شريف عادل (واشنطن)
اختتمت الأسهم الأميركية تداولات يوم الجمعة على ارتفاع، حيث تعافت وول ستريت بعد عدة أيام مضطربة، شهدت نهاية ضعيفة لعام يمضي وبداية سلبية للعام الجديد، وتراجع فيها مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك لخمسة أيام متتالية.
وبنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على ارتفاع بلغ 73.92 نقطة، أو ما يعادل 1.26%، ليصل إلى مستوى 5.942.47، بينما تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 339.86 نقطة، أو 0.8%، ليغلق عند 42.732.13، فيما ارتفع مؤشر ناسداك بمقدار 340.88 نقطة، أو ما يعادل 1.77%، ليصل إلى 19.621.68.
وكانت أسهم التكنولوجيا نقطة مضيئة في تعاملات يوم الجمعة، إذ قفزت أسهم شركة إنفيديا، مصنعة رقائق الحاسب الآلي بنسبة 4.7%، بينما ارتفعت أسهم شركة سوبر مايكرو كومبيوتر المصنعة للخوادم بنسبة 10.9%.
واستفادت أسهم أخرى من استمرار الإنفاق السخي على برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما كان الحال بالنسبة لشركتي Constellation Energy وVistra، اللتين ارتفعت أسهمهما بنسبة 4% و8.5% على التوالي، حيث أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الجمعة أنها ستنفق 80 مليار دولار على مراكز بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال السنة المالية 2025، مما أدى إلى تعزيز منتجي الطاقة بسبب هذا الاتجاه.
وكان ارتفاع الأسهم الأميركية يوم الجمعة واسع النطاق، لكن بعض أفضل الأسهم أداءً كانت أيضاً من أكبر الرابحين خلال موجة الصعود في العام الماضي.
وقال جيريمياه باكلي، مدير المحافظ في شركة Janus Henderson Investors، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: «محركات النمو الهيكلي التي كانت تدفع نمو الأرباح ومكاسب السوق على مدار العامين الماضيين لا تزال على أرضية قوية، وأعتقد أنها ستستمر في دفع تلك المكاسب في الأرباح».
وأنهت ارتفاعات يوم الجمعة سلسلة خسائر استمرت خمسة أيام لمؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500، لكنها لم تكن كافية لجعل المؤشرات الرئيسية رابحة على مستوى الأسبوع، حيث أنهاه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بانخفاض 0.48%، بينما خسر مؤشر داو جونز الصناعي نسبة 0.60%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.51%.
وعكس الأداء السيئ في الأيام الأخيرة تخلف «رالي سانتا كلوز» عن التحقق، وهو الذي يقصد به المكاسب التي تحققها الأسهم في آخر خمسة أيام تداول من العام وأول يومين من العام الجديد.
وهدأت سوق الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة من عام 2024، ولكن المؤشرات لا تزال قريبة نسبياً من أعلى مستوياتها على الإطلاق، في أعقاب عام قوي لوول ستريت.
وقال مارك هاكيت، كبير استراتيجيي السوق في شركة Nationwide Financial، في مذكرة:
«بشكل عام، هذه الأيام عادةً ما تكون عندما يتراجع الناس إلى الخطوط الجانبية بعد أربعة أسابيع كانت صعبة جداً. وحقيقة أن يوم الجمعة شهد أداءً قوياً للأسهم ربما تعني أن هذا نوع من التماسك المنظم، وليس بداية لفترة مؤلمة للغاية».
ومن ناحية أخرى، أثرت الأخبار القادمة من واشنطن العاصمة على تحركات بعض الأسهم الفردية يوم الجمعة، حيث انخفضت أسهم شركة U.S. Steel بنسبة 6.5% بعد أن قال الرئيس جو بايدن إنه سيمنع الاستحواذ المقترح من قبل شركة Nippon Steel، كما تراجعت أسهم الكحول والبيرة بعد أن أصدر الجراح العام للولايات المتحدة تحذيراً بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة باستهلاك الكحول، حيث انخفضت أسهم شركة Molson Coors، هي واحدة من أكبر شركات تصنيع البيرة والمشروبات الكحولية في العالم، بنسبة 3.4%.