سعد عبد الراضي (أبوظبي)
مصعب عبد القادر الريس، فنان إماراتي مفطور على الموهبة، وعلى الرغم من أنه نشأ في بيت فني، فوالده الفنان الكبير عبد القادر الريس، إلا أن الحقيقة المؤكدة تقول: إن الفن لا يورث، ففي الوقت الذي يفتخر فيه بأن والده أحد رموز الفن التشكيلي، وأنه شرب من معين فنه في بداياته، يؤكد أيضاً أن كل فنان يمكن أن يتأثر في مرحلة تكوينه بفنانين آخرين، لكن الموهبة تدفعه دفعاً في النهاية إلى أن يشكل بصمته الخاصة.
ولد مصعب عبد القادر الريس في عام 1980 بدبي، وظهرت موهبته مبكراً في فنون الرسم والتشكيل، حيث شارك في أيام دراسته في العديد من المسابقات الفنية التي ساهمت في تكوين وتشكيل هويته في الفنون مبكراً.
في حديث خاص لـ «الاتحاد»، يرى مصعب أن الفن مرآة جلية للإبداع الذي يعكس رقي وتحضر الأوطان وتناغم شعوبها، كما أنه يسعى إلى إيصال رسائله الفنية التي تعبر عن النسيج الإماراتي إلى العالم، من خلال لوحاته التي يسكب فيها عطور فكرته الإنسانية الواسعة، متكئاً على عصا موهبته، ومدفوعاً بإمكاناته الإبداعية، ليقدم ما من شأنه أن يعزز من جماليات التراث والهوية الوطنية.
ويؤكد الريس أنه ينتمي إلى المدرسة الفنية الحديثة، راسماً لنفسه طريقاً مختلفاً عن تجربة والده الفنان القدير عبدالقادر الريس، حيث يعد من الفنانين المتأثرين بلعبة الألوان في الرسم، إذ تتجلى قدرته على بناء معمار تشكيلي خاص به عبر المساحات اللونية، التي يرسمها في تكوينات تجريدية عالية الدلالة. ومن أجل اتساع الصورة في عينيه الفنية، يتردد على المتاحف الأوربية العريقة متأملاً الفنون البصرية ليدرس التطورات، التي حدثت عليها بمرور الزمن، كما أنه يلجأ كثيراً في أعماله إلى محاكاة الطبيعة والتيمات التراثية، التي تعكس قيماً جمالية مرتبطة بالتراث الشعبي الإماراتي، إلى جانب إبداعاته في مجموعات التشكيل.
والمثير للاهتمام في تشكيل مصعب عبد القادر الريس هو أنه يجمع بين حبين في هدف واحد وهما حب الفن التشكيلي وحب الفروسية، فيرسم لوحات لخيول منحوته بإبتكاره الخاص الذي يحمل بصمة مصعب الريس، المعروف عنه أنه مالك خيول سباق (ثروبرد)، ولديه العديد من الإنجازات والانتصارات فيها.
بصمتي خاصة بي
وعن أسلوبه في الرسم يقول مصعب: أسلوبي في الرسم خاص بي، ويستطيع المتأمل والمتابع للحركة الفنية أن يتأكد بسهولة، من أن جميع لوحاتي التي رسمتها لم أتأثر فيها بأي فنان قديم أو حديث، ويؤكد أن الفن يمكن أن يكون فيه تقليد، ولكن المبدع الحقيقي يسعى دائماً إلى أن تكون له فرادته الفنية، وأن يعبر فنه عنه وحده، بحيث يقول من يشاهده للوهلة الأولى: إن هذا الفن يعود للفنان كذا، لافتاً إلى أن المقلد سيظل مقلداً إلى أن ينتهي مشواره، وأن المبدع هو الذي يطور من فنه دائماً بأفكار جديدة.
وحول الفن التشكيلي في الإمارات يقول: لقد تطور التشكيل في الإمارات تطوراً كبيراً، وسبق العديد من الدول التي كانت تتقدم علينا فيه لسنوات طويلة، ويرجع مصعب الفضل في ذلك إلى الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة للإبداع والفنانين والثقافة عموماً، مؤكداً أن هذا الدعم كان له الدور الكبير في ازدهار الفن الإماراتي.
وعن جديده يقول: دائماً أكون في سباق مع ذاتي الفنية، فعندما أنتهي من عمل فني أسعى إلى إنتاج آخر جديد يتميز عن الذي سبقه.