جمعة النعيمي (أبوظبي) أكد عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة، خلال ندوة افتراضية بعنوان «العمارة مدخلاً للتوثيق والتأريخ» نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن الندوة تأتي في إطار الاهتمام بالتراث المعماري الإماراتي الذي يعكس تجليات الحضارة، ومدى تقدم الدولة وتطورها. وأدارت الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الندوة التي شارك فيها عدد من الخبراء والمهندسين والباحثين في التراث المعماري، وفي العمارة والعمران من دولة الإمارات ومن جمهورية مصر العربية، ومن منظمة إيكروم العالمية. وأوضح عبدالله آل علي، أن الأرشيف والمكتبة الوطنية اهتم بتوثيق التراث المعماري الوطني وتاريخه العريق، لافتاً إلى أنه تم إصدار العديد من الكتب المهمة، والتي كان من أبرزها: «قصر الحصن، والقلاع والحصون في دولة الإمارات العربية المتحدة، والقلاع والأبراج في منطقة الظفرة». وأكد المهندس رشاد محمد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في دولة الإمارات، خلال مشاركته في المحور الأول للندوة أن دولة الإمارات تحتضن آلاف المواقع الأثرية والتاريخية والتي تضمنت كلاً من: «القلاع والحصون، والأبراج والمساجد، والأسواق والمباني السكنية بمختلف أنواعها»، وتطرق إلى نماذج من هذه المباني، وجهود الحفاظ والترميم والتأهيل التي تقوم بها الدوائر المعنية في كل إمارة للحفاظ على التراث العمراني، وقدم نبذة عن جمعية التراث العمراني وجهودها في نشر الوعي التراثي وأهم نشاطاتها ومشاريعها.
وتطرق الدكتور حمدان راشد الراشدي رئيس المباني التاريخية والمناظر الطبيعية من دائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، خلال مشاركته في المحور الثاني الحديث عن البوابات في أبوظبي وتاريخها وفنون عمارتها وزخارفها مبينا فيها، أن إمارة أبوظبي تزخر بالكثير من التحصينات الدفاعية التي ساهمت في الذود عن حياض الوطن وترابه وتوفير الدعم والحماية اللازمة في أوقات الخطر، وعرّف بالعديد من المفردات والمصطلحات المعمارية المتعلقة بالبوابات، ولفت إلى أن المداخل والبوابات تعدّ من أهم العناصر المعمارية في أي تحصين دفاعي، مستعرضاً أهم اشكال المداخل والبوابات، وطرق إنشائها وتوزيعها ووظيفتها وأهم نماذجها، كالباب المنحصر بين برجين، والبابين الكبير، والصغير (الخوخة)، والمدخل البارز، والمدخل المنكسر، والمدخل العلوي، واتخذ على ذلك أمثلة من الأبنية التراثية، مثل: برج المقطع، وحصن المويجعي، وحصن الجاهلي، وقلعة الشيخ سلطان بن زايد. وتطرق الدكتور زكي أصلان المدير الإقليمي لمنظمة «إيكروم» خلال مشاركته في المحور الثالث حديثه عن «قراءات في عمارة المنطقة كنماذج من الحضارة الإسلامية» وإمكانيات في رقمنة وتسجيل وحفظ أصول التراث العمراني بجرده وإدماجه في الأرشيفات الوطنية. من جهته، تحدث الدكتور محمد شحاتة العمدة الباحث المصري في المحور الرابع عن التراث الشعبي عن فن العمارة الشعبية التي تمثل الشكل المادي للثقافة، وتعبر أيضًا عن جانبها المعنوي المتمثل في عادات وتقاليد أفراد المجتمع ومعتقداتهم ومعارفهم الشعبية، مما دفعه لاستعراض نموذج من عمارة الصعيد، موضحاً أن مجتمع الصعيد قد مر بالعديد من التغيرات الثقافية التي كان لها أثر كبير وعميق في تغيّر العمارة ووظيفتها والحرف المرتبطة بها والفنون والآداب الشعبية التي تتناولها، مؤكداً أهمية التراث الشعبي المرتبط بها. وتحدث المعماري المصري الدكتور طارق والي في المحور الخامس عن العمارة والعمران والتراث «جدلية الماضي والمستقبل»، لافتاً إلى أن المصطلحات الثلاثة تجمعها عملية إنسانية تخضع في جوهرها للإبداع الإنساني، وذلك في إطار يحكمه قانون، سواء أكان قانوناً من جوهر علوم ومعارف العمارة والعمران نفسها، أم كان قانوناً خارجياً مؤسسياً.