هدى الطنيجي (أبوظبي)
يعد سرطان القولون السبب الرئيس الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان حول العالم، ونسبة41 في المئة من مصابي سرطان القولون والمستقيم في دولة الإمارات، تقل أعمارهم عن 40 عاماً، وفي المراحل المتقدمة يظل من دون أعراض ويمكن أن تبدأ علامات الظهور مع تطور ونمو الورم.
وقالت د. سارة البستكي استشارية جراحة القولون والمستقيم في مستشفى ميدكلينك: من الناحية العلمية، ركز مؤتمر الإمارات الدولي لجراحة القولون والمستقيم في النسخة الثانية المقام في أبوظبي على التقنيات الحديثة وأحدث مستجداتها في علاج السرطان، بما في ذلك الجراحة الروبوتية وتطبيقاتها الحديثة، كما تمت مناقشة كيفية بناء مراكز روبوتية لعلاج السرطان وتطور هذا المجال في الدولة بشكل عام، حيث إن، دولتنا تمتلك إمكانات تكنولوجية والموارد البشرية والمادية اللازمة لعلاج معظم الحالات السرطانية بكفاءة عالية، مما يقلل من الحاجة للسفر للعلاج في الخارج.
وتحدثت عن التطورات في علاج سرطان القولون والمستقيم،التي تشمل تقنيات جديدة للجراحة مثل الجراحة بالمنظار والروبوتية التي تعزز الدقة وتقلل من آثار الجراحة، ومن الضروري أن كل مريض مصاب بالورم السرطاني في القولون وقبل بدء العلاج يجب أن تتم مناقشة حالته في الاجتماع المتعدد التخصص في الأورام السرطانية للقولون والمستقيم لضمان تقديم أفضل رعاية للمريض ويشمل هذا الاجتماع فريقاً متخصصاً يضم أطباء الأورام وجراحي القولون والمستقيم وأطباء الإشعاع، يعمل هؤلاء الأطباء والمتخصصون معاً لوضع خطة علاج شاملة وفقاً لاحتياجات كل مريض ومرحلة المرض.
وأضافت: 41 بالمئة من مصابي سرطان القولون والمستقيم في الإمارات، تقل أعمارهم عن 40 عاماً، والخبر السار، أن سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر الأورام السرطانية التي يُمكن الوقاية منها، حيث يتم علاج ما يصل إلى 90 بالمئة من الحالات التي يتم اكتشافها مبكراً بنجاح.
وذكرت أن سرطان القولون هو السبب الثاني الأكثر شيوعاً لدى كلا الجنسين في الدولة ومعدل انتشاره تصل 12بالمئة ويصيب مليوني شخص في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تشخيص شخص واحد كل 15 ثانية.
المسببات
من جانبه، قال د. فاضل شبيب استشاري وأستاذ الجراحة العامة وجراحة القولون والمستقيم في مستشفى ميدكلينك: «إن المسببات الرئيسة لتطور سرطان القولون والمستقيم غير معروفة، ولكن خطر الإصابة بالمرض يزيد مع التقدم في العمر
وتشمل عوامل الخطر الأخرى أمراض الأمعاء الالتهابية مثل: مرض التهاب القولون التقرحي ووجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو سلائل القولون والمستقيم وطفرات ومتلازمة وراثية مثل داء البوليبات الغدي العائلي (FAP) أو سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير البوليبي متلازمة لينش.
وذكر أن عوامل نمط الحياة التي قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تشمل نقصاً في النشاط الجسدي واتباع نظام غذائي منخفض في الفواكه والخضراوات، واتباع نظام غذائي منخفض الألياف وعالي الدهون، أو نظام غذائي غني باللحوم المصنعة والوزن الزائد والسمنة وشرب الكحول والتدخين.
وقال: « لا يُظهر السرطان في كثير من الأحيان أي أعراض حتى يصل إلى مراحل لاحقة، منها أعراض وعلامات مثل وجود دم في البراز الإمساك أو الإسهال وآلام البطن والانتفاخ وفقدان الوزن غير المقصود وغيرها».
وتحدث عن الاختبارات التشخيصية منها: اختبار البراز للبحث عن الدم الخفي (المخفي) في البراز والاختبار القياسي الذهبي للكشف عن سرطان القولون في المراحل المبكرة هو تنظير القولون، وأقترح بشدة على كل شخص فوق سن الأربعين أن يقوم بالكشف عن سرطان القولون لأن اختبار الفحص القياسي الذهبي هو تنظير القولون يساعد في اكتشاف الأورام الحميدة الصغيرة والتي عند إزالتها مبكراً، ستقلل من تحول السرطان. وذكر أن التقدم في العلاج الجراحي لسرطان القولون خلال السنوات الماضية هائل.. لقد ساعد فهم بيولوجيا السرطان وسلوكه على تحسين وتصميم تقنيات جراحية أكثر تحديداً لإزالة السرطان أو السلائل في وقت مبكر، مثل الجراحة بالمنظار، واستخدام الجراحة بمساعدة الروبوت مع الذكاء الاصطناعي، كما أصبحت هناك قدرة على تصميم العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي ونظام العلاج المستهدف والمناعي للقضاء على الخلايا السرطانية وقتلها بشكل فعال.
الوقاية والعلاج
بدوره، قال الدكتور ذاكر محمد استشاري جراحة القولون والمستقيم المدير الطبي الإقليمي لمجموعة « إن أم سي للرعاية الصحية»، دبي: يعد سرطان القولون (والمستقيم) أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تشخيص نحو 1.9 مليون حالة جديدة سنوياً.
ويصيب الرجال والنساء على حد سواء، ومن طرق التشخيص اختبار الدم الخفي، حيث تنصح دولة الإمارات بذلك بدءاً من سن 40 عاماً، كل عامين، بالإضافة إلى تنظير القولون الذي يتيح التصور المباشر للقولون والقدرة على أخذ خزعة من المناطق المشبوهة وتصوير القولون بالأشعة المقطعية (تنظير القولون الافتراضي) حيث يستخدم التصوير المقطعي المحوسب لإنشاء صور للقولون.
وأشار إلى أهمية اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وقليل من اللحوم الحمراء والمصنعة وإجراء فحص سرطان القولون بدءاً من سن الأربعين، وذلك باستخدام تنظير القولون أو اختبار الدم في البراز وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التدخين.
دعامة أساسية
أشار دكتور ذاكر محمد إلى أن الجراحة تظل هي الدعامة الأساسية لعلاج سرطان القولون ويتم استخدام العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي قبل الجراحة أو بعدها بشكل متزايد ويحقق نتائج جيدة، وتقنيات الجراحة طفيفة التوغل، مثل الجراحة بالمنظار أو الجراحة بمساعدة الروبوت، والتي يمكن أن تؤدي إلى أوقات تعاف أسرع ومضاعفات أقل، والعلاج الواعد العلاج المناعي بالأدوية التي تساعد الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، وقد تبين أن نوعاً معيناً من المستقيم يمكن علاجه بنسبة 100بالمئة بهذا العلاج الجديد.
ولفت إلى أن سرطان القولون والمستقيم يعد في دولة الإمارات من بين أكثر خمسة أنواع من السرطان شيوعاً، مع زيادة معدل الإصابة به بسبب تغيرات نمط الحياة وأكثر من ذلك بين السكان الأصغر سناً. ومع ذلك، فإن الاكتشاف المبكر وتحسين العلاج أسهما أيضاً في تحقيق نتائج أفضل.