عدد اليوم
معتز الشامي (أبوظبي)
يؤدي منتخبنا الوطني لكرة القدم تدريبه الأخير، مساء اليوم، في مدينة العين، استعداداً للمواجهة المرتقبة، مساء الغد، أمام إيران، ضمن «الجولة الثانية» من «المرحلة الثالثة» للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال 2026»، لحساب «المجموعة الأولى»، والتي يحتل «الأبيض» صدارتها بـ «العلامة الكاملة»، بعد الفوز على شقيقه القطري 3-1 في «الجولة الأولى».
ويسعى المنتخب لحسم مساره في التصفيات، وصدارة المجموعة بشكل أكثر دقة، عبر حصد نتيجة إيجابية أمام إيران، وهو ما يتطلب التركيز على تفاصيل فنية يتطلع البرتغالي باولو بينتو المدير الفني لمنتخبنا إلى تنفيذها في مباراة الغد، لاسيما من حيث التكتل الدفاعي من وسط الملعب، لمنع لاعبي إيران من حرية التحرك الهجومي، بالإضافة إلى الاعتماد على «القوة الضاربة» من العناصر القادرة على شن هجمات سريعة على مرمى إيران، والانطلاقات من العمق وعبر الجانبين لـ «خلخلة» دفاع المنافس، في عملية التحول من الدفاع إلى الهجوم، ما يتطلب التركيز على اللاعبين أصحاب السرعات لدخول تشكيلة المنتخب، وهو ما يعني ضرورة الإبقاء على كايو وطحنون الزعابي وحارب عبدالله، كما تميز المنتخب في المباراة الأولى للتصفيات، بتقارب خطوط اللعب، وتقدم لاعبي الوسط والدفاع لتشكيل الزيادة العددية أمام دفاعات المنافس، وهو ما قام به كوامي في أكثر من فرصة داخل منطقة «العنابي»، فضلاً عن خالد الظنحاني الذي سجل هدفاً، والأمر نفسه لعبد الله حمد ويحيى نادر، حيث تمكن «الثنائي» من إفساد التحولات الهجمات للمنافس، والانقضاض على الكرة في وسط الملعب، وتنفيذ أسلوب الضغط العالي على حامل الكرة. ويضع باولو بينتو «اللمسات الأخيرة» على خطة اللعب والتشكيلة المتوقعة، مع الاحتفاظ بسلاح «عنصر المفاجأة»، عبر إجراء بعض التغييرات الطفيفة في مركز أو اثنين، بجانب تغييرات تكتيكية إضافية في أدوار ومهام بعض اللاعبين.
ويراهن الجهاز الفني على ضرورة استمرار الروح القتالية، التي تحلى بها اللاعبون في اللقاء الأول في التصفيات أمام قطر، حيث قاتل الجميع في مختلف أرجاء الملعب، وهو ما أصبح يحتاج إليه المنتخب في اللقاء المهم غداً، أملاً في انتزاع فوز يعزز صدارة المجموعة، وبالتالي اتخاذ مسار أكثر سرعة لحسم بطاقة التأهل إلى «مونديال 2026».
وأشاد باولو بينتو مدرب المنتخب بالروح القتالية عقب المباراة الماضية، خاصة أن المنتخب لم يهتز، رغم تأخره في النتيجة بالهدف الأول، ولكنه استطاع العودة وتسجيل «ثلاثية» في الشوط الثاني، عن طريق حارب سهيل، وخالد الظنحاني، وعلي صالح، وبالنظر إلى توقيتات الأهداف، يمكن ملاحظة ارتفاع الجانب البدني للاعبي المنتخب، وقدرتهم على القتال حتى الثواني الأخيرة.
عبدالرحمن محمد: نحتاج إلى الثقة في «المواجهات الصعبة»
أكد عبدالرحمن محمد، لاعب النصر السابق، ونجم «جيل 90» بمنتخبنا الوطني، أن «الأبيض» خرج بمكاسب كبيرة من الفوز أمام قطر، ليس فقط على الجوانب المعنوية، والحصول على الثقة، واستعادة الهيبة في بداية التصفيات، بعد الفوز على بطل آسيا، ولكن من حيث قدرة اللاعبين على مواجهة أي منافس مهما بلغت قوته، كما أن منتخب إيران يُعد من الفرق القوية في آسيا، وتحتاج إلى تكتيك وأسلوب مناسب، لا يختلف كثيراً عن الأسلوب الذي أدى به المنتخب مباراته الأولى.
وقال: «يجب الرهان على قتالية اللاعبين، في ظل التوافد الكبير على مدرجات استاد هزاع بن زايد، والتوقعات العالية بحضور كثيف لجماهير الإمارات، وهذه الأمور ترفع معنويات اللاعبين، وتضعهم أمام التحدي الكبير، ما يتطلب ضرورة التركيز والانضباط التكتيكي في الملعب، خاصة أن منتخب إيران يملك لاعبين قادرين على تشكيل الخطورة طوال 90 دقيقة، بل التسجيل من (أنصاف الفرص)، وهو ما يضع خطي الدفاع والوسط أمام تحديات كبيرة، وعليهم اللعب بثقة وهدوء وتركيز شديد».
وأضاف «أرى أن المنتخب يحتاج في المواجهات الصعبة إلى الثقة أولاً، التي تمكن اللاعبين من اللعب بحضور تكتيكي وانضباط كبير في التحركات بالكرة ودونها، كما شاهدنا في المباراة الأولى». ولفت نجم منتخبنا في «جيل 90»، إلى أن «الأبيض» يحتاج إلى السير بعيداً في التصفيات، منذ مرحلة البدايات، مشيراً إلى أن جميع منتخبات المجموعة لديها الدوافع نفسها والرغبة في التأهل، وبالتالي ستكون جميع مباريات الدور الأول للتصفيات في المرحلة الثالثة، صعبة على جميع الفرق، ما يعني ضرورة القتال على النقطة. وأضاف «الفوز على إيران يعني وضع منافسين مرشحين للتأهل المباشر إلى «المونديال»، تحت الضغوط، والابتعاد بالصدارة، وبالتالي دخول المنتخب في مسار يُسرع اقترابه من حسم بطاقة، شريطة أن يستمر الأداء القوي والمتميز، والروح القتالية العالية في المباريات المقبلة، لمواصلة الزحف نحو حسم بطاقة الصعود إلى نهائيات كأس العالم».
