إبراهيم سليم (أبوظبي)
أعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانية، أمس، أسماء المكرمين بجائزتها للعام 2024، حيث يشترك في الجائزة كل من الجمعيتين الإسلاميتين في إندونيسيا جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، وجراح القلب المصري الشهير عالمياً السير مجدي يعقوب، والقائدة المجتمعية الأخت نيللي ليون كوريا من تشيلي.
تم اختيار المكرمين لهذا العام من قبل لجنة تحكيم مستقلة، اختارتهم بناءً على جهودهم الاستثنائية في مواجهة التحديات المجتمعية المعقدة والتشجيع على التعايش السلمي والتكافل بين الناس على المستوى المحلي والدولي. وسيتم تكريم الفائزين بالجائزة، خلال مراسم التكريم الذي يقام يوم 5 فبراير 2024 في صرح زايد المؤسس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
جمعيتان إسلاميتان في إندونيسيا
تم اختيار جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، أكبر جمعيتين إسلاميتين في إندونيسيا، وتضمان أكثر من 190 مليون عضو، لجهودهما الإنسانية القيمة ومساعيهما لنشر السلام. فقد نجحت الجمعيتان في تحسين حياة عدد لا يحصى من الإندونيسيين والفئات المجتمعية الضعيفة في جميع أنحاء العالم، من خلال إنشاء المؤسسات التعليمية والمستشفيات، ومشاريع التخفيف من حدة الفقر.
جراح القلب مجدي يعقوب
ويتم تكريم جراح القلب صاحب الشهرة العالمية الواسعة، البروفيسور السير مجدي يعقوب، تقديراً لجهوده في تمكين الرعاية الطبية لإنقاذ حياة من هم في أمسِّ الحاجة إليها، بما في ذلك الفئات المجتمعية الأضعف. وبصفته مؤسس مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في مصر، ومنظمة سلسلة الأمل الخيرية في المملكة المتحدة، ساعد الدكتور يعقوب في إنقاذ آلاف الأرواح، خاصة الأطفال. وقد افتتح مراكز للقلب في إثيوبيا وموزمبيق، ويجري حالياً إنشاء مركز في كيغالي برواندا. يشار إلى أن تقنياته الجراحية الرائدة أحدثت ثورة في زراعة القلب، وقد حصل على العديد من الأوسمة، بما في ذلك وسام الفروسية البريطاني، ووسام النيل الكبير، ووسام الاستحقاق من الملكة إليزابيث الثانية.
«الأم نيللي»
أما نيللي ليون كوريا - المعروفة باسم «الأم نيللي»- فهي الرئيس والمؤسس المشارك لمؤسسة Fundación Mujer Levántate (مؤسسة المرأة الصامدة)، وهي منظمة غير حكومية تركز على تقديم الدعم الشامل للسيدات السجينات، وذلك اعتباراً من فترة وجودهن في السجن، وحتى مرور عام على إطلاق سراحهن حتى يتمكن من بناء حياة جديدة والاندماج مجدداً في مجتمعاتهن. تنطلق أعمال المؤسسة من منظور الأخوة الإنسانية، حيث تدير مأوى مؤقتاً للسجينات اللاتي ليس لديهن مكان يذهبن إليه عندما يتم إطلاق سراحهن. ومن الجدير بالذكر أن أربعة وتسعين بالمائة من المشاركات في برامج الأخت نيللي لا يواجهن إدانات جديدة، خلال عامين من إطلاق سراحهن من السجن.
قيم الأخوة الإنسانية
وقال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوّة الإنسانية: «تزامناً مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، نتشرف بتكريم ثلاثة من الأفراد والجهات التي تمثل تجسيداً حقيقياً لقيم الوثيقة. ويسر جائزة زايد للأخوة الإنسانية أن تعلن أسماء المكرّمين لهذا العام ممن جسدوا قيم الأخوة الإنسانية ليكونوا منارة للأمل في مجتمعاتهم، حيث اتبع كل منهم رؤية نبيلة تسعى إلى عالم أكثر سلاماً. وسنحرص على أن يكون هذا التكريم دافعاً لهم لمواصلة وتسريع جهودهم كلٌ في مجاله».
وقد سُميت جائزة زايد للأخوة الإنسانية باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيب الله ثراه، والذي عُرف بجهوده الإنسانية، وتفانيه في مد يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.
