الخميس 30 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة تقرأ عناصر الهوية الثقافية الإماراتية وتجسيدات الفن البوذي في الهند

ندوة تقرأ عناصر الهوية الثقافية الإماراتية وتجسيدات الفن البوذي في الهند
28 أكتوبر 2011 03:18
نظمت أمس الأول شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي في منارة السعديات بأبوظبي، ندوة بعنوان «الفن البوذي في الهند». شهدت الندوة قراءة في عناصر الهوية الثقافية الإماراتية. شارك في الندوة، الباحثة الإماراتية الدكتورة عائشة بالخير مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في المركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي، وأمينة طه حسين اوكادا كبير المنسقين الفنيين في متحف «غيميه للفن الآسيوي» ومسؤولة شؤون الفنون الهندية ومجموعة الأعمال الفنية القماشية، وفينسنت ليفيفر المنسق الفني المسؤول عن شؤون الفنون الآسيوية في وكالة متاحف فرنسا، والمحاضر في معهد اللوفر وجامعة «مارن لافاليه» بباريس والمعهد الوطني للتراث في فرنسا، وحضر الندوة عدد كبير من الشخصيات الاجتماعية والصحفيين والمهتمين بشأن الثقافات والأديان الشرقية. وتأتي الندوة ضمن سلسلة الندوات الشهرية لشركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي، في برنامج يحمل عنوان «اللوفر أبوظبي.. حوارات الفنون»، والتي تسلط الضوء على الرؤية السردية لـ «اللوفر أبوظبي». استهلت الدكتورة عائشة بالخير الندوة بالحديث عن «الهوية الإماراتية والعناصر التي اكتسبتها من الثقافات المشتركة»، وأشارت إلى العمق التاريخي لمجتمع الإمارات، وتطرقت إلى ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً من التاريخ الفردي والأسري والاجتماعي الذي عاشته، مستلهمة منه آفاقها النظرية وطريقة استدلالها المعرفي. وقسمت بالخير محاضرتها إلى شقين قدمت فيهما رؤيتها الأنثروبولوجيا، وهما عناصر الهوية، كما اعتبرتهما يتلخصان في: أولاً الجانب غير المادي والذي حصرته بما قبل 1971، وثانياً الجانب المادي والمتمثل في ما بعد عام 1971. واعتبرت عائشة بالخير أن هناك ثلاثة عناصر لا بد من الحديث فيها، وهي أولاً الأسرة والمجتمع، وثانياً الوحدة، وثالثاً التناغم. واستعانت الباحثة بشاشة كبيرة نصبت في قاعة الندوة عرضت من خلالها صوراً بالأبيض والأسود والملون استعرضت فيها تاريخ البنية الفردية والأسرية والمجتمعية التي عاشتها واعتبرت ولادتها في عام 1959 فترة ذهبية، حيث عاشت الماضي والاتحاد عام 1971 وما بعد الاتحاد حسب قولها. وأعطت الباحثة خلفية عن العناصر التي أضيفت للهوية الوطنية، وأكدت أن ثقافة مجتمع الإمارات ذات جذور اجتماعية مشتركة تؤثر وتصقل الفرد منذ اليوم الأول لولادته. وعددت مجموعة من المفاصل المؤثرة في بنية الهوية، وهي الحكايات والتعليم المجتمعي والأغاني القديمة والقيم الاجتماعية والروابط البايلوجية والسوسيولوجية، واستعانت المحاضرة بمجموعة من أغاني الأطفال لكونها متداولاً شعبياً وبأغاني البحارة لكونها رابطاً اجتماعياً خارج سياقات العرقية واللون والجنس، وتحدثت عائشة بالخير عن الألعاب التي صقلت شخصية الفرد والمجتمع، وتطرقت إلى التوحد مع الطبيعة الصحراوية التي تدعو إلى التأمل والخلو بالنفس. وأشارت إلى ضرورة البحث في الثقافة الاجتماعية عن التفاصل التي حددت الهوية الإماراتية، وتناولت مفهوم الوحدة عبر عناصر مهمة، وهي طريقة تحضير الطعام والاشتراك به، ومفهوم الشعر الشفاهي المنقول بين الأجيال والتفاعل في المجالس التي كانت تضم أجناساً من أصول مختلفة، واستعرضت صور عاملين من الهند في الأسواق والذين كانوا يمارسون الحرف البسيطة. وتحولت الباحثة إلى قراءة ما بعد الاتحاد وتأثير باني الاتحاد المغفور له الشيخ زايد رحمه الله في صقل الهوية الثقافية الوطنية للمجتمع الإماراتي، واعتبرت درع الدولة وخريطتها وحدودها وجواز سفرها ودستورها ونظامها القضائي مؤسسات للوحدة الوطنية. وفسرت الباحثة مفهوم التناغم بما شيد من أبنية ومنازل ذات شكل واحد وفي إطار موروثي مشترك، واعتبرت الإمارات حاضنة لكل الثقافات، ومنها البوذية وغيرها، وهذا بفعل العدل والتناغم والسلام والصداقة في تطلع لمفهوم المواطن العالمي أو الإنساني. من جهتها، تحدثت المنسقة الفنية أمينة طه حسين اوكادا عن بوذا «سيد هارتا» الذي ولد في 558 قبل الميلاد»، وتواصلت بالحديث حتى مرحلة التنوير التي وصل إليها بوذا الأمير الذي فضل العيش مع الفقراء للوصول إلى الحقيقة عبر شظف الحياة التي انغمر فيها في محاولة للوصول إلى الخلاص من أجل احترام الحق وتجسيد الكلام والفكر والسلوك الأخلاقي. واستعرضت المنسقة أعمالاً فنية محفورة على الأحجار والأخشاب ومفاهيم «الاشوكا/ الدراما» التي جاء بها بوذا «سيد هارتا»، وتحدثت عن الأعمدة التي وجدت في المعابد البوذية خاصة الأربعين عموداً التي عثر منها على عشرين عموداً حجرياً بطول اثني عشر متراً والتي تضمنت تعاليم اشوكا ومفهوم صورة الأسد والذي هو بوذا في التعاليم البوذية التي نحتت فوق تلك الأعمدة. واعتبرت العناصر الثلاثة «المظلة والتماثيل البوذية والتورانا» أهم ما يميز السطوبا، وأكدت أن الفن البوذي جسد بالرموز والصور المنحوتة، وأشارت إلى أهم خصائص شخصية البوذي. ومن جانب آخر، تطرق المنسق فينسنت ليفيفر في مداخلته إلى البوذية لكونها ديانة عالمية وشاملة ويتعين عرض تحفها في متحف اللوفر، وأشار إلى ثلاثة أعمال اشتراها متحف اللوفر في أبوظبي من ضمن مجموعته الداعمة، وقد اختيرت من قبل فريق متخصص وبطريقة حذرة، وهي تتمتع بجودة عالية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©