14 ديسمبر 2010 20:20
في إطار الفعاليات المتواترة والأنشطة الثرية التي صارت توشّي أرض أبوظبي على مدار العام، وجعلت منها عاصمة عالمية للثقافة والفنون، يحل ضيفاً على أبوظبي وللمرة الأولى في المنطقة العرض العالمي الاستعراضي الأفريقي الشهير «AFRICAN FOOT PRINT» القادم من جنوب أفريقيا. وسوف يتم حضور الفرقة مــن جوهانسبرج، وعددهم 40 فنانا قبل العرض بيومين لتجهيز المسرح والديكور والمغادرة الى جوهانسبرج بعد تقديم العروض يومي 26 و 27 يناير 2011 في إطار التبادل الثقافي بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة جنوب أفريقيا.
في هذا السياق قال أكرم صبري مدير عام سكاي لتنظيم الفعاليات المسؤولة، إن العرض تراثي أفريقي.. وغنائي استعراضي.. وعالمي الأداء، كما أنه من وحي الخيــال، وهو نسيج توثيقي واقعي في قمة تلاحم الغناء الفردي والجماعي.
جوائز عالمية
وبين صبري أن الاستعراضات الضخمة الفلكورية التراثية المبهرة بالمضمون الأفريقي ستغلف العرض الذي سيقدم على مدار ساعتين في جو من الإبهار والإبداع الصريح مصحوبا بلوحات ساحرة وإضاءة تعبيرية غير تقليدية، وذلك بالاعتماد على فصل اللون الأبيض والأسود بشكل متعمد من خلال تكنولوجيا تجسيم الإضاءة مع استخدام مؤثرات البعد الثالث على مستوى تقني لامثيل له بنكهة التعجب التحفيزي، وهذا العرض له تاريخ حافل حيث لاقى نجاحًا جماهيريًا عالميًا كبيرًا وطاف بين الشعوب والبلاد.
وقد أشاد به ملوك ورؤساء الدول والمثقفين والفنانين والمبدعين وحصد أكبر عدد من الجوائز العالمية.. فهذا العرض يأسر الجمهور ويترسخ في عقولهم بدهشة وغرابة وبساطة.. كأن المشاهد قد أبدى رغبته في التفاعل مع حقيقة الأمر وسلم روحانية الفكر لمخرج العرض الذي جمد المعلومة في منظومة الذكريات التي لا تمحى.. وواقعية نجاح وسحر العرض من خلال تركيبة إخراج العرض..
فقد أثـر في فكر المشاهد طوال العرض بمفهوم مساحة الحرية والخروج من مثلث القيد الذي يحكم خيال الغير.. فالخيال يأتي للحظات وينتهي، أما أن تكون داخل أسطورة فواقعها غير ذلك وللحديث عن ما حصله المشاهد أسرار وخصوصية؟؟.. ليجد المشاهد نفسه في النهاية أسير الحوار الذي بداخله.. فيجادل مع نفسه ولم يتوقف عن مصادرة فكره واعترافه للغير بأن الحياة بها أصول قد لاتـــدوم..
دفوف وطبول
وقد أمسك المخرج رشيــد لورنج العرض بفكرة السارح الذي ينادي برسالة تعجبية قوية بسيطة عميقة غير معقدة.. ونجح في توقف البعد الزمني من المفهوم الفني الراقي مع الحفاظ على أصول التراث. فلدى المخرج كل شيء سهل وصعب في وقت واحد ومن خلال منظورة فكرية فنية مركبة سريعة وقوية الإيقــاع، متنوعة وتجمع رقي الأسلوب الحركي والجماعي معتمدة على نجاح فريق العمل من كل الأطراف، وخاصةً الجمهور، وتفاعله، والاعتراف بأن الصراعات التراثية موجودة في كل بلد. فنلاحظ تيارات الشد والجذب وتأكيد واعتراف بالهوية الخاصة بالأصول الأفريقية.. واستعراض دفوف وطبول الموسيقى.. وتوابع الهجرة والحنين.. وبلوغ التقدم والتراجع.. وربط الخير والشر بخفاياه.. ليقدم المخرج قيمة الشكل الفني.. في إبهار تنوع معطيات الأداء الحركي.. وصعوبة التكهن بالنهاية والربط مع البداية.. وبمدلول الإشارة.. يتحاور فريق العمل برشاقة.. وخفة الدم وبالأصالة.. ويحاول المخرج طمس مدخلات على الفنون الثقافية التراثية، ورفض معطيات تكنولوجيا غربية، شوهت لمسات الجمال والثبات.. وإثبات أن حقائق الواقع الثقافي.. حقًا للشعوب ولاعبث فيها.. وتم تصنيف مراحل وعهود العادات والتقاليد الأفريقية في ذلك العرض، بأقدام لها بصمات خاصةً بجنوب أفريقيا...
بصمة الأقدام
كما أن نجاح المخرج في إثبات الحالة بدليل الواقعية التراجعية في استخدام بصمة الرجل بالطريقة الأفريقية المواكبة لعصور وعهود التقاليد الأفريقية، للحد من التشدد الفكري والبصري والثقافي والفني، وتقديم رسالة الى شعوب العالم لحماية التراث بكل دولة. كما تم تقديم فكرة العرض بأسلوب السهل الممتنع، بخطوط سريعة تعبيرية تكمن توابعها في أذهان الشعوب مدى الحياة وبتوثيق معتمد من نجوم العرض.. وبضمان سارى المفعول دون تاريخ محدد.. ويعطي العرض مساحة للمشاهد في أن يدافع عن حق التراث.. بفكره الخاص وبحرية التعبير.. مع واقعية الحق في العودة للماضي، والتمسك بالإرث التراثي والحضاري.
يذكر أنه تم تقديم عروض “AFRICAN FOOT PRINT” في دول كثيرة بأفريقيا وهذا العرض مصدر قوي لجذب السياحة الترفيهية بجنوب أفريقيا، فقد تم عرضه في الجزيرة الشهير روبن أيلند التي سجن بها الزعيم «نيلسون مانــديلا» الذي حضر العرض بنفسة عام 1999 وحضر الحفل عام 2000 بجنوب أفريقيا الرئيس السابق تابو أمبكى، ونالت الفرقة في ذلك العالم جائزة أحسن موسيقى وإضاءة، وفي أطلنطا بأميركا تم تثبيت يوم خاص لعرض “AFRICAN FOOT PRINT” الذي أبهر الجمهور طوال مدة عرضه.
وأقيمت حفلات في الصين والهند وأستراليا وألمانيا والمغرب والمكسيك وأمريكا الجنوبية وفرنسا بحضور كبار الشخصيات العالمية والمسؤولين والمثقفين والمبدعين والموسيقيين وكبار النجوم من الفنانين.
المصدر: أبوظبي