الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. الدولة النموذجية المستقبلية للعالم

محمد القرقاوي وكلاوس شواب خلال الجلسة (من المصدر)
12 نوفمبر 2021 02:13

دبي (الاتحاد)

أكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، والبروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، أن دولة الإمارات لديها مهمة عالمية ضرورية تحتم عليها العمل والتعاون بالشراكة مع الحكومات والمؤسسات والأفراد حول العالم لتصميم مستقبل أفضل من أجل الإنسانية، ولتصبح بحلول مئويتها الدولة الأفضل على مستوى العالم، تجمع على أرضها شعوباً من مختلف أنحاء العالم يعيشون في تناغم وتسامح يجعلها الدولة النموذجية المستقبلية. جاء ذلك، في افتتاح أعمال حوار «التوجهات الكبرى للمستقبل» الذي انطلق أمس الخميس، بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، وبحضور وزراء ومسؤولين من حكومة دولة الإمارات، وأفضل العقول والمهارات والمفكرين والمختصين ومستشرفي المستقبل لوضع أهم التوجهات للمستقبل. وقال معالي القرقاوي، إن العالم يشهد تحديات كثيرة مثل التغير المناخي، والفجوة الرقمية والاقتصادية بين الدول والمجتمعات، ما يؤكد أهمية توحيد الجهود العالمية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتحديد توجهات عالمية تبث الإلهام للشعوب والأمل وتحثهم على العمل والإنجاز.
وأكد معاليه أن دور الحكومات الأهم يتمثل في غرس الأمل وتعزيزه لدى الناس وتصميم خطط واستراتيجيات شاملة تلبي متطلبات 7.8 مليار شخص يعيشون على هذا الكوكب وتسرع من إيجاد الحلول للتحديات العالمية.
وأضاف معالي محمد القرقاوي: «يواجه العالم تحديات كبيرة تتمثل في التغير المناخي، وخصوصاً أن العالم سجل خلال الأعوام السبعة الماضية درجات الحرارة الأعلى في العالم ولا يمكننا تضييع المزيد من الوقت، وبينما يمتلك 1% من البشر أكثر من ضعف الثروات التي يمتلكها 7 مليارات شخص حول العالم، يعيش نحو نصف سكان العالم على أقل من 6 دولارات في اليوم، وقد واجه العالم تحديات اقتصادية هائلة تعتبر من الأكبر في التاريخ، وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي فقد انخفض الاقتصاد العالمي بنسبة 3.5% في عام 2020 بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، وما تزال الكثير من الدول تواجه صعوبة في العودة إلى الوضع الطبيعي قبل الجائحة.
وأشار وزير شؤون مجلس الوزراء إلى أن العالم الرقمي أصبح يشكل أهمية كبرى تماماً كما العالم الواقعي، حيث تشكل الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت ضعف عدد الأفراد في العالم، ومن المتوقّع أن يبلغ هذا العدد 5 أضعاف سكان العالم بحلول عام 2025، إلا أن نصف سكان العالم لا يزالون محرومين من فرصة الوصول إلى شبكة الإنترنت، و20% فقط من السكان في البدان النامية، لديهم اتصال بالإنترنت، وسد هذه الفجوة الرقمية من شأنه أن يفتح أسواقاً جديدة ويخلق فرصاً متنوعة.
وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء أن تعزيز جودة حياة الأجيال المقبلة يشكل هدفاً رئيسياً لعمل الحكومات، ولابد من استخدام الموارد الطبيعية باستدامة أكبر، لنترك عالماً أفضل تستطيع الأجيال القادمة أن تعيش فيه بشكل أفضل.
وقال معالي محمد القرقاوي: ما سيحدث في المستقبل سيعتمد بشكل كبير على ما نصممه اليوم، وعلى عملنا اليوم، ونموذج الحكومات التقليدي الذي بدأ منذ 200 عام لابد أن يتطور، تماماً كما تطوّر نموذج عمل المؤسسات والشركات في القطاع الخاص التي تمكنت من إعادة اختراع أسلوب عملها، مشيراً إلى أن دور الحكومات في المرحلة المقبلة سيتعاظم بناءً على الأحداث التي شهدها العالم خلال الجائحة، وخصوصاً أن الحكومات الأكثر قدرة على استشراف المستقبل، تستطيع أن تطور من عملها، وتواجه مختلف التحديات.
