أبوظبي (الاتحاد)
قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ضمن مشاركتها في القمة الثقافية -أبوظبي 2021، إن الثقافة قادرة على بناء الجسور، وخلق المعنى من تقارب الناس من بعضهم البعض، من هنا يأتي إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة 2021 السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي، من أجل التنمية المستدامة، استجابة للتصرف إزاء الأزمة الحالية، مبينة أننا نحتاج أولاً إلى فهمها وقياسها، وهذه خطوة أساسية، كون من الصعب تحديد نطاق الأزمة بشكل كمي، ومنه جاء إعلانها عن إطلاق «دراسة عالمية» بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، حول «تأثير جائحة (كوفيد-19) على الاقتصاد الثقافي».
عرجت أزولاي في كلمتها، إلى مناقشة مبادرة (ResiliArt) في ذروة الوباء، التي أطلقها «اليونسكو» منذ ما يقرب من عام، من خلال 240 مناظرة في أكثر من 110 دول، وشهدت جمع الفنانين والمهنيين من جميع القارات للتفكير في الأزمة، والتحضير لإعادة بناء القطاعات الثقافية، لافتة إلى أنه من خلال هذه المناقشات توصلوا إلى توصيات ملموسة، في دليل «الثقافة في أزمة»، وسلطوا الضوء على ثلاث قضايا رئيسة منها طبيعة الفرص، التي تحتاج إلى حماية وتعزيز التنوع الثقافي بشكل أفضل، وكيف يمكن أن تؤدي التكنولوجيا الرقمية إلى مخاطر أكثر من فرص الإبداع والتنوع الثقافي، إذا لم تكن هناك لوائح مناسبة؟
وتمثلت القضية الثانية، بحسب أزولاي، في المحور الاقتصادي الاجتماعي، الذي ينطوي على ضمان أن المبدعين يمكنهم العيش بشكل لائق من خلال نشاطهم، مؤكدة أنه ليس من الملح التفكير فقط في أجرهم، ولكن أيضاً في منحهم مكانة مهنية، وفيما يتعلق بالقضية الثالثة أوضحت أزولاي أنها تتمثل في محور «السلام» لتساهم الثقافة في بنائه، فالثقافة هي اللغة العالمية للموسيقيين والفنانين والمبدعين، فهي لغة يفهمها الجميع، وربما تكون القوة الموحدة التي يتردد صداها بقوة في الشرقين الأدنى والأوسط، والتي وضعتها «اليونسكو» موضع التطبيق في الماضي القريب.
وأضافت «سواء في بيروت أو في الموصل، فإننا نركز على إعادة تأهيل التراث وإحياء الحياة الثقافية لإرساء أسس السلام، ففي العراق، تم التنسيق من جانب (اليونسكو) لإعادة تأهيل مسجد النوري، منارة الحدباء المائلة، وكنائس الطاهرة والساعة، والتي ترمز إلى التنوع الثقافي لمدن العالم، وكلها جهود تمت بدعم مستمر من دولة الإمارات بشكل خاص».