السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ميثاء عبدالله: التشكيل لغة تواصل بين الثقافات

ميثاء عبدالله أمام أحد أعمالها (من المصدر)
17 أكتوبر 2022 01:36

فاطمة عطفة (أبوظبي)

يستلهم التشكيل الإماراتي من جمال الطبيعة الغنية بتنوع ملامحها ومؤثراتها بين البحر والجبال وأشجار النخيل وكثبان الصحراء، إضافة إلى الحكايات الشعبية التي يختزنها الفنان من محيطه العائلي، وخاصة ما تحكيه الجدة لأحفادها، ومن هذا الأساس المحلي الجميل ينطلق الفنان إلى عالم أرحب. 
ومن هذا العمق الإبداعي جاءت انطلاقة الفنانة التشكيلية ميثاء عبدالله من الإمارات إلى العالم، بادئة مشوارها الفني من لندن بدعم «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، حيث شاركت في برنامج الإقامة الفنية من مؤسسة «إفورت آرت» في سوهو بمدينة لندن من خلال المعرض الفني الدولي الذي أقيم من 10 وحتى 16 أكتوبر الجاري في «كرومويل بليس» في العاصمة البريطانية تحت عنوان: «الجسد- شروق الشمس».
وبهذه المناسبة كان لقاء «الاتحاد» مع الفنانة ميثاء لنتعرف أكثر على تجربتها الفنية، وماذا تمثل هذه التجربة الجديدة في مسيرتها التشكيلية والإبداعية.
تقول ميثاء: بالطبع يتوجب أن تكون البداية محلية، ومنذ طفولتي كان اهتمامي بالفن كبيراً، وكان لتشجيع الأهل أثر بالغ في إكمال هذه المسيرة، وكانت عروضي الأولية في بلدي الإمارات، ولكن طبيعي أن يكون طموح الفنان أن يعرض أعماله في أكثر من مكان. وأوضحت أن هذا المعرض يمثل لها فرصة جميلة ومفيدة لأنه أول ثمرات تعاون مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مع شركائها الاستراتيجيين حول العالم، كما يعد أيضاً فرصة استثنائية لتعريف الجمهور العالمي بأعمال التشكيليين الإماراتيين، وتعزيز التواصل بين الثقافات من خلال تسليط الضوء على المشهد الفني المزدهر في الإمارات.

التراث والحكايات
وأشارت إلى أنها بدأت بكتابة القصص والرسم ثم قررت أن تدمج الاثنين معاً، مبينة أن الكتابة كانت مستوحاة من قصص سمعتها وهي صغيرة من جدتها، وتشكل الجدة في ثقافتنا مصدر تعليم وإلهام، وتكتسي مروياتها وقصصها أهمية كبيرة، وقد حاولت ميثاء أن تضع شخصيات في أعمالها تمثل القصص التي سمعتها، كما رسمت شخصيات منها.
وتابعت: مع التركيز على البناء لفهم الحركة والشكل بصورة أفضل، وجدت نفسي أركز على طائر «الديك» في الثقافة المحلية باعتباره تجسيداً للروحانية، حيث كانت جدتي تخبرني في طفولتي بأن «صياح الديك يشير إلى الصفاء والفجر والصلاة»، مؤكدة أنها استغرقت وقتاً كافياً خلال فترة إقامتها الفنية لتطوير رؤيتها بشكل جديد وهذا ما تترجمه أعمالها، من رسم الديك الذي أخذته كمثال، إضافة إلى الكائنات الأليفة في بيئة الإمارات القديمة التي تتكرر في لوحاتها المعروضة في «كرومويل بليس».

الكتابة والرسم
وعن العلاقة بين الكتابة والرسم وكيف تتشكل الصورة بين اللغة والألوان، قالت: بالنسبة لي الأمر يشبه كتابة النص المسرحي، أي أن تصور الأحداث يكون موجوداً بالكتابة، وهي تختلف عن الكتابة الروائية من خلال الحوار، بحيث يتم تكوين الأحداث والشخصيات وحركتها خلال تشكلها، سواء كان العمل لوحة تشكيلية أو منحوتة أو حتى صورة فوتوغرافية، وذلك بناء على الصورة الفنية بين اللغة والتشكيل. وتؤكد ميثاء أن هناك تواصلاً بين الأجيال الفنية في الإمارات، وتضيف: أنا شخصياً تأثرت كثيراً بأفكار الفنانين وبالمناقشات معهم، إضافة إلى انفتاح الإمارات على العالم من خلال المعارض الفنية التي تنظم في الدولة، لأنها تغني تجاربنا وهي مثال رائع على التواصل مع العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©