وأضاف أن حوار« التوجهات الكبرى للمستقبل» يشكّل بداية لكتابة فصل جديد في تاريخ العالم وحياة الإنسانية، بحيث ينبغي أن نضع مساراً شاملاً لدور الحكومات الاستباقية التي تتخيل المستقبل وتصممه وتصنعه، تنفيذاً لرؤى وتوجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يركز على تمكين أصحاب العقول وإعطائهم الفرصة لتحديد مسارات المستقبل، ووضع الأفكار والحلول التي ترسم مسار واضحاً للتغير الأكبر في العالم، وتضع توجهات جديدة للمستقبل.
وأكد معالي محمد القرقاوي أن الدول والحكومات بحاجة إلى وضع ميثاق عمل متكامل يمكّنها من الاستعداد للمستقبل وتصميمه، وتشكل وثيقة المبادئ العشرة للخمسين المقبلة مساراً واضحاً لحكومة الإمارات يرتكز على تعزيز حياة الأفراد وتوفير مستقبل أفضل يقوم على مبادئ السلام والتعايش والتسامح العالمي.
وأضاف أن دولة الإمارات تؤمن بمحورية العمل المشترك، وتشكل جزءاً مهماً من الرحلة البشرية، والحراك الإنساني، وتحرص على التوازن بين تحديات اليوم، وطموحات المستقبل، وتطلعات الأفراد لتصبح الإمارات من أفضل دول العالم بحلول مئويتها.
وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء أن دولة الإمارات ترتكز على كيفية تصميم حكومات مستعدة للمستقبل من خلال تحديد أهم التوجهات للمستقبل، ويشكّل موقعها الاستراتيجي فرصة كبيرة لاختبار هذه السيناريوهات، حيث إنها تعيش في أكثر المناطق التي تشهد اضطرابات سياسية، واجتماعية، واقتصادية ودينية، إلا أنها تمكّنت من بناء أسلوب حياة قائم على التسامح، والتعايش والحوار المشترك، لتمكين 200 جنسية من العيش على أرضها.  من جهته، أكد البرفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي أن دولة الإمارات واحدة من أكثر الدول حيوية وشمولاً في العالم، وقال: «نجتمع مع المشاركين في هذه القمة لبناء حوار التوجهات الكبرى، ولسرد قصة مستقبل البشرية، واستلهاماً من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه»، ونحن هنا لنتخيل المستقبل ونصمم المستقبل وننفذ المستقبل».
وقال شواب إن حوار التوجهات الكبرى للمستقبل يستقطب مجموعة من أهم الخبراء الذين من خلالهم نطلع على أحدث التقنيات التي تمكننا من صياغة المستقبل بما يخدم البشرية.
وأضاف «عندما قدم المنتدى الاقتصادي العالمي ​​مفهوم الثورة الصناعية الرابعة لأول مرة وكان الهدف منه مساعدة الدول والشركات على الاستخدام الفعال للتكنولوجيا لصالح البشرية، قررنا إنشاء شبكة الثورة الصناعية الرابعة حول العالم، وأسعدني جداً بأن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت أول دولة في اعتماد مفاهيم ومبادئ الثورة الصناعية الرابعة، وافتتاح مركز للثورة الصناعية الرابعة، وهو ما يؤكد دور العلم والتكنولوجيا في مهمتنا اليوم».
وتابع شواب: «عندما ننظر إلى العالم اليوم، نرى العديد من الصعوبات التي تقف ضد تصميم وبناء المستقبل. أبرزها ثلاثة، الأول هو أن الكثير من الناس انكمشوا على أنفسهم، وهذا يعد من أحد تداعيات الجائحة العالمية، لأن تشكيل وتصميم المستقبل يحتاج عادة إلى العمل والإرادة المشتركة، وبدونها يصعب تصميم المستقبل. الصعوبة الثانية هي أننا جميعاً أصبحنا نركز بشدة على الجائحة، ولا نتعامل مع التحديات الأخرى التي تهدد البشرية، وأما التحدي الثالث فيكمن في حقيقة أن العالم أصبح شديد التعقيد، بات من الصعب الفصل بين القضايا والتحديات الاجتماعية أو السياسية أو التكنولوجية أو البيئية، فجميعها مترابطة، ولذلك فالحلول البسيطة ليست كافية للتعامل مع المشاكل المعقدة، لهذه الأسباب الثلاثة، أصبح من الصعب جدًا العمل بشكل متكامل للتوصل إلى حلول سوية».

إكسبو 2020 دبي
وقال كلاوس شواب يعد معرض إكسبو 2020 دبي والذي قمت بزيارة له، مثالًا رائعا للدول والمجتمعات والمؤسسات والأفراد، ليس فقط للاحتفاء بإنجازات البشرية في الماضي فحسب، بل تكمن أهميته في تسليط الضوء على ما يمكن أن يفعله الناس والمجتمعات من خلال العمل التشاركي والتكنولوجيا الحديثة، كما هو مهم جداً لنشر الوعي حول أهم التحديات التي تواجه الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©