أبوظبي (الاتحاد)
أكد مشاركون في مزاينة رزين، المحطة الثانية في مهرجان الظفرة بدورته الـ 17، أن أجواء الشتاء تزينها مجالس العِزب والتي يعززها مهرجان الظفرة في كل عام ضمن موسم أبوظبي لمزاينات الإبل، إذ تمتلئ المجالس يومياً بمُلاك الإبل والضيوف من مختلف مناطق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال أحمد إبراهيم خليل سيف القبيسي، أحد مُلاك الإبل، إن المجالس تعد واحدة من أهم مفردات التراث، ويتمسك بها أبناء المجتمع طوال العام، ولكنها تنشط بالتزامن مع مهرجان الظفرة، وسط أجواء الشتاء المميزة في دولة الإمارات، والتي يصاحبها تلاقي أبناء الإمارات من مخلف المناطق، واستقبال إخوانهم من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف حمد محمد مبارك سعيد الأحبابي، مالك إبل، أن المجالس في بيوت الشعر والخيام والعزب المنتشرة في بر أبوظبي، يتعزز دورها في مهرجان الظفرة كل عام، مؤكداً حرصه على اصطحاب أبنائه (كباراً وصغاراً) ليتعلموا السنع الإماراتي، من معاني احترام الكبير وتوقيره، وقيمة العمل، ومفاهيم التراحم، والاحتفاء بالضيف وإكرامه، وآداب الحوار والإصغاء، وغير ذلك الكثير.
وأوضح عمر بن قاسم العامري أن المثل الشعبي «المجالس مدارس» لم يأت من فراغ، إذ تلعب المدارس دوراً بارزاً في تكوين شخصية الأفراد، وتعلمهم السنع والعلوم الاجتماعية مثلما يتعلمون من المدارس مختلف العلوم، مضيفاً أن من المجالس نهلنا خبرات الآباء والجداد، وورثنا القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، ومنها سنع الضيافة والكرم، وكذلك فنون إعداد القهوة العربية وتقديمها، وغير ذلك من المعارف، إلى جانب القصص والحكايات ومناقشة أمور الحياة اليومية، والالتقاء بالأخوة والأصدقاء من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
وتوجّه سليم بالنوه المنهالي، مالك إبل وإعلامي، بالشكر إلى القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وجهودها الرامية لتعزيز دور المجالس على مدار العام واستدامتها للأجيال القادمة، وكذلك دعمها غير المحدود لمشاريع صون التراث بشكل عام، ومهرجان الظفرة على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن مهرجان الظفرة يعتبر وجهة أبناء الخليج العربي وملتقاهم السنوي، وأصبح المشاركون من أبناء الإمارات يستعدون في كل عام لتجهيز عزبهم ومجالسها من أجل استقبال الضيوف، والترحيب بهم في إمارة أبوظبي.
وتمثل المجالس الشعبية جزءاً مهماً في تراث دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ولها أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية، إذ تمثل جانباً من مظاهر التكافل والتواصل وعادات الضيافة والكرم، ويتناقش فيها الحضور أمور حياتهم، ويتناقلون الأخبار والحكايات، وتجسد مجموعة من القيم والعادات والتقاليد التي يتوارثها أبناء الإمارات جيلاً بعد آخر، ويشار إلى المجلس في الإمارات بأسماء عدة، منها (الميلس، البرزة، المرمس).
يذكر أن «المجلس» أدرج ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، منذ ديسمبر 2015 من خلال ملف مشترك تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان ودولة قطر، إذ يعكس ذلك ما يحظى به المجلس من قيم اجتماعية، وباعتباره عنصراً مهماً من عناصر التراث.