لوس أنجلوس (رويترز)
صنع الفيلم الكوري الجنوبي «طفيلي» (باراسايت) تاريخاً جديداً في جوائز الأوسكار، في حفل توزيع الجوائز الذي أقامته أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية على مسرح دولبي بلوس أنجلوس أمس الأول، بعدما أصبح أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يفوز بالجائزة الأبرز سينمائياً.
وحصل الفيلم الذي يتناول الهوة بين الأغنياء والفقراء في «سيؤول» الحديثة أربع جوائز أوسكار شملت أفضل مخرج، وأفضل سيناريو لبونج جون هو وأفضل فيلم روائي دولي.
هذه محصلة رائعة لفيلم عرض مصحوباً بالترجمة في الولايات المتحدة ليتفوق على كبرى شركات الإنتاج والمخضرمين في هوليوود، أمثال مارتن سكورسيزي وكوينتن تارانتينو، كما جاء الفوز في ختام موسم جوائز شابته الانتقادات بسبب غياب التعددية النوعية.
دهشة بونج
وفي المقابل، امتلأ مسرح جوائز الأوسكار بالممثلين وصناع السينما الكوريين الذين تحدث غالبيتهم للجمهور عبر مترجم.
وقالت كواك سين آي المشاركة في إنتاج الفيلم «أعجز عن الكلام.. لم نتخيل أن هذا سيحدث.. سعداء للغاية.. أشعر أن هذه لحظة تاريخية». وعندما تسلم بونج أول أوسكار في الليلة عن أفضل سيناريو كتب خصيصاً للسينما، حدق في تمثال الجائزة بدهشة.
وفي وقت سابق من السهرة تخلل الحفل تعليقات ساخرة بشأن خلو قائمة ترشيحات أفضل مخرج من النساء، وكذلك وجود شخص واحد فقط من ذوي البشرة غير البيضاء بين 20 مرشحاً لجوائز التمثيل.
أفضل ممثل وممثلة
وفاز خواكين فينيكس (45 عاماً)، بجائزة أوسكار أفضل ممثل كما كان متوقعاً عن دور مهرج فاشل تصيبه الشهرة بسبب العنف في فيلم «جوكر»، بينما فازت رينيه زيلويجر بجائزة أفضل ممثلة عن دور «جودي جارلند»، وهي مسنة في فيلم السيرة الذاتية الموسيقي «جودي»، وكانت زيلويجر قد حصدت من قبل عن هذا الدور جائزة جولدن جلوب، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا).
وألقى فينيكس كلمة مؤثرة عند تسلم الجائزة عن تغير المناخ وحقوق الإنسان.
وقال «كنت أنانياً في حياتي.. قاسياً في بعض الأوقات، ويصعب العمل معي، وأنا سعيد لأن كثيرين في هذه القاعة أعطوني فرصة ثانية».
أول أوسكار
وبينما كان ينظر إلى فيلم (1917) لشركة يونيفرسال بيكتشرز الذي يدور عن الحرب العالمية الأولى باعتباره مؤهلاً لحصد الجزائز، لم يفز سوى بثلاث جوائز من بين عشر رشح لها، هي جوائز أفضل تصوير، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل مكساج صوت.
ومنح فيلم المخرج كوينتن تارانتينو «ذات مرة في هوليوود» براد بيت أول أوسكار في مشواره، وحصل على جائزة أفضل ممثل مساعد.
وفازت لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «قصة زواج» (ماريدج ستوري)، وهي أول جائزة أوسكار تحصل عليها.
وخرج فيلم «الأيرلندي» (ذي أيرشمان) من إنتاج شركة نتفليكس الذي رُشح لعشر جوائز أوسكار، من حفل توزيع الجوائز خالي الوفاض.
فيلم أوباما
ولعبت الموسيقى دوراً كبيراً في الحفل من خلال عرض مفاجئ قدمه مغني الراب إيمنيم بأغنيته الفائزة بالأوسكار عام 2003 «اترك نفسك» من فيلم «ثمانية أميال».
وأدى إلتون جون في الحفل أغنية «لاف مي اجين» من فيلم (روكتمان)، الذي يتناول سيرته الذاتية والتي فاز عنها بجائزة أفضل أغنية صنعت خصيصا لفيلم. وغنت الأميركية الشابة بيلي إيليش الفائزة بخمس جوائز جرامي الشهر الماضي أغنية البيتلز الشهيرة «بالأمس». وفاز فيلم «مصنع أميركي»، الذي يعد باكورة إنتاج شركة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل بجائزة أفضل فيلم وثائقي.