الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كلمات» تُصدر «لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟»

غلاف كتاب «لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟»
24 فبراير 2023 22:31

الشارقة (الاتحاد)
يمثل كتاب «لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟» للكاتبة فرانسيسكا مينديز سؤالاً ملهماً صدر من طفلتها الصغيرة حول أخيها «فرناندو»، وهو الذي دفعها إلى اختيار هذا السؤال عنواناً لرواية دافئة وجذابة لليافعين، تتحدى القوالب النمطية السلبية التي بناها المجتمع حول مرض التوحد، وتعبّر عن رحلة أمٍّ تحرص على رعاية ولدها المصاب بالمرض، رغبةً في أن تكون تجربتها وعائلتها مع فرناندو مصدر إلهام في التعامل مع تحديات تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويهدف الكتاب إلى تعزيز مشاعر الحب والقبول تجاه جميع الأطفال بغض النظر عن اختلافاتهم، ومواجهة الصور النمطية التي قد تجعل بعض الأهالي يخجلون من حالة طفلهم، وينظرون إليه كعبء على الحياة! ومع الرسوم التوضيحية التي تبث الحياة في القصة، يضيف الكتاب أثراً في نفوس القراء، مما يجعله مورداً قيماً للأطفال والأهالي والمعلمين على حدٍّ سواء.
والكتاب، الصادر في نسخته العربية عن دار كلمات، التابعة لمجموعة «كلمات»، ليس مجرد قصة رحلة عائلة واحدة، ولكنه مصدر توعوي وتربوي يثري معلومات وأساليب تعامل العائلات المتضررة من مرض طيف التوحد. فمن خلال كلماتها، تسلِّط مينديز الضوء على التحديات والانتصارات في تربية طفل مصاب بالتوحد، وتوضح كيف يمكن لقيم الحب والصبر والتفاهم أن تحدث فرقاً كبيراً في تغيير حياة هؤلاء الأطفال والتغلب على تحدياتها.
ويُعد كتاب فرانسيسكا مينديز بمثابة منارة للأمل للعائلات المتأثرة بطيف التوحد، وهو دليل على قوة الحب والدعم الذي يتلقاه الأطفال والعائلات في تلك المواجهة، حيث تمثل الرواية تجربة الكاتبة الشخصية، التي أرادت من خلالها توضيح أهمية تثقيف الآخرين حول المرض، والأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه على الأفراد والمجتمع ككل، فسواء كان القارئ والداً أو أماً أو مدرساً أو مجرد شخص يتطلع إلى معرفة المزيد عن مرض التوحد، فإن كتاب «لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر» مورد قيَِّم وملهم.
تقول فرانسيسكا في مقدمة الرواية: «العيش مع فرناندو يشبه فكرة مواجهة هواجسنا الشيطانية الصغيرة، وإحباطات فتوتنا، وتفاصيل حياة الكبار التي خبأناها جيداً، في ذلك الجزء الدفين من كياننا الذي لا نكشف عنه عادة، أجبرني فرناندو، بسبب طريقته في الوجود، على مواجهتها والتغلب عليها واحدة تلو الأخرى».
وتضيف: «لست متخصصة في مرض طيف التوحد، ولكن بصفتي أماً ذات خبرة كبيرة، بدا لي أن إحدى طرق جعل الحياة أسهل للأشخاص مثل "فر"، وإظهارها بطريقة ما، هو تفكيك الأساطير والخرافات حول هذا الاضطراب».
ويسلِّط هذا الطرح القوي من فرانسيسكا الضوء على الرحلة التحويلية التي مرَّت بها كأم لطفل مصاب بالتوحد. فالكتاب ليس مجرد سردية أدبية أو وصفة علاجية حول أساليب التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنه أيضاً مصدر ملهم يعيننا على مواجهة التحديات والتغلب على عقبات الحياة التي قد نحاول إخفاءها في كثير من الأحيان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©