سيتم بث مراسم التكريم الاثنين 5 فبراير في تمام الساعة 7 مساء على قنوات التلفزيون المحلية، وعلى قناة يوتيوب الخاصة بجائزة زايد للأخوة الإنسانية.
وتم عقد مؤتمر صحفي للإعلان عن الفائزين، بحضور المكرمين السير مجدي يعقوب وممثلي الجمعيتين الإندونيسيتين، ونيللي، وتحدث السير مجدي يعقوب عبر بث مباشر من القاهرة، أعرب عن تقديره للجائزة وأهميتها الداعمة والمحفزة للعاملين في مجال خدمة المجتمعات، معرباً عن تقديره لدولة الإمارات وجائزة الأخوة الإنسانية.
وقال يعقوب «نسعى لتقديم العناية الطبية بأعلى مستوى وكرامة إنسانية، وستستخدم الجائزة للعناية بالمواهب بالمنطقة لتعزيز الجهود واستدامتها، إذ إن هناك حاجة للعناية بالمواهب والارتقاء بقدراتهم، للتخفيف من الآلام التي تعاني منها المجتمعات، وتقديم الخدمات الطبية للجميع من دون تمييز وهي روح جائزة زايد للأخوة الإنسانية».
وأضاف يعقوب «الجائزة تعطي دفعة مهمة لمواصلة العمل الإنساني، وكل الناس أمة واحدة، الجائزة تحفزنا للعمل والاستمرار في العمل.. ما زلنا نرى الكثير من أوجه البؤس في هذا العالم، ولا بد من الإنصات لصوت الإنسانية، وتقديم الدعم لمن يحتاجونه، والتكريم هو مصدر إلهام وتحفيز وتشجيع المؤسسات والأفراد لاستدامة عمل الخير، سواء لنا أو لغيرنا.. الجائزة هي احتفاء بالعمل الإنساني وتقديره، ونأمل أن تكون الجائزة محفزة وخلق مستقبل أفضل».
وقال الجراح العالمي مجدي يعقوب «يجب أن نعمل بإصرار وإيمان بما نقوم به، وعدم التوقف عن مواجهة التحديات، ودعا إلى الاستمرارية وعدم التوقف عن مواجهة التحديات، والإصرار على التغلب عليها وضرورة الالتزام بالتواضع وعدم الشعور بالتكبر أو الفخر، فبالتواضع نستطيع أن نقدم الخدمة الاجتماعية وضمان استمراريتها».
من جانبها قالت نيللي: «إن على الجميع أن يتطلع لحاجات الإنسان ويلبي احتياجاته، سواء من قبل أشخاص أو مؤسسات، لأن هناك من وجد نفسه في عوز واحتياج، ولا بد من التعاون بين الأفراد والمؤسسات والحكومات».
وقالت نيللي: «إن الجائزة مصدر إلهام لنا وتقدير لما تقوم به المؤسسة، وتحفيز لنا كداعمين لهؤلاء النسوة حتى داخل السجون، لأن تقوية وإنقاذ سيدة هو إنقاذ لأسرة، وبالتالي للمجتمع، وأحدثت الجائزة فارقاً بالنسبة لنا ولعملنا، ونعد باستمرار عملنا من أجل الإنسانية.. ونحتاج إلى مزيد من دعم النساء، وفهم قصص النساء، ومحاولة إيجاد حلول ودعم لهن، أساس عمل المؤسسة».
وتابعت «ما زلنا نرى الكثير من أوجه البؤس في هذا العالم، ولا بد من الإنصات لصوت الإنسانية، وتقديم الدعم لمن يحتاجونه، والتكريم هو مصدر إلهام وتحفيز وتشجيع للمؤسسات والأفراد لاستدامة عمل الخير، سواء لنا أو لغيرنا». وقال ممثل نهضة العلماء، أكبر منظمة عالمية: «نود التعبير عن خالص شكرنا وتقديرنا لمحكمي الجائزة، ولها أهمية خاصة لجمعيتي نهضة العلماء، والمحمدية، ونرى أننا ركائز في إندونيسيا، وندير العديد من الأعمال الخيرية من تعليم وصحة وغير ذلك». وأكد أن الجائزة هي احتفاء بالعمل الإنساني وتقديره، ونأمل أن تكون الجائزة هي تعريف للعالم بما نقوم به، وخلق مستقبل أفضل.