دينا جوني (دبي)
طورت وزارة التربية والتعليم المرحلة الأولى من أدوات تقييم التعلّم عن بُعد للمدارس الحكومية والخاصة في الدولة بناء على توصيات المجلس الأعلى للتعليم، بعد أن شهدت مؤخراً تطبيق نماذج مختلفة من المنهجيات والمنصات الذكية كأداة أساسية في تعليم الطلبة، استجابة للظروف الاستثنائية التي سببها فيروس كوفيد-19 والتي أوقفت مؤقتاً التعليم المدرسي التقليدي.
ويشمل تقييم التعلّم عن بُعد ثلاثة مجالات و13 محوراً و39 توصيفاً. وتركز المجالات الثلاث على تعلّم الطلبة وجودة حياتهم أثناء التعلّم عن بُعد، والتدريس ومتابعة تعلّم الطلبة، وقيادة التعلّم وإدارته.
أما التقييم الإجمالي فسيتم إصداره وفق سلّم من ثلاثة مستويات هي متطور، ومتطور جزئياً، وغير متطور. ويتعيّن على المدرسة أن تولي الأهمية في عمليات التطوير والتحسين للجوانب التي تمّ تقييمها ضمن فئة «غير متطور».
وحددت الوزارة في دليل أداة التقييم عن بُعد الذي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، أربعة أساليب لإجراء عمليات التقييم هي حضور الجلسات المباشرة لحصص التعلّم عن بُعد التي يتم تقديمها للطلبة، وعقد جلسات نقاش على الإنترنت، واستبانات للأطراف المعنية، وجمع عينات من المستندات الرئيسة وأعمال الطلبة. وخلال تنفيذ التقييم، ستتم مناقشة 4 فئات من الميدان التعليمي وتداول الرأي معهم عن الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والقيادات المدرسية.
وتهدف هذه الأداة التي تمّ إعدادها بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة وهيئة المعرفة والتنمية البشرية وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، إلى تقييم خدمات وأنشطة التعلّم عن بُعد التي تقدمها المدارس، وتركز في المقام الأول على دعم المدارس في تحديد الجوانب التي تحتاج إلى التطوير. وتتيح هذه الأداة للمدارس أيضاً التخطيط لتحقيق التحسينات المطلوبة وفق أولويات صحيحة وبأساليب فاعلة ومركّزة. ودعا الدليل المدارس إلى الاستفادة من هذه الأداة كنقطة انطلاق لمسيرة تطوير تهدف إلى الانتقال من تطبيق بديل عن التعليم المعتاد، إلى تطبيق تعلّم عن بُعد أكثر استدامة قائم على أحدث المنهجيات والتقنيات. وسيتم تزويد كل مدرسة بنتائج تقييم التعلّم عن بُعد فيها.
الحضور والمشاركة
أوضح دليل وزارة التربية والتعليم أن محاور التقييم هي الحضور والمشاركة، والحماية، وفرص التعلّم، وتكافؤ الفرص في الوصول إلى الخدمات، وجودة الحياة في المجال الأول. وبالنسبة للمجال الثاني فيتكوّن من 4 محاور هي التخطيط والتطبيق، ومشاركة مخرجات التعلّم المستهدفة، وخدمات وأنشطة التعلّم عن بُعد، ومتابعة تعلّم الطلبة وتقييمه. ويتكوّن المجال الثالث من المرونة وسرعة الاستجابة، ومواجهة المواقف والحالات الطارئة، والتواصل والتشارك، وإدارة المصادر.
وأكدت الوزارة في الدليل أنه يوجد تفاوت بين المدارس في خدمات وأنشطة التعلّم عن بُعد التي تقدمها للطلبة، ويظهر هذا التفاوت جلياً في خبرات كوادر المدارس وطلبتها في استخدام تقنيات أو مواد التعلّم عن بُعد، وفي المصادر التعليمية المتوافرة في المدارس ومنازل الطلبة، وفي مستويات الدعم التي يستطيع أولياء الأمور تقديمها لأبنائهم. وأشار الدليل إلى أن الممارسات الدولية تؤكد على حقيقة أن برامج التعلّم عن بُعد التي يتم عقدها في ظروف استثنائية لا يمكن أن تكون نسخة مكررة عما كان يتم في المدرسة في ظروف التعليم المعتادة.
وسيتولى المقيّمون التربويون إجراء وتنفيذ نطاق من الأنشطة والإجراءات التقييمية، بما في ذلك تحليل نتائج الاستبانات، ومراجعة المستندات ذات الصلة وجمع عينات ممثلة من أعمال الطلبة ومراجعتها والتدقيق فيها، وإجراء مقابلات مع قيادة المدرسة، حضور جلسات تعلّم مباشرة.