برشلون (أ ف ب)
فشل ريال مدريد في حصد فوزه الرابع توالياً، بتعثره أمام مضيفه إشبيلية 1-1، في قمة نارية، ضمن المرحلة العاشرة للدوري الإسباني لكرة القدم، فيما تابع جاره أتلتيكو مدريد انتفاضته، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب سلتا فيجو المنقوص عددياً، بثلاثية حملت توقيع الفرنسي أنطوان جريزمان.
على ملعب «سانشيس بيسخوان» في إشبيلية، افتتح النمساوي دافيد ألابا العائد إلى صفوف ريال مدريد، بعد تعافيه من الإصابة التسجيل لمصلحة إشبيلية، بهدف عن طريق الخطأ في مرمى فريقه «74»، قبل أن يعادل داني كارفاخال النتيجة للنادي الملكي «78».
ورغم تعادله، بقي فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في صدارة الترتيب برصيد 25 نقطة، بفارق 3 نقاط عن أتلتيكو الذي تقدم إلى المركز الثاني، بفوزه على سلتا فيجو، إلا أن ريال منح منافسيه فرصة ذهبية لتقليص الفارق.
أما إشبيلية الجريح، رفع رصيده الى 9 نقاط في المركز الثالث عشر مع مباراة أقل، لكنها قد تشكّل حافزاً لانطلاقة جديدة لا سيما تحت قيادة مدربه الجديد دييجو ألونسو.
وقال أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي في ما بدا إنها محاولة للسخرية رغم نفيه لذلك «لقد أدى الحكم بشكل جيد، لقد قدم مباراة جيدة، وأوقف الهجمة المرتدة للاعتناء بصحة اللاعب، أعتقد أنه قدم مباراة عالية المستوى».
وتابع أنشيلوتي «أنا جاد للغاية، في نهاية المباراة سألته فقط عن سبب إنذاري».
وأكد أنشيلوتي أنه سعيد بلقاء راموس مجدداً، وأعتقد أن النتيجة كانت عادلة، وقال «كان من الرائع رؤيته وأحييه، وأتمنى له الأفضل، النتيجة بدت عادلة بالنسبة لي، في بعض الأحيان يمكن أن يحدث ذلك، لقد حاولنا، وحاول إشبيلية، وكان هذا كل ما في الأمر».
واتجهت الأنظار إلى المباراة الاولى منذ العام 2005 بين لاعب إشبيلية الجديد سيرجيو راموس «37 عاماً» وفريقه السابق ريال مدريد الذي لعب معه 16 موسماً، وأحرز العديد من البطولات المحلية والأوروبية في صفوفه، وحتى عندما تركه عام 2021 للعب في صفوف سان جيرمان الفرنسي، لم يلعب بمواجهته لأنه كان مصاباً خلال مباراتي العملاقين الإسباني والفرنسي في مسابقة دوري أبطال أوروبا في مارس 2022.
غادر راموس إشبيلية بشكل مثير للجدل إلى العاصمة الإسبانية في سن التاسعة عشرة، وهو الأمر الذي لم ينسه بعض المشجعين أبداً، رغم أن الأغلبية رحّبت بعودته بأذرع مفتوحة هذا الصيف.
كما خاض إشبيلية مباراته الأولى تحت قيادة مدربه الجديد ألونسو خليفة مينديليبار المقال من منصبه بعد البداية السيئة للفريق الأندلسي، حيث حقق فوزين فقط من أول ثماني مباريات.
وأمام حشد جماهيري غفير، جاءت أحداث الشوط الأول مليئة بالإثارة، مع إلغاء هدفين للريال، إضافة إلى كرة خطيرة للكرواتي إيفان راكيتيتش تمّ إبعادها من على خط المرمى.
وظنّ الضيوف أنهم افتتحوا التسجيل مبكراً عن طريق الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي، بعدما وصلت إليه الكرة، إثر «دربكة» داخل المنطقة، قبل أن يسدّد داخل المرمى، إلا أن هدفه الغي بداعي التسلل «4».
وبعد أربع دقائق فقط، كاد الإنجليزي المتألق جود بيلينجهام أن يعزّز غلته من الأهداف هذا الموسم من هجمة مرتدة، إلا أن الحكم كان اطلق صافرته بسبب خطأ احتسبه على فالفيردي «8».
وفي ظل وتيرة سريعة، كاد راكيتيتش أن يمنح أصحاب الارض التقدم، إلا أن كرته أبعدها كارفاخال برأسه من على خط المرمى، قبل أن يسدّد الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس كرة تصدى لها كيبا «23».
وتبادل الفريقان الهجمات في الوقت المتبقي من الشوط الأول، إلا أن سلبية النتيجة استمرت حتى الدقيقة 74، عندما سجّل ألابا هدفاً عن طريق الخطأ في مرماه، بعد تمريرة عرضية من الظهير الأرجنتيني ماركوس أكونيا، حاول إبعادها من أمام المهاجم الدولي المغربي يوسف النصيري، فتابعها بالخطأ في مرمى فريقه، وكان ردّ ريال سريعا وبعد أربع دقائق، عندما استغل كارفاخال كرة من ركلة حرة جانبية، انبرى لها الألماني توني كروس، فتابعها برأسه داخل المرمى.
وكاد راموس أن يصعق فريقه السابق بكرة رأسية، لكنّ محاولته تصدى لها كيبا في الرمق الأخير لترتطم بالعارضة «80»، وأخرى أمام المرمى، إثر ركلة حرة جانبية تابعها برأسه فوق العارضة.
وقاد جريزمان، أتلتيكو، إلى المركز الثاني مؤقتاً بتسجيله ثلاثية «هاتريك» أسهمت في فوز فريقه على حساب مضيفه سلتا فيجو المنقوص 3-0.
وسجّل الدولي الفرنسي أهدافه في الدقائق 29 ضربة جزاء، 64 و70 رافعاً رصيده من الأهداف إلى 7 في المركز الثاني خلف بيلينجهام. وتلقى سلتا فيجو ضربة موجعة بعد طرد حارسه إيفان فيلار «25»، إثر عرقلته المهاجم ألفارو موراتا، لينبري جريزمان إلى ضربة الجزاء بنجاح مانحاً فريقه التقدم قبل أن تكر سبحة أهداف الفرنسي.
ورفع «روخيبلانكوس» رصيده إلى 22 نقطة بفارق 3 عن ريال مدريد، علماً أنّ أتلتيكو يملك مباراة أقل.
وحقّق أتلتيكو فوزه الخامس تواليًا في الدوري، ليواصل انتفاضته منذ خسارته القاسية على يد فالنسيا 0-3 في المرحلة الخامسة.
وسجّل جريزمان هدفه الـ 181 في الدوري الإسباني، ليتقدم إلى المركز الخامس في قائمة أفضل هدافي «الليجا» في القرن الـ 21 والـ 16 في تاريخ الدوري منذ تأسيسه، متفوقاً على الأوروجوياني لويس سواريس «179».