الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء وتشكيليون: العيد ذاكرة كامنة في روح المبدع

شعراء وتشكيليون: العيد ذاكرة كامنة في روح المبدع
28 يونيو 2023 01:16

سعد عبد الراضي (أبوظبي)
يظل العيد مصدراً للفرح بمباهجه الاجتماعية والاحتفائية، ومنطلقاً للتجديد من خلال الأمل الذي يبثه في قلوب الناس، ولأن طقوسه والعادات الملازمة له متكررة، نجد في داخل كل منا ذكريات مرتبطة بتلك الطقوس، ومن هذا المنطلق استطلعنا آراء عدد من الشعراء والفنانين لنتعرف إلى جوانب من ذكرياتهم عن العيد: 
في البداية، قال الشاعر طلال الجنيبي: إن العيد يشكل تلك الذاكرة الكامنة في روح المبدع التي ينطلق منها ليعيد النظر فيما تعنيه كلمة الفرحة بالعيد، فهو يمثل الحبور والسرور والانطلاق، ولذلك فإن العيد في ذاكرتي هو مفتاح السعادة والعودة إلى تلك الطفولة المنسية والجمال الكامن في الذات الذي ينطلق من رؤية كل جديد وجميل، ففرحه يغمر الكبار والصغار والزمان والمكان؛ ولذا أستطيع أن أقول إن العيد هو إعادة السعادة إلى الذات والانطلاق إلى التجديد وغسل ما اعتراها من هموم.

وأشار الجنيبي إلى أن طقوس العيد متجددة على رغم أنها تدور في فلك الشعائر الكريمة المتمثلة في التكبير والصلاة والذبح والعادات الأصيلة كزيارة الأهل والأقارب والأحباب. 
ويقول الشاعر طلال الجنيبي عن العيد:
قد قالها عارفٌ باحت دواخلهُ
في غفوة السر والمفتاح إلهامُ 
«ما مرَّ ذكرُكَ إلّا وابتسمتُ له، 
كأنكَ العيدُ والباقون أيامُ».

أجمل الذكريات
وعن العيد، قالت الأديبة فاطمة المزروعي: نستقبل العيد ومعه تستعيد الذاكرة كثيراً من التفاصيل الجميلة في مراتع الطفولة، تلك الذكريات التي نراها عادية كل يوم، ولكن في العيد يكون لها طعم ورائحة ومذاق لا ينسى، فتفاصيل العيد حاضرة في طفولتي، حيث كانت والدتي كعادة الأمهات تهتم بجميع الأمور وتحرص على الاستعداد لهذا النمط المختلف، وقد كنت أشاركها الطقوس منذ طفولتي، وكانت تعلمني ذلك بكل حب وشوق الأمهات، كنت أساعدها في تنظيف المنزل والسجاد وتحميص البهارات والقهوة وتجهيز حب الهريس وطحن الأرز، من أجل عمل الحلوى، والذهاب معها إلى الجمعية لشراء مستلزمات العيد.
وتضيف فاطمة المزروعي: للعيد طقوس جميلة لا تنسى، حيث تجتمع الصغيرات لتقوم السيدات الكبيرات لنقش الحناء على أقدامهن وأيديهن، وفي الماضي كانت جداتنا وأمهاتنا يضعن الحناء والسدر على رؤوسنا، وذلك احتفالاً بقدوم شهر العيد، كما تبدأ العائلات بذبح الأضاحي وتوزيعها على البيوت والمحتاجين. كما كنا نفرح بالعيدية سواء كانت نقوداً معدنية أو ورقية وأحياناً حلويات، ونذهب إلى بيوت الجيران حتى نحصل على العيدية. وفي العيد تجتمع الأمهات والجارات والصديقات، حيث يتبادلن الأحاديث عن الماضي، وأذكر أن والدتي كانت ترسلني للجيران بأطباق الطعام من اللقيمات والهريس والثريد والساقو وغيرها، وأعود بكل فرح محملة بالكثير من الأطباق من الجيران، كما كانت جدتي، رحمها الله، تجهز لنا البلاليط، وغيرها من الأكلات الشعبية، وكنا نسعد بقصصها وبحكاياتها.

مصدر للإلهام 
وقالت الفنانة التشكيلية فيينا فؤاد: يأتي العيد ببهجته المتمثلة في معايدة الأهل والجيران، تلك البهجة الممزوجة بحميمية القرب الروحي، وما يلازمه من كرم الضيافة، حيث تبادل لحوم الأضاحي وأطباق الحلوى الشهية التي تجعل الفرح يشع في كل مكان.
وأضافت: بقيت تلك الذكريات عالقة في ذاكرتي، كلوحة فنية بتفاصيل جميلة، وكأنها رسمت بذهني مثلما كانت أمي ترسم لوحاتها، وتعلقها على جدران المنزل. 
وتابعت: كبرت وكبرت، وما زالت هذه الذكريات ترافقني في يومياتي، وأنقلها كرواية فنية جميلة إلى أبنائي بمشاعر ممزوجة بالفخر، مع مشاعر الحنين والشوق، ففي كل لحظة من حياتي هناك ذكرى تقودني إلى تلك الأيام، التي أصبحت من الذكريات، ولكنني أراها حاضرة معي أينما ذهبت، فعندما أمسك ريشتي لأرسم تبدأ رحلة الذاكرة إلى الماضي الجميل، حيث كانت أمي ترسم وتمزج ألوانها الرائعة، لتشكل لوحة تنبض بالمشاعر والفن، وما زالت تمدني بالإلهام رغم مرور الأعوام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©