الثلاثاء 22 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 24 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عيادة للتخلص من إدمان الأطفال الأجهزة الإلكترونية في أبوظبي

عيادة للتخلص من إدمان الأطفال الأجهزة الإلكترونية في أبوظبي
13 ابريل 2025 01:01

هدى الطنيجي (أبوظبي) 
افتتح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومستشفى ياس كلينك، مؤخراً، عيادة متخصصة للتخلص من إدمان الأطفال الأجهزة الإلكترونية، وذلك في خطوة فريدة من نوعها في المنطقة. 
وتأتي هذه العيادة الحديثة من نوعها في ظل كثرة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية بين فئة الأطفال، حيث باتت إحدى المشكلات التي تواجه المجتمع والأسر على وجه الخصوص، لذا تقدم العيادة فرصة لعلاج تلك الظاهرة التي تواجه الأجيال الناشئة للحفاظ على صحتهم وبناء مجتمع أكثر صحة. 

 

حلول مبتكرة 
قالت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مستشفى ياس كلينك ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «إن هذه العيادة تمثل نموذجاً حياً لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة التغيير في القطاع الصحي، من خلال تبني حلول مبتكرة للتحديات الصحية الناشئة مثل الإدمان الرقمي، والذي يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على الصحة النفسية والجسدية للأجيال القادمة، ونحن في الإمارات نؤمن بأن الاستثمار في الصحة هو استثمار في مستقبل الوطن، وهذا البرنامج يأتي تماشياً مع الرؤية الاستراتيجية للدولة في تعزيز الابتكار في الرعاية الصحية وبناء مجتمع أكثر صحة وسعادة». 
وأضافت: «نسعى من خلال، مثل هذه المبادرات إلى المساهمة في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للرعاية الصحية الذكية، التي لا تقتصر على علاج الأمراض التقليدية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى مواكبة التحديات العصرية بأساليب علمية متطورة، تعكس الريادة في مجال الطب الوقائي والرعاية الشاملة، وكمستشفى متخصص ويضم قسماً كبيراً لأمراض الأطفال في منطقة حيوية بالقرب من عدد كبير من المدارس والمناطق السكنية، ويديره أطباء أطفال من مختلف التخصصات الدقيقة اللازمة لدعم هذا البرنامج الشامل، أتى قرار إطلاق هذه العيادة في مستشفى (ياس كلينك مدينة خليفة)، والتي لاقت اهتماماً كبيراً من الأهالي». 

برنامج متكامل 
من جانبه، قال الدكتور دينيش بانور، استشاري ومدير قسم طب الأطفال في مستشفى ياس كلينك - مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «لاحظنا تغيراً كبيراً في سلوكيات الأطفال بعد جائحة (كورونا)، حيث أصبح الكثيرون يعانون صعوبة في التركيز، وزيادة في العدوانية، وتأخر في النطق، بل حتى ظهور مشكلات في النظر بسبب الإفراط في استخدام الشاشات». وأضاف: تقدم العيادة برنامجاً متكاملاً تحت اسم «ديجيتال ديتوكس» يهدف إلى مساعدة الأطفال على التخلص التدريجي من إدمان الأجهزة الإلكترونية، ويعتمد البرنامج على عدة مراحل، تشمل مرحلة التقييم الأولي التي تضم جلسات متخصصة مع استشاري أمراض الأطفال وأولياء الأمور والطفل، لتحليل أنماط استخدام الطفل للشاشات وتقييم تأثيرها على مختلف جوانب حياته اليومية. ثم ينتقل إلى مرحلة العلاج السلوكي التي تهدف إلى مساعدة الطفل على استعادة توازنه النفسي، وإعادة توجيه طاقته نحو أنشطة بديلة تعزز نموه وتطوره، من خلال عدد من جلسات مع اختصاصية علاج نفسي حركي أو مختصة بالعلاجات من خلال اللعب. أما المرحلة الثالثة، فتركز على الفحوص والمتابعة الطبية لمعالجة الآثار الجسدية الناجمة عن إدمان الشاشات، مثل آلام الرقبة والظهر وتوازن المشي من خلال فحص Ex-Body، ومشكلات جفاف العينين والنظر، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية، مثل مشاكل النوم، والتي تتضمن استشارة مع طبيب الأمراض التنفسية للأطفال، وزيادة الوزن والتي تشمل استشارات مع اختصاصية التغذية للأطفال.
نصائح  
أكد الدكتور بانور أن هناك مؤشرات تحذيرية عدة ينبغي للأسر مراقبتها بدقة، حيث يظهر الطفل المدمن للأجهزة الإلكترونية سلوكيات مقلقة، تتمثل في التمسك الشديد بالهاتف أو الجهاز الإلكتروني، ورفض التخلي عنه حتى لفترات وجيزة، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في اهتمامه بالأنشطة التي كان يفضلها سابقاً كاللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة، كما قد تظهر عليه نوبات من السلوك العدواني والعنيف عند محاولة حرمانه من استخدام هذه الأجهزة. 
وقدم الدكتور بانور للأسر نصائح عملية لمساعدة أطفالهم في التغلب على إدمان الأجهزة الإلكترونية، حيث يؤكد على أهمية أن يكون الوالدان قدوة حسنة من خلال تقليل استخدامهما للهواتف الذكية أمام أطفالهما، مع ضرورة تخصيص أوقات عائلية خالية تماماً من الشاشات الإلكترونية، وخاصة أثناء وجبات الطعام واللقاءات العائلية. كما ينصح الدكتور بضرورة تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية التفاعلية كالألعاب الجماعية والرياضات المختلفة، مع التأكيد على فاعلية استخدام التطبيقات الذكية لمراقبة وضبط الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الأجهزة الإلكترونية، مما يسهم في تحقيق التوازن الرقمي الصحي للأسرة بأكملها.
وأكد أن افتتاح هذه العيادة في أبوظبي، إدراكاً لخطورة المشكلة وضرورة التحرك السريع لمواجهتها، حيث إن الأطفال هم أساس المستقبل، وحمايتهم من الآثار السلبية للتكنولوجيا مسؤولية مشتركة بين الأسر والمؤسسات التعليمية والجهات الصحية، وقال: «إننا في تواصل مستمر مع العديد من المدارس لنشر الوعي عن مخاطر الإدمان للأجهزة الإلكترونية بين الأهالي والأطفال والطاقم التعليمي، حيث إن الوقاية تبدأ بالوعي، وكل خطوة صغيرة نخطوها اليوم قد تُحدث فرقاً كبيراً في حياة أطفالنا غداً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض