الشارقة (الاتحاد)
أكد مختصون في المسرح، أهمية المسرح المدرسي في طرح بدائل تعليمية تختلف عن التلقين، ودوره في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب وتدريبهم على الابتكار والتعرف على ألوان مختلفة من الفنون، وأشاروا إلى أن ما يقدمه المسرح المدرسي من فرص تحتم على الإدارات التربوية العربية إدراج أنشطته ضمن المناهج التعليمية، والعناية بنصوصه للارتقاء بوعي الطفل، والحرص على أن يجمع القائمون على تنشيطه في المدارس بين الخبرة المسرحية والتربوية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «أهمية وجود المسرح في المناهج التعليمية»، ضمن فعاليات الدورة الـ 14 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، تحدث خلالها كل من: شريفة موسى المازمي، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الباحثة في مجال المسرح المدرسي، والناقد المسرحي الدكتور هيثم الخواجة، والمؤلف والمخرج المسرحي رويستن أبيل، وأدارها فيصل القدرة.
تجربة متكاملة
أكدت شريفة موسى أن المسرح المدرسي يهدف من الناحية التربوية إلى بناء شخصية الطالب وتنمية قدراته المعرفية والفنية والاجتماعية، لذلك، يجب أن تكون له مكانة في المناهج التعليمية، وأن يتم الاهتمام بجودة نصوصه وأدائه، لأن الطالب الذي يشارك في النشاط المسرحي، سواء كان ممثلاً أو مشاهداً، يستفيد من تجربة متكاملة تمكنه من التعبير عن نفسه وقيادة ذاته والارتقاء بإنسانيته.
وقالت: «إن المسرح يفتح فرصة أمام الطالب لإظهار إبداعه واتساع خياله عبر الارتجال والحوار واقتراح أعمال مسرحية تعبر عن طموحاته وآماله، كما يساعد النشاط المسرحي على حل بعض المشاكل السلوكية أو الانطوائية التي قد يعاني منها بعض الطلاب»، مشيدة بالاهتمام الذي توليه دولة الإمارات للفن عموماً وللمسرح خصوصاً، لا سيما في إمارة الشارقة.
معلم إضافي
من جهته، أشار الدكتور هيثم يحيى الخواجة إلى أهمية إقامة ورش في تأليف نصوص للمسرح المدرسي لإثراء المكتبة العربية، والنظر إلى المسرح المدرسي كنشاط حضاري وتربوي لا يهدف إلى إنتاج الممثلين، لأنه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، ووجوده في أي مدرسة يعني وجود معلم إضافي يعلم الطفل الموسيقى والتعاون والجرأة والخطابة واللغة العربية الفصيحة. وقال: «المسرح المدرسي يقدم بديلاً للتلقين، ولا بد من مسرحة المناهج والاهتمام بجودة نصوص المسرح المدرسي، وأن يكون المسؤول عنه ممن لهم خبرة تربوية ويعرف ماذا نريد أن يحقق المسرح المدرسي من أهداف تربوية، بحيث ترتقي الأنشطة بوعي الطفل ليصبح أكثر انفتاحاً وثقة بنفسه».
التزام ومشاركة
بدوره، قال رويستن أبيل: «كان حبي للمسرح سبباً في تغيير مسار حياتي، فقد تركت دراسة التجارة في الجامعة ودرست المسرح وأدركت أن المسرح المدرسي نشاط مهم جداً لتنمية شخصية الطفل ووعيه ودفعه إلى أن يكون مبتكراً، لأن المسرح يجمع بين فنون الموسيقى والتمثيل، ويعلم الأطفال كيف يتعاطفون مع قضايا مجتمعهم».
وأضاف أن أهمية المسرح المدرسي تكمن في أنه يشجع الأطفال على الالتزام والمشاركة الإيجابية، وأن الطفل الذي يذهب في رحلة مع المسرح يستمتع بالفن ثم يساهم عندما يكبر في جعل العالم أفضل بكثير، ولذلك علينا توجيه اهتمام الأطفال من خلال المسرح إلى ما يصرف أنظارهم عن تضييع الوقت لنخلق منهم بشراً لديهم المواهب المتنوعة التي يساهمون من خلالها في بناء مجتمعاتهم.