عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
بعد يومٍ واحد من تلقي الأسواق الأميركية ضربتين قويتين، بإعلان ارتفاع معدل التضخم السنوي في شهر يناير الماضي إلى 7.5 %، هو الأعلى في أربعة عقود، ثم إعلان أحد أهم أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المختصة بوضع السياسة النقدية داخل بنك الاحتياط الفيدرالي، تفضيله رفع معدل الفائدة على أموال البنك واحد بالمائة بحلول شهر يوليو القادم، جاءت الضربة الثالثة لتحرم الأسهم الأميركية من إتمام ثالث أسبوع على التوالي من الارتفاعات.
وبعد انتصاف جلسة هادئة كانت كفيلة بطمأنة المستثمرين رغم مخاوف تعجيل البنك الفيدرالي رفع معدلات الفائدة والإسراع بإنهاء برامج التيسير الكمي، تحدث جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، للصحافيين ظهر يوم الجمعة، معلناً توقع البيت الأبيض قيام القوات الروسية بعمل عسكري في أوكرانيا الأسبوع القادم، لتتسبب كلماته في موجات بيع عنيفة، وتنتهي تعاملات آخر أيام الأسبوع على تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.78%، وخسارة مؤشر داو جونز الصناعي 1.43% من قيمته، وأيضاً خسارة مؤشر إس آند بي 1.9%، لتتجاوز خسائره خلال آخر يومين في الأسبوع 3.7% من قيمته، وهو ما لم يحدث في الشهور الستة عشر الأخيرة.
ووسط غبار خسائر مؤشرات الأسهم الأميركية، قفزت العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الأميركي بنسبة 4%، وعقود خام برنت بنسبة 3.3%، لتسجل أعلى سعر لها منذ شهر سبتمبر من عام 2014، متجاوزةً 94 دولاراً للبرميل، وارتفعت أسهم شركات إنتاج وتوزيع النفط في الولايات المتحدة بنسب تراوحت بين 2% - 5%، كما سنحت الفرصة لأسهم بعض شركات الدفاع الأميركية لتحقيق مكاسب، حيث قفز سهم شركة نورثورب جرومان، المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء والدفاع، 4.5%، وارتفع سهم شركة لوكهيد مارتين بنسبة 2.8%، بينما كانت أسهم شركات السياحة والطيران والفنادق أكبر الخاسرين.
من ناحية أخرى، ومع هروب المستثمرين من سوق الأسهم بعد تصاعد المخاوف الجيوسياسية المتعلقة بالموقف في أوكرانيا، تسبب اندفاع المستثمرين في الأسواق الأميركية نحو الملاذات الآمنة إلى ارتفاع سعر سندات الخزانة الأميركية (أي انخفاض العوائد المطلوبة عليها)، وارتفاع سعر الين الياباني والفرنك السويسري أمام العملات الأوروبية الأخرى، وبصورة أقل أمام الدولار الأميركي. وبعد وصول عوائد سندات الخزانة المعيارية لعشر سنوات مساء الخميس إلى 2.03% للمرة الأولى منذ عام 2019، تراجع العائد عليها في الساعات الأخيرة من تعاملات يوم الجمعة، ليسجل 1.92%.
وعلى نحو متصل، تراجعت قيمة صندوق RSX المتداول في البورصة الأميركية، والذي يقيس أداء مجموعة من الشركات الروسية بنسبة تجاوزت 7.5% خلال تعاملات يوم الجمعة، في صورة توحي بإمكانية تمدد خسائر الأسهم خارج الحدود الأميركية مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد، كما ارتفع سعر الدولار الأميركي مقابل الروبل الروسي بأكثر من ثلاثة بالمائة يوم الجمعة، ليسجل 77.28.
