إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكدت هيئة الزراعة والسلامة الغذائية في إمارة أبوظبي انتهاجها ثقافة المكافحة المتكاملة لآفات النخيل، ومن بينها سوسة النخيل الحمراء والتي تشهد نشاطاً خلال تلك الفترة من «مايو إلى يونيو»، وحثت المزارعين على أهمية العناية بالمصائد الفرمونية والضوئية في مزارع النخيل، وضرورة المحافظة عليها، وصيانتها بصورة منتظمة، لضمان فاعليتها في نظام الإدارة المتكاملة لآفات النخيل، مؤكدة أهمية هذه المصائد في القضاء على سوسة النخيل الحمراء وغيرها من الآفات التي تصيب أشجار النخيل. ولفتت الهيئة إلى أنها تهدف إلى تعزيز الأمن الحيوي وتطوير منظومة العمل في قطاع الزراعة والغذاء بإمارة أبوظبي، بعد أن أثبتت المصائد الفرمونية والضوئية، فعاليتها في مكافحة آفات النخيل، حيث تمثل المصائد الفرمونية وسيلة فعالة في مكافحة سوسة النخيل الحمراء، بينما تعد المصائد الضوئية طريقة مثلى لاصطياد حشرتي حفار عذوق النخيل، وحفار ساق النخيل ذوي القرون الطويلة، مما يقلل من فرص إصابتها لأشجار النخيل وحماية البيئة وتقليل استخدام المبيدات، وبالتالي فإن التزام أصحاب المزارع بتشغيل وصيانة هذه المصائد يعزز من كفاءة زراعة النخيل وإنتاج التمور.
المصائد الفرمونية
ولفتت الهيئة إلى أن برنامج الإدارة المتكاملة لآفات النخيل الذي تطبقه في مزارع إمارة أبوظبي، يحقق إنجازات كبيرة في السيطرة على الآفات والحشرات التي تصيب أشجار النخيل، حيث ساهمت المصائد الفرمونية في التخلص من 10 ملايين حشرة من سوسة النخيل الحمراء منذ بدء تطبيق البرنامج عام 2013، وهي واحدة من الآفات الحشرية الخطيرة التي تهاجم أشجار النخيل، وتمثل تهديداً مباشراً لمنتجي التمور، إذ أنها تهاجم جذع النخلة من خلال الطور اليرقي الناتج من بيض الحشرة الذي تضعه في قواعد الكرب والشقوق وأماكن إزالة الرواكيب في حال لم يتم تعفيرها، وتعمل هذه اليرقات على التهام الجذع من الداخل وتدهور صحة الشجرة ونهايتها في حال عدم وجود العناية اللازمة من قبل المزارع، في حين أن الالتزام بتشغيل هذه المصائد ومتابعة صيانتها بشكل دوري يحول دون تهديد أشجار النخيل وإنتاج التمور.
ودعت أصحاب المزارع إلى الالتزام بتشغيل وصيانة المصائد الفرمونية والضوئية والمحافظة عليها في وضع جيد، و«بالنسبة للمصائد الفرمونية يجب متابعة تغيير الفرمون والغذاء بشكل دوري مرة كل شهر، كما يجب إضافة الماء كلما دعت الحاجة إلى ذلك لتجنب جفاف المصيدة، أما بالنسبة للمصائد الضوئية فينصح بوضع المصيدة في منتصف المزرعة، وتوصيلها بمصدر كهرباء ثابت وتشغيلها بعد غروب الشمس إلى ما قبل شروقها، مع مراعاة التحقق من أن المصباح مضاء طوال هذه الفترة ودرج المصيدة محكم الإغلاق».
أخطر آفات النخيل
وسوسة النخيل الحمراء، تعتبر من أخطر آفات النخيل فتكاً وضرراً، وتهاجم جميع أصناف النخيل، وتصيب الأشجار طول العام، ولكن تنشط في فترتي مايو - يوليو، ونوفمبر - يناير، وسبب خطورة الآفة، أن لديها القدرة على التنقل المسافات كبيرة، تضع الأنثى حوالي 200 - 300 بيضة، وكذلك صعوبة اكتشاف الإصابة، وسرعة الضرر الذي تحدثه اليرقة في جذع النخلة، وصعوبة مكافحة الآفة.
