دبي (الاتحاد)
دعا معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد إلى تضافر الجهود العالمية والعمل بشكل جماعي وبأفكار مبتكرة ومنظور استباقي لتطوير سياسات جديدة ومتكاملة في القطاع المالي والأنظمة والخدمات المالية والمصرفية التي توفرها الاقتصادات المعاصرة في العالم حالياً لبناء منظومة ذات كفاءة عالية في مواجهة الجرائم المالية على نطاق دولي.
وقال معاليه، في كلمة خلال فعاليات اليوم الثاني والأخير من مؤتمر «مستقبل النظام المالي» بدبي، إن القطاع المالي العالمي شهد تحولات وتطورات سريعة نتيجة التقدم التقني والتطبيقات الرقمية التي أوجدت اتجاهات جديدة وذات طبيعة ديناميكية وعابرة للحدود في عالم التكنولوجيا المالية.
منظومة مؤسسية
واستكمل: «بالنظر إلى الدور المحوري الذي يلعبه النظام المالي في الاستقرار والنمو الاقتصادي المستدام، يجب على صانعي السياسات المالية إيجاد منظومة مؤسسية شاملة تضمن استمرار التقدم التكنولوجي ونقل المعرفة في هذا المجال، مع إيجاد الآليات الكفيلة بالحد من آثارها وما توفره من قنوات جديدة للجرائم المالية الحديثة».
وشدد على أهمية التعاون على مستويات إقليمية ودولية للحد من الهروب إلى الملاذات الآمنة للجرائم المالية، وإشراك القطاعات غير المالية في مواجهة هذه الجرائم، مثل المجال القانوني.
التكنولوجيا والابتكار
ودعا معاليه قادة ومؤسسات القطاع المالي العالمي المشاركين في المؤتمر إلى الانضمام إلى دولة الإمارات كشركاء في تحقيق مبادئ الخمسين التي أعلنتها الدولة والتي تجسد رؤية القيادة الرشيدة في دفع مسيرة التنمية على مدى الخمسين عاماً المقبلة.
ولفت إلى أهمية دور القطاع في تحويل المعلومات إلى استثمار تنموي يعزز قوة القطاع المالي ومرونته في مواجهة التحديات والجرائم المالية، ويصب في دعم النمو الاقتصادي القائم على المعرفة والتكنولوجيا والابتكار.
التمويل الإسلامي
وتضمّنت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر جلساتٍ حوارية حول التمويل الإسلامي ودوره في إرساء نظامٍ مالي يتسمُ بمرونته وتنوعه. وتماشياً مع شعار إكسبو 2020 «تواصل العقول وصنع المستقبل»، دعا المصرف المركزي قادة القطاع المالي والإسلامي وخبراء الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية إلى تبادل وجهات النظر والآراء حول مستقبل التمويل الإسلامي.
وفي كلمة حول دور المرأة في تسريع التحول، تحدثت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة التحالف من أجل الاستدامة العالمية، ومؤسس مبادرات الشيخة شما بنت سلطان للاستدامة، والشريك والمؤسس لأرورا 50، ملقية الضوء على الدور المهم الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمع، حيث أشارت إلى أن النساء يشكلن نصف سكان العالم، لذا هي فئة ديموغرافية لا يمكن تجاهلها في عصر الثورة الصناعية الرابعة. وفي دولة الإمارات أولت القيادة الرشيدة اهتماماً خاصاً بالمرأة الإماراتية حتى تقلدن أعلى المناصب في مختلف المجالات، واليوم تحتل الإمارات المركز الأول إقليمياً والمركز الـ18 عالمياً في في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
مستقبل أنظمة الدفع
ومن أبرز الجلسات في المؤتمر، موضوع الاستراتيجية الوطنية لأنظمة الدفع، والتي تهدف إلى زيادة القدرة التنافسية لاقتصاد دولة الإمارات، بما يتماشى مع أحد المبادئ العشرة لـ«الخمسين عاماً القادمة» التي وضعتها الدولة، وهو «بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم»، حيث استهل الدكتور صبري حامد العزعزي، مساعد المحافظ لشؤون قطاع العمليات التشغيلية في مصرف الإمارات المركزي، الجلسة وتحدث عن معالم مستقبل أنظمة الدفع عبر حلول أدوات الدفع الرقمية مكان العملات النقدية الورقية موضحا أن المصرف المركزي سيواصل الابتكار والاستثمار في التقنيات الناشئة التي تخدم القطاع المالي وتساهم في الوصول إلى أفضل المعايير الدولية.
الأمن السيبراني
وإلى جانب ذلك، تحدث الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، في جلسة نقاشية حول التحديات التي تؤثر على الأمن السيبراني وكيفية التصدي لها.
وأشار إبراهيم الزعابي، مساعد المحافظ لشؤون قطاع السياسة النقدية والاستقرار المالي، في كلمة له إلى المحاور الرئيسية المتعلقة بالخيارات الرقمية والمخاطر الإلكترونية وتحديات التمويل المستدام والشمول المالي، مبينًا أن التوسع في الخيارات الرقمية يقدم الحلول المناسبة لمواجهة التحديات في القطاع المالي ورسم الملامح المستقبلية للنظام المالي.