المجتمع وموظفي الدوائر والمؤسسات والهيئات والشركات الحكومية والخاصة، إضافة إلى مبادرة تم إطلاقها بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي، تقدم خدمة للمتعاملين من فئة الإعاقة السمعية بواسطة دوائر تلفزيونية مغلقة.
وأضاف: أبرمت «زايد العليا لأصحاب الهمم» مذكرة تفاهم مع الاتحاد الصيني للمعاقين لتطوير وتبادل الخبرات، وتم الإعلان عن إطلاق صفحة قاموس مشترك للغة الإشارة الصينية والإماراتية، بهدف تحقيق التواصل الاجتماعي والثقافي بين أصحاب الهمم من فئة الصم في الدولتين. وأبرمت «زايد العليا لأصحاب الهمم» مذكرات تفاهم مع جامعات الدولة لتهيئة بعض التخصصات للطلبة من أصحاب الهمم ومنهم الصم.
دليل ذكي
بدوره أكد مصبح سعيد النيادي، رئيس جمعية الإمارات للصم على دعم القيادة الرشيدة، قائلاً: أولت الدولة اهتماماً كبيراً بأصحاب الهمم من مختلف الفئات، تجسيداً لمصادقتها على المبادئ العامة لاتفاقية حقوق «ذوي الإعاقة»، مما يحقق أفضل دعم لحقوق الصم وضعاف السمع، ومساواتهم مع أفراد المجتمع.
وأوضح أن حكومة الإمارات عملت من خلال وزاراتها ومؤسساتها على تيسير الاحتياجات اللازمة لفئة الصم وضعاف السمع، وتأهيلهم وتدريبهم للحصول على وظائف تتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم. كما أطلقت أول دليل خاص بتوظيف أصحاب الهمم، مزوّد بتقنية الترجمة إلى لغة الإشارة عبر شخصية كرتونية افتراضية ثلاثية الأبعاد (أفاتار)، تم تصميمها لتمكين هذه الفئة.
وذكر النيادي أن المشروع يعتبر علامة فارقة، ويتألف الدليل الذكي من 8 فصول، لافتاً إلى أنه تم ابتعاث عدد من الطلاب الصم وضعاف السمع إلى الخارج عبر وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، لاستكمال تعليمهم الجامعي أسوة بالطلاب الأصحاء، ليكتسبوا مهارات تؤهلهم لخدمة المجتمع، كما تم إلحاق عدد منهم بجامعات الدولة لينالوا حقهم في التعليم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©