محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية احتفائية بالكاتب يب مولاي حسن، الباحث في إدارة الدراسات بدائرة الثقافة، بمناسبة فوزه بجائزة «شنقيط للآداب» لعام 2024م عن روايته «نقوش مسوفية»، وهذه الجائزة هي أكبر جائزة أدبية موريتانية.
وقال الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي: «إن هذا الاحتفاء يأتي في إطار ما درج عليه النادي من تثمين النجاحات التي يحققها روّاد النادي وأصدقاؤه في المجالات الثقافية، وفي إطار التزامه كناد عربي مهتم بكل ما يرفع من شأن الثقافة العربية، وشأن كتابها وأدبائها سعياً لإعلاء شأنها، وهو الهدف السامي الذي يوجه به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، النادي وكل مؤسسات وصروح الثقافة في الإمارة».
وثمن عبد العزيز الرواية وعوالمها التي تقدم عوالم سردية جديدة على القارئ العربي، وتعرفه بجوانب من المجتمع والحضارة في موريتانيا بأسلوب روائي سلس وأصيل في ذات الوقت.
فضاء ممتد
وتحدث في الجلسة الكاتب الصحفي محمد بابا حامد قائلاً إن "رواية «نقوش مسوفية» تقدم فضاءً روائياً ممتداً ومشبعاً بالحكايات والرمزيات الأسطورية ومآثر الناس، وإن مدخلها السردي مغْرٍ، فوجه «ولاتة» هذه المدينة التاريخية العريقة، هو نفحة أسطورية من ضياء التاريخ، وسياحة مطلقة تختزن ملامح الأمكنة، حيث توظف الرواية كل عناصر المكان، تتدفق الصور، متشربة بفلسفة المدينة المسالمة، تحمل العديد من المشاهد، تميس فيها القوافل محملة بالملح والتمر والحاجيات، ما بين حواضر تنبكتو وتيشيت والآبار الموغلة في الصحراء، تنساق فيها الأحاديث مقدمة نصاً موازياً يختزل بعد المسافات. ويبدع الكاتب يبّ حسن في وصف الشخوص وتغليفها بمناخ نفسي تكتشف من خلاله تفاصيلها ومكنوناتها".
حقبة تاريخية
وعن أبعاد ودلالات الرواية قال محمد بابا: "الرواية تسريد لحقبةٍ تاريخيةٍ صاخبةٍ، من تاريخ المجتمع الموريتاني وثقافته، وتقاليده وهواجسه وأسئلته، وما أنتجتْه مخيلتُه الجمعية.. حيث تنحتُ عنوانَها من الإرث العتيق لقومية مسوفة الصنهاجية المعروفة، وتنطلق في بنائها القَصصي من مدينة «ولاتة» التاريخية، بوصفها خلفيةً لمسرحٍ جامعٍ، ضاجٍّ بالأصوات والأحداث والصراع والتحول. وتمتدّ إلى أكثرَ من مدينة، عبرَ حديث القوافلِ السّيّارةِ، والتفاعلِ والتواصل الفعال.. تتلمّسُ نقوشَ بيوت الطين الحمراء، وتجوب الصحارى الشاسعة، تسائل نَاسَها، وتختزلُ بأسلوب الحكي السردي حِقَباً مِن مألوف الناس وغَريبهِم وطقوسهم وتراثهم، كما تسترجع الرواية مواقفَهم القوليةَ والفعليةَ من سؤال الحياة وأهدافها، والعلاقة مع الأرض وأهلها، وتُقارِبُ تصورهم لخصوصية ذلك الزمان.
واختتمت الأمسية بمداخلات الحضور الذين أثنوا على جهد الكاتب، واتفقوا على أن رواية «نقوش مسوفية» استحقت جائزة شنقيط للآداب، لما قدمته من عوالم روائية جديدة، وما كشفت عنه من غنى وتنوع حضاري وعمق تاريخي في مدينة ولاته، بأسلوب سردي بالغ الجمال والتأثير.