السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«نزاهة».. عزف على أوتار أندلسية

إحدى الفقرات الغنائية على ألحان أندلسية (تصوير عادل النعيمي)
1 يناير 2021 00:31

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

على وقع الموسيقى الأندلسية، وأنغام فرقة «نزاهة» التي تضرب على وتر الأحاسيس والتي تخرج من على منصة تتوسط الجناح المغربي في مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة، يستمتع الزوار والضيوف بعدد من الفقرات الغنائية والاستعراضات الفلكلورية التي تقدمها الفرقة بمصاحبة آلات موسيقية مختلفة، مثل الدف والطبلة والأورج، والتي تبرز جماليات الموروث الفني والتراث الثقافي المغربي.

خصص مهرجان الشيخ زايد مسرحاً يتوسط منطقة الجناح المغربي لتقديم وصلات غنائية تراثية لفرقة «نزاهة» للفنون الشعبية والطرب الأندلسي، التي تقدم مختلف الألوان الموسيقية في مختلف مناطق المغرب، خصوصاً أن الفنون الشعبية المغربية جزء أصيل من ثقافة الصحراء، حيث رسخت مكانتها بالمحيط العربي والأفريقي من خلال الاستعراضات والفلكلور الشعبي المميز والمختلف، إذ إن الموروث الفني المغربي له سمات خاصة، نظراً لأنه يعتمد على فلكلور صاخب ينتمي للحضارة العربية والأفريقية.

  • تناغم في الأداء بين عضوي الفرقة
    تناغم في الأداء بين عضوي الفرقة

جذور تاريخية
ومن خلال مشاركة فرقة «نزاهة» في مهرجان الشيخ زايد بتقديم فقرات موسيقية غنائية استعراضية يومياً، ابتداء من الساعة الثامنة مساء، فقد تابع عروضها الجمهور وزوار المهرجان، نظراً للأداء المميز الذي اتسمت به هذه الفرقة في الجناح المغربي المتفرد الذي اعتاد كل عام على أن يبهر الضيوف بتصاميمه الفنية المدهشة، وزخم الفعاليات الفنية، حيث إن الفن الشعبي المغربي له جذور تاريخية عريقة، ومنذ سنوات طويلة، وهو يحظى باهتمام الكبير، وخصوصاً الزوار المغاربة المقيمين على أرض الإمارات.

حفاوة بالغة
وحول مشاركة «نزاهة» في مهرجان الشيخ زايد، قال محمد العامري رئيس الفرقة: إنه لمن دواعي سرورنا المشاركة في هذا مهرجان الثقافي الفني الضخم، الذي رسخ اسمه ومكانته باعتباره من أهم المهرجانات التي تهتم بجميع الفنون ومن مختلفة الحضارات، وخصوصاً الشعبية والتراثية منها، فإننا دائماً نلمس حفاوة بالغة من قبل الزوار الإماراتيين والأجانب والمقيمين وأبناء الجالية المغربية، الذين لديهم اهتمام كبير بالفن الشعبي الذي نقدمه والاستعراضات التي تمزج بين الموسيقى والغناء والرقص والعزف على الآلات المختلفة.
وأضاف: لكي نلبي جميع الأذواق، لاسيما أن المهرجان يضم فئات متعددة من الجنسيات، فنقدم خلال فقراتنا العديد من الوصلات الموسيقية التي تضمن جميع أنواع الأنغام من الشمال إلى الجنوب، والفلكلور المغربي مثل الموسيقى الشمالية الجبلية والطقوقطة والعيطة الجبلية، والموسيقى الشعبية التي تجمع العديد من المناطق، مثل الشرقية والرقادة والفلكلور المراكشي والطائقة العيساوية والطرب المغربي الأصيل والموشحات والموسيقى الأمازيغية والصحراوية، ما يجعل الزوار المغاربة المقيمين في الإمارات يشعرون وكأنهم في بلادهم، وفي الوقت نفسه نقدم أفضل صورة عن الثقافة والعادات والتقاليد المغربية الأصيلة.

  • أجواء الجناح تستحضر الموروث
    أجواء الجناح تستحضر الموروث

الجناح المغربي
يزدهي جناح المملكة المغربية في مهرجان الشيخ زايد بجلساته التي تجذب الكثير من الزوار، خصوصاً أنها تتوسط الجناح بمقاعدها التي تتوزع في المكان، حيث تعد هذه الجلسات ملاذاً للعائلات وجميع الأعمار الذين ينشدون الراحة والهدوء، ومن ثم تناول الشاي والحلوى والأطعمة المغربية الشهيرة، ويتسم الجناح بتصاميمه المبهرة، فمنذ الولوج إلى الداخل تظهر العديد من النوافير، ثم المسرح الذي تؤدي عليه الفرقة الفنية معزوفاتها الموسيقية، وفقراتها الغنائية، كما تنتشر مقاعد الزوار أمام المحال التجارية، وهو ما يشكل منظراً جمالياً يعبر عن حالة من الفرح.

«غناوة»
يمتاز الطرب الأندلسي عن باقي الفنون بطابعه الخاص، فهو ينهل من الموشحات بصورة أساسية كما يتطلب أداؤه عدداً كبيراً من الفنانين، أما «غناوة» فهو فن مشتق من غينيا ويرتبط بأشخاص جاؤوا إلى المغرب من أفريقيا جنوب الصحراء خلال القرن السادس عشر، حين كانت البلاد ممتدة إلى جنوب الصحراء ويتواصل الإرث الموسيقي والروحي لهذه الشريحة منذ عدة قرون، ويرتدي مؤدو فن «غناوة» جلابيب واسعة وملونة كما يحملون أدوات إيقاعية من النحاس في أياديهم، أما الرأس فيعتمرون فوقه قبعة لها خيط طويل يستدير بشكل منتظم حين يقدم الفنان «الغناوي» عروضه الحماسية التي يغلب عليها البعد الإفريقي، فيما تصدح الكلمات بلغة عربية تتغنى بالجانب الصوفي.

  • فرقة «نزاهة» المغربية
    فرقة «نزاهة» المغربية

فن «الملحون»
في مدينة مكناس وسط المغرب، ينصت الناس بكثير من الشغف إلى فن «الملحون»، وهو تجربة فنية فريدة، حيث تعتمد على قصائد من كلمات بالعامية وأخرى فصيحة، وهذا اللون الغنائي يعتمد على قصائد طويلة لها قافية موحدة ويقوم المطرب غالباً بأداء القطعة رفقة إيقاع هادئ، بينما ينهمك مشاركون آخرون في ترديد اللازمة.

الطقطوقة الجبلية
في منطقة طنجة وتطوان الساحلية ينتشر فن «الطقطوقة الجبلية» الذي يمتاز بإيقاع فريد، كما يحرص من يؤدونه على ارتداء ملابس معينة، فالنساء يعتمرن قبعات تعرف بـ«التارازة»، أما الرجال فيجعلون العمامة على الرؤوس بينما يرتدون جلابيب بنية، وتخوض أغاني الطقطوقة عادة في معاني الحب والهجرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©