الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثيبولت كادرو: توثيق تاريخ الفن عبر رواية القصص

من أعمال «مطبوعات الفنون الجميلة» (تصوير: أفضل شام)
6 يوليو 2023 00:58

نوف الموسى (دبي)
يُنظر لعراقة الأعمال الفنية لكبار الفنانين على أنها مسألة مرتبطة بأصالة الأعمال في اللوحات الفنية، وحضورها كمجموعات خاصة في كُبرى متاحف العالم، إلا أن عالم «مطبوعات الفنون الجميلة»، كما أوضح المقتني الفني الفرنسي ثيبولت كادرو في حوار لـ«الاتحاد»، يفتح أفقاً لا نهائياً، في قدرتها على توثيق تاريخية أعمال الفنانين من خلال روايتها للقصص، إنها ليست مجرد نسخة، بل صناعة كاملة، لأكثر من 10 تقنيات مختلفة في المجال، تتطلب فهماً خاصاً وإيقاعاً ينسجم فيه الفنانون مع مجموعة من الفنيين عالي المهارة في الاستوديوهات الاحترافية. ولعل أبرز ما يميزها هو الورق المتضمن في الطباعة فهو عالي الجودة، يحفظ الطباعة من التلاشي والهشاشة مع مرور الوقت. 
وفي مجموعته الخاصة شارك ثيبولت كادرو بنحو 12 قطعة، لنخبة من الفنانين المرموقين والناشئين، عُرضت في وقت سابق بمنصة «فاوندري» بمدينة دبي، من بينها مطبوعة للفنون الجميلة تعود للفنان الفرنسي بيير سولاج، الذي يمثل مرجعية فنية مهمة في عالم الفن التجريدي، حيث يوثق العمل نسخة تجريبية أولى غير مكتملة، أنجزها عليها الفنان بيير سولاج تحضيراً لدورة الألعاب الأولمبية بمدينة ميونيخ الألمانية في عام 1972، وحول ذلك قال ثيبولت كادرو: «نجد في المطبوعة تأكيداً من الفنان على مصداقية القطعة الفنية، وأنها ليست مزيفة. وتوحي للمشاهد بأثر حضور بيير سولاج، الذي عمل مع كبار الفنانين في بداية القرن العشرين مثل بيكاسو وشاغال وماتيس، ما يعطي تصوراً تاريخياً عن أثر تلك التعاونات على مخيلة سولاج الإبداعية، التي لا تزال مؤثرة في المجتمع الفني العالمي».

تعددية الذائقة
بدأت انطلاقة ثيبولت كادرو في عالم الاقتناء منذ عام 2009، وقد اهتم فيها بثقافة «البوب آرت»، وتحديداً أعمال الفنان كيث هارينغ، ذات الحس الشعبي في الثمانينيات بالولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أنه في المجموعة التي عرضها لأول مرة في دبي، سعى إلى الاهتمام بمفهوم تعددية الذائقة، من خلال الاحتفاء بأعمال تتضمن مختلف التقنيات المستخدمة في مجال «مطبوعات الفنون الجميلة»، فالهدف أن يجد الأشخاص ما يستهويهم، وفي ذات الوقت يتعرفون على تقنيات جديدة في المجال، مؤكداً أنه اهتم خاصة في رحلة الاقتناء بالفنانين المعروفين، بناءً على دراسة وقراءة وبحث مستمر، يستقصي فيه أدق التفاصيل لكل قطعة فنية ودورها في الحراك الفني والمجتمعي، خاصةً أن قطاع «مطبوعات الفنون الجميلة»، كانت له بصمة نوعية في مجال الحملات الإعلانية الفنية، التي أنتجت حراكاً لمجموعة كبيرة من الفنانين دفعهم لأن يتوجهوا نحو صياغة البنى البصرية الفنية للدعايات التي أسهمت، بحسب دراسات، في إحداث نقلة في علاقة المجتمع بمختلف شرائحه بالحالة الإبداعية للمنتجات الاستهلاكية. 
وأضاف ثيبولت كادرو حول ما هو مثير للاهتمام في مجال «مطبوعات الفنون الجميلة»، أن الفنان يستطيع تقديم عمل بأكثر من قطعة واحدة، فأحياناً تكون طبعة مفتوحة، وأحيان تكون هناك إصدارات محدودة قد يصل عددها إلى 30 قطعة، والمتعة في اقتنائها تكمن في البحث عن المتميز منها.
الدلالة البصرية
وناقش المقتني الفني ثيبولت كادرو، أهمية الوعي بما يطرحه مجال «مطبوعات الفنون الجميلة»، من حوارات ثقافية رئيسية تتجاوز البعد النقدي للعمل بذاته، كما هو متعارف عليه في الكتب الفنية والعلمية، فالمطبوعات لا تناقش الشكل بذاته، كحالة بصرية، وإنما تمتد للبحث في عمق محيط الفنان وعلاقته بعوالم متعددة، متجاوزاً النظرة العابرة للوحة، إلى كونه مشروعاً أقرب منه لرواية التاريخية، وتابع: «الفن التجريدي في مطبوعات الفنون الجميلة، يحمل صياغات أوسع حول الفنانين منه عن العمل الفني، أنت تتعرف عليهم كحركة فنية في المطبوعات، وكحالة جمالية في اللوحات الفنية الاعتيادية، في الأولى تهتم بالإيقاع التاريخي، في الثانية تستمتع بالمعنى والدلالة البصرية». وفي سياق الوعي الشخصي لمقتني الأعمال الفني، وأثر حضور الأعمال في تجربته الحياتية اليومية، لفت ثيبولت كادرو إلى أن لديه أعمالاً معلقة في البيت، وأعمالاً أخرى موجودة في مكتبه، معتبراً أن من المهم أن يحيط المرء نفسه بالأعمال الفنية، لأنها قادرة على استحضار المتعة، واستقطاع الوقت لرؤيتها أثناء فترة الاستراحة من العمل الروتيني وكفيلة ببناء حافز ضروري لاستمرار الإبداع المهني وتطوير النشاطات المجتمعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©