أحمد عاطف (القاهرة)
من تراكيب وقوانين الطبيعة، يستلهم الفنان التشكيلي د. قاسم عبد الرازق أعمال مجموعته الفنية الجديدة «ألحان الأرض»، والمكونة من 19 منحوتة خزفية، تقوم فلسفتها على مزج الخط واللون مع تحقيق القيم الجمالية والتناسق والتناسب في مفردات كل قطعة.
اختار د. عبد الرازق الطبيعة لتكون ملهمة له، لما تمتاز به من نظم وحلول جمالية، استلهم عناصرها وتذوق جمالها، بل والنظر إلى خاماتها بشكل يختلف عن النظرة السطحية.
ويوضح أنه وفق رؤيته كخزّاف تجاه الطين المستمد من الأرض ذي النسق المتكامل من الوجهة النفعية والجمالية، وجده يسهل تشكيله وتطويعه في إيقاع وتناغم، وكأنه يحمل رؤية فنية بذاتها قابلة لبناء أشكال تتراقص خطوطها كالطيور المحلقة في الفضاء بأنغام وألحان موسيقية تحمل الجمال في طياتها ما بين الشكل واللون.
وأضاف بقوله «أناقش عبر أعمال المجموعة - وفق معالجات فنية وتشكيلية - الجمال في الإنشاء والتعبير من الطبيعة كوسيلة رمزية أهدانا الله إياها لنشعر بالراحة والهدوء عند النظر إلى معالمها، وكسحر للعقول تستريح به أعصابنا عند النظر إليها».
ويتنوع أسلوب بناء المنحوتات باستخدام خامة الطين بين التشكيل بالضغط والتشكيل بالحبال وبالشرائح مع استخدام تقنيات معالجة السطح، مثل الغائر والبارز والملامس والتفريغ والإضافة، إلى جانب توظيف طلاءات زجاجية ملونة ومطفية لمعالجة الأسطح في درجات حرارة 1000 درجة في فرن الخزف.
تنقسم أعمال المجموعة إلى جزءين، الجزء الملون حيث تتدرج الألوان بين درجات الذهبي الأصفر والأزرق، ويأتي الجزء الآخر من الأعمال بلون الطين البني الخام، وكما يشرح «نرى التشابكات والنتوءات في الأعمال، وهي مستمدة من مشاهد نراها في الطبيعة».
معانٍ ثنائية
تحمل بعض المنحوتات في تفاصيلها معاني ثنائية، مثل ملامح وجوه شفاه وعيون بشرية وما يشبه رؤوساً صغيرة على منحوتات تجسد الطبيعة، لتمنح مشاهدها انطباعاً متضاداً مرتبكاً وتطرح تساؤلات حول ماهية كل قطعة.