ميلانو (أ ف ب)
يدرك سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن، أن أي تخبط جديد، سيمنح منافسيه المزيد من الثقة، وسيزيد الشكوك بقدرته على الاحتفاظ باللقب، وبالتالي سيفعل كل ما بإمكانه في عطلة نهاية الأسبوع الحالي للخروج بالانتصار من حلبة مونزا الشهيرة التي تستضيف جائزة إيطاليا الكبرى، الجولة السادسة عشرة من بطولة العالم لـ «الفورمولا-1».
وبعد فوزه بسبعة من السباقات العشرة للأولى للموسم، بدا فيرستابن في طريقه للهيمنة على البطولة، والسير من دون منافسة نحو لقبه الرابع توالياً، لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب، بالنسبة للهولندي وفريقه ريد بول، بعدما فشل في تحقيق أي انتصار خلال الجولات الخمس الأخيرة.
وكان فشله الأحد الماضي، في الفوز بسباق بلاده للمرة الرابعة توالياً مؤشراً صارخاً على حجم المعاناة في سيارة «آر بي 20».
صحيح أن إنهاء السباق بين جماهيره في الوصافة، ليس بالنتيجة السيئة، لكن ما يقلق الهولندي هو الفارق الهائل بينه وبين الفائز سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس الذي أنهى السباق متقدماً، بفارق قرابة 23 ثانية على بطل العالم.
وبدا فيرستابن راضخاً للواقع الجديد الذي جعل نوريس يتجاوزه في اللفة 18 من سباق بلاده، من دون مقاومة تذكر، قائلاً: «لم يكن بإمكاني فعل أي شيء، بمجرد أن تجاوزني، قمت بالتركيز على سباقي، وحاولت أن أصل بالسيارة إلى خط النهاية في المركز الثاني».
وتابع «السباقات القليلة الماضية لم تكن رائعة، بالتالي، أعتقد أن ما حصل يثير القلق بعض الشيء، لكننا ندرك أن لا حاجة للذعر».
وتبدو سيارة ماكلارين مع التعديلات التي أدخلت عليها مرشحة أيضاً للفوز في مونزا، حيث تفوق فيرستابن على المنافسين، لاسيما الفريق المحلي فيراري، في العامين الماضيين.
ومع أنه لم يفز بأي من السباقات الخمسة الماضية، لا يزال فيرستابن في الصدارة بفارق 70 نقطة عن ملاحقه نوريس الفائز بسباقين هذا الموسم إضافة إلى حلوله ثانياً خمس مرات وثالثاً مرتين.
ورغم المستوى الذي يقدمه، وارتفاع منسوب التفاؤل لدى مشجعي ماكلارين، بإمكانية إحراز لقب السائقين للمرة الأولى منذ 2008، رفض نوريس مقولة أنه قادر على إزاحة فيرستابن عن العرش، واصفاً الفكرة بـ«الغبية»، لاسيما أن الهولندي قادر على جمع النقاط الكافية للبقاء في المقدمة، وهذا ما أثبته في سباقات ميامي وبريطانيا وهولندا حين حل ثانياً، مع إنهائه أيضاً جميع السباقات الأخرى ضمن النقاط، باستثناء واحد، حين انسحب من الجولة الثالثة في أستراليا.
وما يتحدث عنه نوريس واقعياً إلى حد كبير، لاسيما أنه ليس السائق الوحيد الذي حرم فيرستابن من الانتصار في السباقات الثمانية التي أفلت فيها المركز الأول من الهولندي، إذ توزعت الانتصارات عليه وعلى مواطنه سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون «بريطانيا وبلجيكا»، وزميله الأسترالي أوسكار بياستري «المجر»، وسائقي فيراري الإسباني كارلوس ساينز «أستراليا»، وشارل لوكلير من موناكو «موناكو».
في ظل الظروف الحالية، المقاربة واضحة بالنسبة لمدير ريد بول البريطاني كريستيان هورنر «يجب أن تقود وأنت تفكر باللقب العالمي، كان هناك فائزون عدة في البطولة هذا الموسم، بالتالي، إذا لم يكن باستطاعتك الفوز، يتوجب عليك جمع النقاط».
كان هورنر يتحدث أيضاً عن بطولة الصانعين التي أصبحت أكثر تنافسية، بسبب معاناة السائق الثاني في ريد بول المكسيكي سيرخيو بيريز، وعدم قدرته على منح أبطال العالم النقاط المأمولة، وهو يتخلف حالياً في المركز السابع، بفارق 156 نقطة عن زميله الهولندي.
ويتخلف فريق ماكلارين بفارق 30 نقطة فقط عن ريد بول، بينما يأمل فيراري الذي يتأخر بفارق 64 نقطة في المركز الثالث، في وضع خيبات الأمل الأخيرة في مونزا خلفه، ومحاولة القتال على لقبه الأول للصانعين منذ 2008.
ورغم انطلاق سيارة فيراري من المركز الأول في النسختين الماضيتين من سباقها البيتي، فشلت في مجاراة فيرستابن الذي خرج منتصراً أمام جماهيرها الغفيرة.
وأظهر لوكلير الذي كان مركزه الثاني في مونزا خلف فيرستابن قبل عامين مريراً، لاسيما أن الهولندي انطلق في حينها من المركز السابع، بصيص أمل في السباق الماضي على حلبة زاندفورت الهولندية بخوضه معركة رائعة مع بياستري من أجل نيل المركز الثالث.
كما يزداد حجم التفاؤل نتيجة ما قدمه أيضاً ساينز في هولندا في قتاله للصعود إلى المركز الخامس، ما دفع سائق فيراري السابق وأستون مارتن الحالي فرناندو ألونسو إلى القول «فيراري ستكون السيارة المرشحة، أود لو أكون في مكانهم، أعتقد أن سيارة مرسيدس ستختبر تقلبات فيما ستتنافس ماكلارين، ريد بول وفيراري على منصة التتويج».
وسيصبح فرانكو كولابينتو أول سائق أرجنتيني في «الفورمولا-1» منذ جاستون ماتساكاني قبل 23 عاماً، بعد حل بدلاً من الأميركي لوجان سارجنت في فريق وليامس لما تبقى من الموسم.
وأن يكون الظهور الأول لابن الـ23 عاماً في «الفورمولا-1» على حلبة مونزا بالذات، فهذه بداية مثالية بسبب جذوره الإيطالية، على أمل أن يمنح وليامس بعض النقاط في بطولة الصانعين، حيث يقبع الفريق البريطاني في المركز التاسع قبل الأخير بأربع نقاط فقط.