تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يعتبر مسلسل «الشايب خلف – مسافر خانة»، الذي عرض 1980 للفنان العماني القدير صالح زعل، نقطة انطلاقته إلى عالم الدراما والتمثيل في التلفزيون، فرغم أنه كان شاباً في مقتبل العمر آنذاك، إلا أنه استطاع أن يطوع أداءه التمثيلي البارع في تجسد شخصية الرجل المسن «الشايب خلف» بطل المسلسل، وظهر أمام الشاشة بالانفعالات الجسدية والحركات الأدائية وكأنه رجل مسن، لدرجة جعلت المشاهد يصدق أن ما يشاهده ليس تمثيلاً وإنما حقيقة، وهنا تأتي أعلى درجات الاحترافية في تقمص وتجسيد الأدوار.
ومن خلال «الشايب خلف» ترك زعل بصمة لا تنسى في تاريخ الفن الخليجي عموماً والعُماني خاصة، وظل العمل الذي شارك في بطولته سعود الدرمكي وفخرية خميس، خالداً في ذاكرة المشاهدين حتى وقتنا هذا، خصوصاً أنه مزج بين العمل الكوميدي وفوازير رمضان، إذ تدور أحداثه حول «الشايب خلف»، وهو رجل مسن، طريف وبسيط، لكنه مشاكس، يتدخل في العديد من الأمور التي تخص أهله وأصدقائه، ويدخل معهم في الكثير من المفارقات الكوميدية.
طوع زعل طاقاته وإبداعاته من أجل هذا الدور، وحاول عن طريق الشكل والأداء أن يقحم نفسه في كل محيط بالشخصية من دون تكلف أو تصنع، وبعد النجاح الذي حققه العمل، قدم صالح العديد من الأعمال الكوميدية التي حققت صدى كبيراً في المنطقة، أبزرها: «سعيد وسعيدة» 1991 و«الجيران» و«دختر شايل سمك»، وقدم فوازير رمضانية مثل «جُحا وحماره وسر اختراعه» و«المقص» 1985 و«معجم أسماء العرب» 1990.