آمنة الكتبي (دبي) - يواصل رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي، البرنامج التدريبي المتقدم في مركز "جونسون" للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، واللذان قضيا فيه 6 أشهر حتى الآن، حيث أنهيا حالياً تدريباتهما في «مختبر الطفو المحايد»، تحضيراً لمهماتهما المستقبلية، وتستمر التدريبات المتقدمة المستقبلية بالمركز بين 18 شهراً و24 شهراً تقريباً، تؤهلهما ليصبحا مشغلين لمحطة الفضاء الدولية، والقيام بمهمات طويلة تتعدى 6 أشهر.
ونشر هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي، تغريدة قائلاً: «الاستعداد لمهمات السير في الفضاء تبدأ من مختبر الطفو المحايد (NBL)، وهنا قضيت مع أخي سلطان 6 ساعات متواصلة تحت الماء نقوم بمهام مختلفة بهدف التأقلم على بدلة (EMU) الخاصة بهذه المهمات».. وتابع «الاستعدادات التي نخوضها تحتاج إلى اللياقة، وقوة التحمل، والحضور الذهني».
اقرأ أيضا... المنصوري والنيادي يتدربان على السير الفضائي
وتعد تدريبات مختبر الطفو المحايد التي حصل عليها المنصوري والنيادي، أحد أهم الأساليب لتحضير الرواد لمهمات السير في الفضاء، حيث يكون الجسم معلّقاً خلالها في حالة بين الطفو والغرق، وتستهدف تدريبات مختبر الطفو المحايد، تطوير إجراءات المهمات للتحقق من عمل الأجهزة بشكل جيد، وتدريب الرواد لتحسين الإجراءات المعتمدة خلال مهمات السير في الفضاء.
5 مراحل
وتتضمن التدريبات المتقدمة والمستمرة 5 مراحل تشمل تدريبات خاصة، وطيران، ونجاة، وتدريبات للبعثة، ومناهج دراسية، فضلاً عن إجراء كل مهمات رواد الفضاء المحترفين، والتي تشمل الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها على متن المحطة الدولية، بينما يشمل برنامج التدريبات وحدات ومكونات تدريبات رواد «ناسا» للفضاء نفسها، لتأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية.
وتلقى الرائدان المنصوري والنيادي كذلك تدريبات مهمة تساعدهما على المشي في بيئة تشابه بيئة الفضاء، حيث يتطلب منهما الخروج خارج المحطة الدولية لحل أي تحديات للمحطة، سواء أكانت تقنية أم هندسية، وشملت التدريب في حوض سباحة ضخم، يبلغ طوله 202 قدم، وعرضه 102 قدم، وعمقه 40 قدماً، فيما يُعد هذا التدريب أحد التجارب المهمة لرواد الفضاء، قبل أي رحلة فضائية، حيث يتم ارتداء بدلة الفضاء تحت سطح الماء، داخل أحواض ضخمة معدة للتدريب، مع الاستعانة بأثقال تحافظ على مستوى الرواد، بتجنب الهبوط تحت القاع، أو أن يطفو إلى السطح، ويأتي ذلك لوضع رواد الفضاء في حالة شبيهة إلى انعدام الوزن والجاذبية، حيث يمضون 6 ساعات تحت الماء، والتي تعادل ساعة سير بالفضاء.
تدريبات نجاة
وتشمل المعارف الذي يتلقاها الرائدان أيضاً، طرق العيش في الغابات والصحراء؛ وذلك بهدف تجهيزهما لحالات الهبوط الاضطراري في المناطق النائية، بالإضافة إلى تدريبات يحصلان عليها داخل معامل الفضاء تساعدهما على تشغيل معدات خاصة وأجهزة لازمة لإجراء تجارب علمية وهندسية، فضلاً عن تدريبات النجاة على كيفية إجراء هبوط اضطراري في المياه، مثل هبوط مكوك الفضاء في المحيط أو هبوطه على ممر جوي، وغيرها من التدريبات التي تؤهلهما للتعامل مع كل حالات الهبوط الاضطراري في كل البيئات.