الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار المنتجات والسلع بفعل نقص «الرقاقات»

مصنع ابلايد ماتيريالز الأميركي للرقاقات (أرشيفية)
5 يونيو 2021 02:53

حسونة الطيب (أبوظبي)

بينما تؤدي تداعيات نقص أشباه الموصلات، لتراجع الإنتاج من سامسونج إلى فورد، بدأ شبح ارتفاع أسعار المستهلك يلوح في الأفق القريب. 
ويواجه المستهلكون، ارتفاعاً في أسعار السلع ونقصاً في المنتجات من التلفزيونات والهواتف المحمولة، إلى السيارات ومنصات الألعاب، في الوقت الذي يتزايد فيه نقص الرقاقات حول أرجاء العالم المختلفة. 
واستمر النقص في هذه الرقاقات التي تعمل بمثابة العقل، لكل جهاز إلكتروني في العالم، منذ السنة الماضية. 
وتمثلت المشكلة في بدايتها، في التأخير المؤقت في الإمدادات، عندما تم إغلاق المصانع بسبب انتشار وباء كورونا. لكن ورغم أن الإنتاج يوشك على العودة للمستويات العادية، تعني الزيادة الجديدة في الطلب مدفوعة بتغيير العادات الناجمة عن الوباء، الوصول لنقطة الأزمة.

جملة عوامل 
وأسهمت جملة من العوامل في زيادة الطلب مثل، استثمار شركات صناعة السيارات بكثافة في السيارات الكهربائية التي تعتمد على التقنيات الحديثة وانتعاش مبيعات التلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر المنزلية، وإطلاق منصات الألعاب الجديدة وأجهزة الهاتف النقال التي تعتمد في تشغيلها على تقنية 5 G.
ولم تسلم من تداعيات هذا النقص حتى شركة آبل، أكبر مشتر لأشباه الموصلات في العالم، بمشتريات تصل لنحو 58 مليار دولار سنوياً، حيث أُجبرت الشركة على تأخير إطلاق هاتفها آيفون 12 بشهرين من موعده الأصلي في السنة الماضية، بحسب ذا جارديان.

العرض والطلب
وقال نيل كامبلينج، المحلل الإعلامي والتقني في مجموعة ميراباود المالية العالمية في جنيف: «تمثل الرقاقات كل شيء تقريباً، حيث تطل عاصفة من عوامل العرض والطلب في الوقت الحالي. وفي حقيقة الأمر، يوجد مستوى جديد من الطلب، يصعب الإيفاء به، حيث يواجه الجميع الأزمة التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم».
وقامت فورد مؤخراً، بإلغاء بعض نوبات العمل في اثنين من مصانعها، معلنة عن إمكانية تراجع الأرباح بنحو 2.5 مليار دولار هذه السنة، نتيجة لنقص الرقاقات، بينما عطلت نيسان بعض خطوط الإنتاج في مصانعها في كل من المكسيك وأميركا. كما ذكرت جنرال موتورز، أن أرباحها ربما تتعرض لتراجع قدره 2 مليار دولار. 

نقص المخزون
وأعلنت سوني مؤخراً، التي تعاني بجانب شركات أخرى تعمل في صناعة منصات الألعاب، من نقص في مخزون الرقاقات، أنها ربما تخفق في تحقيق مبيعاتها المستهدفة للبلاي ستيشن 5 هذه السنة، بسبب شح أشباه الموصلات. كما تتوقع مايكروسوفت، استمرار هذه الأزمة على صعيد جهاز أكس بوكس، حتى النصف الثاني من السنة الحالية.
ربما من أكثر الأمثلة التي تدل على أزمة أشباه الموصلات تتجسد في شركة سامسونج، ثاني أكبر مشتر للرقاقات في العالم بعد آبل. 
وأعلنت الشركة مؤخراً، عن نيتها تأجيل إطلاق النسخة الجديدة من هاتف جالاكسي نوت، بسبب النقص في أشباه الموصلات، رغم أن الشركة هي ثاني أكبر منتج لها في العالم.  ويبدو الأمر غريباً، حيث تقوم سامسونج ببيع 56 مليار دولار من الرقاقات للآخرين، وتستهلك هي بما يساوي 36 مليار دولار، ثم تلجأ لتأجيل طرح أحد منتجاتها بسبب نقص هذه الرقاقات. 

تراجع الطلبيات
وجدت شركات صناعة السيارات، التي تراجعت فيها طلبيات الرقاقات عندما تراجعت مبيعات السيارات في السنة الماضية، نفسها في ذيل قائمة الانتظار لطلبياتها الجديدة. وتقدر المشتريات السنوية الكلية لقطاع السيارات العالمي، بنحو 37 مليار دولار من أشباه الموصلات، منها 4 مليارات دولار لكل من تويوتا وفولكس فاجن. ويبدو أن أزمة الرقاقات ستستمر لبعض الوقت، وربما تتطلب سنتين على الأقل، لعودة المصانع التي تقوم بإنتاج الرقاقات عالية التقنية، لمستوياتها السابقة، في الوقت الذي تعمد فيه هذه المصانع لزيادة الأسعار للمرة الثانية في غضون أقل من سنة. 
ولا شك في أن تأثير ذلك سيطال المستهلك النهائي، حيث من المرجح ارتفاع أسعار السيارات والهواتف النقالة. كما ليس من المتوقع أن يكون سعر جهاز آيفون هذه السنة أقل من سابقتها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©