لمياء الهرمودي (الشارقة):
يعيش عدد من أولياء الأمور في قلق من خيار تلقيح أطفالهم ضد فيروس كورونا «كوفيد- 19»، بينما تتباين آراء البقية بين مؤيد ومعارض حول أهمية تلقيح الأطفال ضد الفيروس الذي اجتاح العالم وتسبب بخسائر عديدة. وهنا تأتي أهمية رأي الأخصائيين والأطباء في مدى فعالية التطعيم ومأمونيته على صحة وسلامة الأطفال.
وأكد البروفيسور حكم ياسين، المدير الطبي واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الجامعة في الشارقة لـ«الاتحاد» أن التوسع في تطعيم الأطفال يفيد في الحد من انتشار الفيروس، وخاصة مع بدء العام الدراسي الجديد، واحتمالية انتقال الفيروس للأفراد الأكبر سناً في الأسرة والذين ترتفع لديهم أخطار الإصابة ومضاعفاتها.
وقال البروفيسور حكم ياسين: إن الأطفال هم مستقبل الوطن، وعصب المجتمع، خاصة إذا كانوا أصحاء لا يعانون من أمراض تنفسية أو أمراض مناعية، وقد حرصت دولة الإمارات، على توفير لقاح «كوفيد-19» للأطفال من عمر 3 إلى 17 عاماً في عدة مراكز، وهي تعتبر من بين الدول السباقة في توفير هذا اللقاح.
وأكد قائلاً: بعد التدقيق واعتماد الدراسات الخاصة بذلك، تم إصدار قرار توفير اللقاح للأطفال من عمر 3 إلى 17 عاماً، وبشكل اختياري. إذ لا شك أن تطعيم الأطفال سيحميهم ويحافظ على صحة من حولهم، كما سيساهم في تسريع الوصول إلى المناعة الجماعية اللازمة للحد من انتشار الفيروس. ويتماشى ذلك مع خطة التعافي طويلة الأمد التي تنتهجها دولة الإمارات، والتي تهدف إلى تطعيم 100% من الفئات المستهدفة بحلول نهاية عام 2021.
وأضاف البروفيسور ياسين: «يتلقى الأطفال منذ عدة أجيال لقاحات آمنة ضد أمراض وفيروسات متعددة. خاصة أن لقاح سينوفارم لا يختلف في مفهومه وطريقة عمله عن هذه اللقاحات السابقة والتي تم اعتمادها وإعطاؤها للأطفال منذ عقود طويلة».
وأشار إلى أن إتاحة الفرصة لتطعيم الأطفال جاءت مواكبة لبروتوكولات دول عديدة مثل الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدول الأوروبية، والتي تسمح حالياً بتطعيم الأطفال من سن 12 سنة، حيث تجري حالياً الدراسات النهائية للسماح بتطعيم الأطفال من سن 5 سنوات بلقاح «فايزر»، ويتوقع ظهور نتائج الدراسات خلال الأشهر القليلة القادمة، كما يُعطى الأطفال جرعة معززة إذا لزم ذلك، ويزداد هذا الاتجاه حالياً مع انتشار المتحور «دلتا» عالمياً. إن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة هم الأولى بالتطعيم لارتفاع نسبة المضاعفات إذا ما أصيبوا بالفيروس.
وحول ملابسات إمكانية أخذ التطعيم للأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية أو الربو، أكد البروفيسور ياسين أن الأطفال المصابين بالحساسية بشكل عام يمكنهم أخذ اللقاح، والبقاء في المكان تحت الملاحظة لمدة ساعة، أما المصابون بحساسية لمادة اللقاح فعليهم استشارة الطبيب مسبقاً، ويمكن أن يحصل الأطفال الذين يعانون الربو على لقاح «كوفيد» مع استشارة الطبيب.
أما فيما يتعلق بالأطفال المرضى الذين يخضعون للعلاج بالأدوية المعدلة للمناعة، فقد تعتمد إمكانية أخذ اللقاح على حسب نوعية المرض المناعي، مؤكداً على أهمية دراسة كل حالة على حدة، كما لابد من الأخذ برأي طبيب المناعة، ويعتبر ذلك ضرورياً في كل حالة. وأوضح أنه لا توجد مشكلة من حصول الأطفال المصابين بمرض مناعة بروتينات الجلوتين على لقاحات «كورونا».
وحول الأعراض التي قد تصاحب الأطفال عند أخذ جرعة اللقاح، أشار ياسين إلى أنه في حالة ارتفاع الحرارة مع التطعيم يتم تناول الإيبوبروفين (دواء مضاد للالتهاب غير الاسترويدي) بعد التطعيم، وذلك للتعامل والحد من أي آثار جانبية بدلاً من تناول «الباراسيتامول» أو غيره من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات لعدم كفاية دراسات تفاعلها مع اللقاح.
وأضاف المدير الطبي واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الجامعة بالشارقة: يتجه طب الأطفال في الحقبة الأخيرة للتخصصات الفرعية الدقيقة، وقد حرصنا على توفيرها في مستشفى الجامعة بالشارقة مما سهل علينا الاستعداد لمواجهة الجائحة، فلدينا عيادة الحساسية، وأطباء استشاريون بأمراض السكري وأمراض القلب عن الأطفال، فضلاً عن استشاريين بأمراض الوراثة وأمراض الدم عند الأطفال وجراحة الأطفال. وجميع ذلك ساهم في أن يكون المستشفى مؤهلاً لاستقبال أي حالة حرجة للأطفال، خاصة خلال الجائحة.
وأشار إلى أن مستشفى الجامعة بالشارقة واكب جميع هذه التطورات العالمية، حيث تتوفر فيه وحدة الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة والخدج من المستوى الثالث، والتي بدأت مع افتتاح المستشفى عام 2011 بسعة عشر حاضنات ليتضاعف العدد في الوقت الحالي إلى عشرين حاضنة، نظراً لثقة ذوي الأطفال بما أثبته فريق العمل من أطباء وتمريض في المركز من خبرة فائقة تصل إلى حد التعامل مع أكثر الحالات الحرجة ومنها الأطفال حديثو الولادة بعمر 23 أسبوعاً فقط.
وفي حين تباينت الآراء بين عدد من أولياء الأمور، أكد بعضهم تأييدهم للقاح خاصة مع بدء العام الدراسي ورغبة أغلبية الأهالي في العودة إلى مقاعد الدراسة والتعليم.
وأكدت خلود صالح، ولية أمر من إمارة الشارقة، أنها قامت بتطعيم أبنائها وذلك حفاظاً على سلامتهم مع بداية العام الدراسي الجديد، ومع العودة إلى الصفوف بالمدارس، مشيرة إلى أنها واثقة من قرارات الحكومة الرشيدة، ورؤيتها المستقبلية.