وتنفذ الهيئة من أجل ذلك مفهوم الإدارة المتكاملة للآفات، وهي استراتيجية استخدام جميع الوسائل الممكنة في إدارة الآفة بحيث تقضي على الآفة وتقلل عددها إلى الحد المقبول، ويكون استخدام المبيدات هو الخيار الأخير وبشكـل مدروس، والمكافحة المتكاملة للآفات هي استراتيجية قائمة على نظام يركز على الوقاية طويلة الأجل من الآفات، من خلال مجموعة من التقنيات مثل المكافحة البيولوجية، والتحكم بالعوائل واستخدام أصناف مقاومة والمكافحة الفيزيائية والمكافحة الميكانيكية.
الإدارة المتكاملة
وتكمن أهداف الإدارة المتكاملة للآفات في تقليل استخدام المبيدات الزراعية واستخدام المبيدات الآمنة بيئياً. المحافظة على الأعداء الحيوية والتنوع الحيوي والتوازن البيئي. إنتاج ثمار خالية من متبقيات المبيدات.، والمحافظة على صحة الإنسان والحيوان والمحافظة على مصادر المياه ونقاء الهواء، تحسين دخل المزارع.
وحددت الهيئة 5 طرق متبعة في إدارة آفات النخيل، وتشمل: القوانين والتشريعات التنظيمية، والعمليات الزراعية، والطرق الفيزيائية، والطرق الحيوية، والطرق الكيميائية، وذلك من خلال استخدام المصائد الجاذبة للمراقبة أو الصيد المكثف، وإطلاق ذكور عقيمة معالجة بالأشعة، استخدام المعاملات الحرارية للقضاء على الآفات، التعقيم الشمسي للتربة، زراعة المحاصيل الجاذبة والطاردة، واستخدام المفترسات والمتطفلات والأمراض وغيرها. حيث تعتبر إبرة العجوز مفترساً نشطاً ليرقة سوسة النخيل - بعض الأكاروس مستهلك لبيض سوسة النخيل، واليرقات حديثة الفقس - استخدام طفيل الترايكوجراما لخفض أعداد دودة البلح الكبرى والصغرى وأبو دقيق الرمان - بكتيريا الباسلوس - مفترسات البق الدقيقي مثل، أسد المن الدعسوقة، الدبور.
زراعة الفسائل
ولفتت إلى طرق إدارة الآفة وطرق المكافحة، ومنها الطرق الوقائية لتجنب الإصابة، والمكافحة الكيميائية للنخيل المصاب، وذلك الفحص الدوري لأشجار النخيل في المزرعة للكشف المبكر عن الإصابات، وإجراء العمليات والممارسات الزراعية الجيدة مثل التكريب وتنظيف ساق النحلة، وعدم إحداث جروح في الساق، والاهتمام بعملية إدارة الري مع عدم ملامسة المياه لخدع النحلة وإزالة الأعشاب من حوض النحلة، وعدم زراعة الفسائل المصابة ومجهولة المصدر، وإزالة النخيل الميت وشديد الإصابة وقرمه، والتخلص من المخلفات الناتجة من عملية التكريب، وزراعة النخيل في مسافات بينية مناسبة.
قواعد الكرب
وأشارت إلى أن مظاهر الإصابة والضرر لسوسة النخيل الحمراء - حفار ساق النخيل - حفار عذوق النخيل، يمكن اكتشافه من خلال وجود نشارة حديثة من النسيج مع إفرازات هلامية بنية اللون ولها رائحة ناتجة عن التغذية لسوسة النخيل في مكان الإصابة. وجود فجوة في جذع النخلة في الإصابات الشديدة، ويمكن أن توجد جميع أطوار الحشرة داخل وعلى حواف الفجوة وبقواعد الكرب، واصفرار أو جفاف في بعض أطراف السعف الخارجي.