عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
جسّد الفنان المصري شادي أديب المشاهد اليومية للحياة بشكل مختلف في معرض «القمر وحكايات أخرى»، الذي تستضيفه دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، حيث اعتمد على القمر، وشكل الوجه الدائري له في التعبير عن الحياة والفنون الشعبية العربية والتي تربط الوجه والجسد الممتلئ بالمرح والبساطة. تنوعت أفكار لوحات المعرض الفني - الذي اختتم أمس ما بين الوحدة والموسيقى والأسرة، واشتركت جميعها في شكل الإنسان الممتلئ ذي الوجه الدائري والذي يشبه الأطفال في براءتهم وتأقلمهم مع كافة الظروف المحيطة بهم، حيث أراد شادي أديب وصف مراحل مختلفة من الحياة، من بينها فترة فيروس «كورونا» المستجد وما بعدها. وحرص أديب على استخدام الألوان المتنوعة والمتناغمة للتعبير عن الأحاسيس القوية في كل مجموعة من اللوحات، فكانت الألوان كثيفة في مجموعة الأسرة، ليعكس القيم الاجتماعية للأب والأم.
بساطة ومرح
وقال الفنان التشكيلي المصري شادي أديب، إنه حاول ربط الحالة الشخصية للفنان أثناء جائحة «كورونا» وما سبقها وما بعدها بمجموعة من القصص والحكايات ذات التعبير البسيط والقريب من الفنون الشعبية العربية، والعمل على تثبيت الشخصية ذات الوجه الدائري في جميع تلك الحكايات. وأضاف أن الشخصية دائرية الوجه تشير في تحليلات علم النفس إلى البساطة والمرح، وهي الأقرب إلى شخصية الإنسان في عمر الطفولة، فعلى الرغم من كونها شخصية بسيطة متأقلمة مع الظروف، إلا أنها سريعة الانفعال والتعلق بالأشياء والأشخاص.
معانٍ فلسفية
وتعليقاً على اللوحات، قالت الناقدة الفنية سوزي شكري: إن اللوحات تحمل معاني فلسفية، خاصة استخدام الدائرة التي وظفها الفنانون منذ قديم الأزل في التعبير عن المثالية واكتمال جميع أركان العمل الفني، ففي فترة الإنسان المصري القديم كان قرص الشمس يزين رأس الإله (رع)، واختارت الحضارة الإغريقية واليونانية استخدام الدائرة أو الهالة للتعبير عن الكمال.
وبحسب سوزي، فإن الدائرة كأحد الأشكال الهندسية اعتبرها أفلاطون أكثر الأشكال الهندسية اكتمالاً ومثالية، لذلك فقد كان اختيار الفنان موفقاً لأن الدائرة أوصلت المعاني الفلسفية العميقة، وفي الوقت نفسه اختزلت الكثير من الأفكار اليومية والحياتية.
